الرئيسية - تقارير خاصة - الكوليرا تستفحل في اليمن.. مليون و700 ألف إصابة حتى الآن
الكوليرا تستفحل في اليمن.. مليون و700 ألف إصابة حتى الآن
الساعة 10:25 م (راي اليمن - وكالات)

مآسي كثيرة يعاني منها اليمنيون... لا فرق بين شمال أو جنوب من حيث عدم الاستقرار والخوف والجوع والمرض... لا حدود تقف في وجه الثالوث القاتل (الحرب، والفقر، والمرض).

عاد وباء الكوليرا يهدد حياتهم من جديد ويطرق كل الأبواب بلا استثناء أو تمييز بين طفل أو شاب أو شيخ أو امرأة. عادت الكوليرا تهدد حياتهم المهددة بالفعل نتيجة الحرب الدائرة في البلاد، بعضهم قد تسعفه الظروف ويصل إلى المحاجر الصحية للعلاج، والكثير منهم يموت فلا يجد القوت ولا المال الذي يوصله لأحد المصحات.

الكارثة أكبر من كل ما تقدمه المنظمات الدوليةويتوقع الخبراء زيادة كبيرة في عدد حالات الإصابة خلال الأسابيع والشهور القادمة، نتيجة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة وعدم القدرة على إصلاح ما تم تدميره من المرافق والبنى التحتية، وفقا لتوقعات المتخصصين، إن لم يكن هناك تحالف وتكاتف دولي يعمل على وقف انتشار المرض.

 

كم حالة إصابة بالكوليرا في اليمن؟

قال الدكتور يوسف الحاضري الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة اليمنية في اتصال مع "سبوتنيك"، إن حالات الإصابة منذ الأول من يناير/ كانون الثاني 2019 وحتى أمس الاثنين بلغت 471 ألف حالة إصابة واشتباه.

وأضاف الحاضري أن ترتيب الإصابات والاشتباه في المحافظات، تحتل أمانة العاصمة المقدمة ثم الحديدة ومحافظة صنعاء، تليها حجة ثم أب، ثم تتوالى الإصابات في كافة محافظات الجمهورية بلا استثناء سواء في الشمال أو في الجنوب، لكن النسبة الأكبر من الإصابات تقع في محافظات الشمال الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية.

وتابع الناطق باسم وزارة الصحة، أن تدمير دول العدوان لمصادر مياه الشرب والصرف الصحي واختلاط نسب كبيرة من مياه الشرب بالصرف الصحي.

 

ما عدد الأطفال المصابين بالكوليرا في اليمن؟

وأشار الحاضري إلى أن عدد الإصابات والاشتباه بين الأطفال تتجاوز 200 ألف حالة، ففي كل الحالات دائما ماتكون عدد حالات الأطفال أكثر من 40% في سن ما فوق الرابعة أو الخامسة، وما قبل هذا السن تكون نسبة إصابة الطفل بهذا المرض قليلة جدا أو ضعيفة نتيجة زيادة نسبة الحموضة في المعدة لدى المواليد والرضع، لكن في بعض الحالات وعندما تكون نسب الإصابات كبيرة جدا فإنها تتغلب على نسب الحمضية في جسم الإنسان.

 

كم عدد حالات الوفاة بالكوليرا في اليمن؟

وحول عدد الوفيات بهذا المرض منذ بداية العام 2019 وحتى الآن قال الحاضري، تبلغ عدد الحالات 724 حالة وفاة وهى الأعداد المسجلة لدى وزارة الصحة، وفي الوقت ذاته هناك الكثير من الحالات غير مسجلة والتي حدثت وما زالت في المناطق الجنوبية البعيدة والتي لا تستطيع الوصول إلى المراكز الصحية أو بسبب انقطاع الرواتب منذ 27 شهرا، بسبب نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، اليوم هناك صعوبة يعيشها المواطن لا تمكنه من الانتقال من مكان لآخر من أجل العلاج.

وأوضح الحاضري، أنه منذ ظهور الكوليرا في منتصف العام 2017 وحتى الآن بلغ عدد الوفيات 3520حالة وفاة، أما الإصابات خلال تلك الفترة فقد بلغت حتى الآن مليون و700ألف حالة وهو عدد تراكمي في هذا الجانب، وتلك الأعداد مؤهلة للارتفاع خلال الفترة القادمة بسبب الأمطار وارتفاع درجة الحرارة  وتهالك الكثير من البنية التحتية بسبب القصف العشوائي للطيران، وعد وجود ميزانيات لإصلاح أو تجديد ما يتم تدميره من شبكات المياة والصرف الصحي.

 

هل انتقلت الكوليرا لدول مجاورة لليمن؟

أكد الحاضري أن الكوليرا وباء ينتشر في جميع المناطق وبصورة كبيرة في اليمن وربما ينتقل أيضا إلى دول الجوار، حيث ينتقل بشكل رئيسي عبر مياه الشرب والصرف الصحي والنظافة الشخصية، وللعلم فإن البنى التحتية مدمرة، سواء في الشمال أو الجنوب وهو أحد الأسباب الرئيسية.

