الرجل القادم من شموخ جبال همدان، و المكتسية ملامحة تاريخ سبعة الآف سنة من المجد. من لا يعرفه يدرك أنه بعيد عن الزلل، و من يعرفه عن قرب، لا يلمس منه غير المواقف الإيجابية التي وجدت مكانها في انصع مرايا الذاكرة.
كلنا عابرون و لكنك تلك المدرسة الدبلوماسية التي تتجول بإنسانية بين الجميع، بعيدا عن أي فروقات إجتماعية ليتحول الوطن بيدك الى غيمة اينما حلت تركت الخير للجميع. صوت الجميع قريب منك، و كفك مازالت ممدودة لكل من يبحث عنك من أبناء وطنك كأخ، بعيدا عن المسافات الرسمية التي يضعها الدبلوماسيون بينهم و بين أبناء وطنهم.
في أوج عز المانيا، أدرك الجميع أنها كانت بحاجة الى صوت نتشيه - كصوت العقل الواعي القريب من الإنسان. و أنت كنت ذلك الصوت الذي يكمل العمل الدبلوماسي اليمني في ماليزيا، لتخلق تلك الجسور بين الدولة و المواطن، و بين اليمني و وطنه الذي يجده حاضرا فيك.
سعادة المستشار أمين الهمداني يعتبر من الدبلوماسيين القلائل الذين يبحثون عن روح القانون قبل نصه، و عن اليمني البعيد عن وطنه قبل النصوص التي وضعها البشر ليمثل و عيا استثنائيا في العلاقة الثنائية بين الدبلوماسية و الحس الإنساني الذي يعتبر أهم عامل للرقي بالأوطان.
دبلوماسي يتحرك كمواطن يمني متحللا من كل الهالة التي يبحث عنها الجميع، ليس فقط لأنه قريب من الجميع، و لكن أيضا إكتمال شيم المرء تجعله متخففا من أي بروتوكولات لأنها لن تضيف أي شيء الى شخصيته المكتملة بكل ما هو جدير بالإحترام.
سترحل عن ماليزيا، و لكنك تركت في كل ذاكرة ما هو عصي على الزوال مهما تقادم بنا الدهر، و هذا ما ستتركه اينما رحلت لتظل مروية جديرة بالسرد في وجدان كل يمني.