استخدم اليمنيون التاريخ وحساب الأيام منذ أكثر من 4000 سنة تقريبا وكانت السنة اليمنية سنة شمسية بمعنى أنها تمثل دورة كاملة للشمس في منازلها وذلك لارتباطها بهطول الأمطار ومواسم الزراعة والحصاد ، ومنها فقد ظهر التقويم السبئي والمعيني والحضرمي والقتباني والردماني ، لكنها تقاويم كانت تؤرخ بسنوات حكم الملك أو كبير كهنة المعبد ولم تتخذ عام محدد أو حدث مهم للبدء باحتساب السنين ، حتى استخدمت مملكة ذو ريدان (الحميرية) تقويم "مبحض بن أبحض" والذي يبدأ احتساب السنين فيه من 115 قبل الميلاد وهو ما بات يعرف بالتقويم الحميري.
التقويم الحميري هو التقويم المتسلسل المستخدم في مملكة ذو ريدان (الحميرية) والذي يبدأ احتساب السنين فيه منذ 115 قبل الميلاد واستمر العمل به حتى نهاية القرن السابع الميلادي ، ولكون أن الحضارات اليمنية اعتبرت الزراعة كعمود فقري لاقتصادها الوطني ، فقد تم تسمية الأشهر ودلالاتها بما يتوافق مع مواسم الزراعة ومعالمها والتي تعتمد في الأساس على التقويم الشمسي فتم تقسيم السنة إلى أربعه فصول واثنا عشر شهرا، اما الفصول فهي: دثا= الصيف ، خريف= الخريف ، سعسع= الشتاء ، مليم= الربيع ؛وأما الأشهر ومسمياتها المتأخرة فكما تظهر أعلاه في التقويم ، ولهذا يعتبر التقويم الحميري هو أهم تقويم يمني كونه استخدم سنة أساس تبدأ من 115 ق.م ولدقته في احتساب الأشهر ولأنه استمر استخدامه قرابة 700 عام.
والجدير بالذكر أن معظم أسماء الشهور الحميرية لا يزال يتداولها المزارعين في اليمن حتى اليوم في الاشارة لمعالم الزراعه مثل علان ومبكر والذري والقياظ والصراب والخريف.
ويمكن القول وبكل تأكيد أن التطابق الكبير في الدلالات التي تحملها مسميات الشهور اليمنية القديمة سواء كانت السبئية أو القتبانية أو الحضرمية او المعينية أو الحميرية تعود إلى واحدية أصل الحضارة اليمنية حتى وإن اختلفت الممالك الحاكمة فأصل اليمنيين وثقافتهم واحدة منذ الأزل والكثير من سمات ومظاهر ثقافتنا القديمة ما تزال موجودة إلى اليوم في حياتنا الزراعية ولازال يتداولها كبار السن ويستخدموها في حساب منازل النجوم ومواعيد هطول الامطار.