 

إمكانات محدودة

وأشار الناطق الرسمي، إلى أن المدن الشمالية ليس لديها ميزانية لمكافحة المرض وأسبابه، نتيجة نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن، هناك مساعدات من اليونسيف وغيرها من المنظمات العالمية، ولكن جميعها لا ترتقي لإمكانات الدول.

وحول توفر مراكز الحجر الصحي بالمحافظات اليمنية، قال يوسف الحاضري، يوجد أكثر من 440 مركزاً ومستشفى يتم وضع مخيمات فيها وتخصص للكوليرا، ويتم استقبال المرضى بها وتقديم العلاج والأغذية لهم مجانا، كما أن هناك تواجدا للأطباء وهيئات التمريض بشكل كبير، ورغم ذلك هناك الكثير من الحالات لا تستطيع الوصول إلى تلك المراكز الصحية نظرا، لعدم وجود أي من القدرات المالية نتيجة انقطاع الرواتب منذ أكثر من 32 شهرا.

 

ما أسباب مرض الكوليرا؟

من جانبه، قال الدكتور عبد الرحيم السالمي، مدير صحة تعز لـ"سبوتنيك"، إن الموجة الجديدة من الإسهالات المائية الحادة والكوليرا جاءت قوية هذا العام، بسبب موجة الجفاف الشديدة التي اجتاحت محافظة تعز بشكل خاص، الأمر الذي جعل معايير النظافة الشخصية للفرد والأسرة بشكل عام غير متوفرة، بجانب انهيار النظام الصحي بسبب الحرب والحصار منذ خمس سنوات.

 

مسؤولية المنظمات الدولية

وتوقع مدير مكتب صحة تعز، تضاعف تلك الأعداد خلال الفترة القادمة إذا ما بقيت مدينة تعز على وضعها الحالي، ولم تستطع الشاحنات الكبيرة أن تمر من المنفذ الجنوبي المؤدي إلى العاصمة المؤقتة عدن، لنقل المستلزمات الطبية والأغذية، الكارثة أكبر من قدرة القطاع الصحي المحلي على مواجهتها.

 وأشار السالمي إلى أن المنظمات الدولية معنية بتلك الكارثة، لأنها من تتلقى الدعم الخاص بالقطاع الصحي، وبكل صراحة مستوى الدعم إلى الآن لم يصل إلى مستوى الكارثة، حيث أن محافظة تعز والتي بها أكثر من 23 مديرية لا يوجد بها سوى 5 مراكز علاجية لعدد 4 ملايين مواطن.

 

الهجرة والنزوح

الدكتور ماجد عواس، مشرف المحاجر الصحية التابعة للجنة الإنقاذ الدولية بمحافظة الضالع، قال لـ"سبوتنيك"، إن الكوليرا عادت للمحافظة بشكل كبير، منذ مطلع مارس/آذار الماضي، وكانت ومازالت أعداد الإصابات مقلقة بشكل كبير.

وتابع المشرف على المحاجر الصحية بالضالع، إن زيادة معدلات الإصابة جاءت كنتيجة عكسية لما يحدث في اليمن من حروب ودمار لكل شيء، وبشكل خاص مرافق المياه والتي اختلطت بالصرف الصحي.

وأشار المشرف على المحاجر الصحية إلى أن الحرب ساهمت بشكل كبير في انتشار الوباء، نتيجة زيادة عمليات النزوح والهجرة من جانب المواطنين المصابين من محافظة إلى أخرى دون ضوابط.

وأوضح عواس، الضالع كان بها أكثر من 15 مركزا صحيا لاستقبال حالات الكوليرا تدعمها منظمات دولية، وعندما بدأت الحالات في التعافي خلال العام 2018، قامت تلك المنظمات بسحب وحداتها العلاجية من الضالع، الأمر الذي تسبب في مشكلة عندما هاجمت الكوليرا المحافظة من جديد.  

 

الأمم المتحدة

وكان موقع أخبار الأمم المتحد قد نشر تصريحات صحفية على لسان نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق قال فيها إن عدد حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن قد تجاوز حتى الآن 460 ألف حالة مشتبه فيها هذا العام، بما في ذلك نحو مئتي ألف طفل.

ويتجاوز هذا العدد إجمالي حالات الكوليرا المشتبه بها العام الماضي، والمقدرة بـ 380 ألف حالة خلال العام كله، كما جاء على لسان فرحان حق، حيث أضاف قائلا: "حتى الآن هذا العام، تم تسجيل 705 حالات وفاة يشتبه بأن سببها الكوليرا، مقابل 75 حالة وفاة في نفس الفترة من العام الماضي، و أدت الفيضانات الأخيرة إلى تسريع انتشار الكوليرا في جميع أنحاء البلاد، الأمر الذي تفاقم بسبب سوء صيانة أنظمة إدارة النفايات والافتقار إلى المياه النظيفة للشرب أو الري".

واستجابة لذلك، تدير الأمم المتحدة وشركاؤها هذا العام ما يقرب من 1200 مرفق لعلاج الكوليرا في جميع أنحاء البلاد، ولكن مع ذلك، لا يزال التمويل يمثل مشكلة ملحة، وفق تحذير نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة.

الجدير بالذكر أن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن للعام الحالي تتطلب 4.2 مليار دولار لتقديم المساعدات الإنسانية لأكثر من 20 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد. وحتى الآن تم تمويلها بنسبة 32% فقط.

  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن