الرئيسية - أقاليم - في حضرة التحديات الكبرى: العليمي يرسخ نهج الشراكة الوطنية مع القوى السياسية!
في حضرة التحديات الكبرى: العليمي يرسخ نهج الشراكة الوطنية مع القوى السياسية!
الساعة 10:41 م (راي اليمن -فتحي ابو النصر )

 

في لحظة وطنية فارقة، اتسمت بروح المسؤولية والصدق، التقى فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الاثنين،  بقيادات التكتل الوطني للأحزاب،والمكونات السياسية برئاسة رئيس مجلس الشورى الدكتور احمد عبيد بن دغر في مشهد يجسد أسمى معاني الشراكة الوطنية، وتوحيد الصفوف لمواجهة كافة الإشكاليات التي تمر بها البلاد.

والشاهد أن هذا اللقاء لم يكن مجرد اجتماع بروتوكولي، بل محطة مصارحة ومكاشفة وطنية عميقة، حملت بين طياتها الكثير من الرسائل المهمة، وأبرزها أن المعركة اليوم ليست سياسية أو فكرية فحسب، بل معركة وجود، تتطلب استنفار كل الطاقات والقدرات، وتجاوز الحسابات الضيقة، للوقوف صفا واحدا في مواجهة المشروع الح..وثي المدعوم من النظام الإيراني، الذي لا يستهدف فقط الشرعية، بل يهدد كيان الدولة ومكتسبات اليمنيين في حريتهم وكرامتهم وجمهوريتهم.

وإذ تحدث العليمي بصراحة نادرة، تعكس الوعي بحجم تعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي والعسكري، فقد أكد حسب وكالة الأنباء اليمنية سبأ الرسمية أن هذه اللقاءات ليست ترفا سياسيا أو استعراضا إعلاميا، بل ضرورة وطنية تمليها استحقاقات المرحلة، ومتطلبات الشراكة القائمة على المكاشفة، والعمل الجماعي، لا على تبادل الاتهامات أو تبني الخطاب الشعبوي.

وجاء في الخبر أنه اثنى على دور الأحزاب والمكونات السياسية في صمود الدولة والدفاع عن النظام الجمهوري، معتبرا أن التواصل يجب أن يكون مفتوحا بين القيادة والقوى الوطنية، و كصمام أمان لتقوية الجبهة الداخلية وتعزيز الثقة بين المكونات، بل ولضمان أن تكون الدولة راعية للجميع، لا متعالية على أحد.

كذلك كان لافتا حديث الرئيس حول الأزمة الاقتصادية والتمويلية، الناتجة عن توقف تصدير النفط بسبب الهجمات الإرهابية الح..وثية، إذ قدم توصيفا دقيقا لجذور الأزمة، مع تحميل المليشيات الح..وثية كامل المسؤولية عن معاناة المواطنين، متعهدا بأن يظل مجلس القيادة صادقا في عرض الواقع، والبحث عن حلول بالتعاون مع الحكومة والشركاء.

ولقد نبه رئيس مجلس الرئاسة إلى خطورة التخادم بين المليشيات الح..وثية والتنظيمات الإر..هابية، في جرائم الاغتيال، وترويج المخدرات، ومحاولات زعزعة الأمن من الداخل، مؤكدا أن التصدي لهذه الأخطار يتطلب موقفا وطنيا موحدا، تدعمه الأحزاب والمجتمع بمسؤولية وجرأة.

في المقابل، حسب وكالة الأنباء اليمنية سبأ الرسمية عبرت قيادات التكتل الوطني عن استعدادها الكامل لمواصلة الاصطفاف الوطني، والعمل جنبا إلى جنب مع مجلس القيادة والحكومة لحماية مؤسسات الدولة، وتحقيق تطلعات اليمنيين في الاستقرار والتنمية، مطالبين بإصلاح السياسات الاقتصادية، وإدارة الموارد بكفاءة، وتحقيق المزيد من الشفافية في الأداء الحكومي.

بمعنى أدق لقد عكست مداخلات التكتل روحا وطنية خالصة، تؤمن بالشراكة لا بالمناكفة، وتركز على الحلول لا على الشعارات، وهو ما يعكس وعيا متقدما بأهمية اللحظة، وبأن نجاح المرحلة الانتقالية لا يمكن أن يتم إلا عبر تلاحم سياسي وشعبي حقيقي، يصنع أملاً في قلب كل يمني يحلم بوطن آمن ومستقر.

والحال أنه في ظل واقع يمني بالغ الحساسية، جاء لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي بقيادات التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية ليعيد التأكيد على ضرورة وحدة الصف الجمهوري، والتركيز على التحدي المركزي الذي يهدد حاضر اليمن ومستقبله، والمتمثل في المشروع الح..وثي الإرهابي .

بمعنى آخر لقد تجلى في خطاب الرئيس إدراك عميق لحساسية المرحلة، وإصرار على استنهاض الطاقات السياسية للعب دورها التاريخي. فقد شدد على أن الشراكة ليست ترفا، بل مسؤولية، وأن بقاء الدولة مرهون بمدى قدرة مكوناتها على الانخراط الفعلي في معركة الوجود، لا في مناكفات عبثية أو تقاسم وهمي للنفوذ. وفي المقابل، أبدت قيادات التكتل الوطني استعدادا صريحا لدعم مجلس القيادة، شريطة أن  تتم ترجمة الشفافية إلى أفعال، والوعود إلى إصلاحات ملموسة.

والشاهد إن كانت رسالة اللقاء واضحة حسب مراقبين: 
لا خلاص لليمن من أزماته المركبة إلا بتوحيد الجبهة الداخلية، وتجاوز التباينات الثانوية أمام عدو مشترك لا يؤمن بالحوار، ولا يعترف بالوطنية.

وفيما جاء، هذا اللقاء التشاوري أشبه برسالة وطنية مقدسة، تؤكد أن اليمن، رغم جراحه، لا يزال يملك من أبنائه الأحرار من يستطيعون الدفاع عن حاضره ومستقبله، برؤية موحدة، وإيمان عميق بأن النصر لا يصنعه الفرد، بل تصنعه الإرادة الجمعية للأمة.

لكن الحق يقال إن اللحظة الراهنة لا تقبل التردد، فإما أن نمضي نحو استعادة الدولة ومؤسساتها، أو نترك البلاد فريسة للفوضى والتفكك. 
فالمعادلة واضحة: لا دولة بدون أحزاب مسؤولة، ولا أمن دون قرار موحد، ولا انتصار دون مشروع جامع يعلو فوق المصالح الضيقة. ومن هنا، فإن على القيادة أن تبادر إلى خطوات عملية توحد الصف الجمهوري وتفعل أدوات الدولة، لتكون بالفعل عند مستوى تطلعات الشعب اليمني الصامد، لا أن تظل رهينة التشظي أو الإملاءات الخارجية.!

لنخلص إلى أنه كان هذا اللقاء منتظرا، خصوصا في ظل تصاعد الحديث عن أزمات تعصف بالمجلس الرئاسي.
ولأن الرياح لم تهدأ، جاءت هذه القمة الحزبية كوقفة على حافة العاصفة، وكمحاولة لترميم ما تكسر من الثقة..
فهل يكون اللقاء بذرة خلاص، أم فصلا جديدا في حكاية الانقسام؟
أي أن لسان حال الرئيس:  هل نكون على قدر التحدي؟ أم نترك التاريخ يسجل عجزنا عن اغتنام الفرصة الأخيرة؟ 
الجواب كما نراه ليس بيد فرد، بل بيد كل من اختار أن يكون في صف اليمن الجمهوري الحر.!

 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن