أطلق ناشطون حقوقيون وإعلاميون، حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت وسم #وين_الفلوس، لمطالبة المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني باليمن، بالكشف عن مصير الأموال التي تسلمتها من المانحين، منذ بدء الحرب في مارس/ آذار 2015.
وقال المحامي والناشط الحقوقي ياسر المليكي، إنّ المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، استغلت معاناة اليمنيين التي خلفتها الحرب، وجمعت أمولاً طائلة بغرض تقديم المساعدات الإغاثية لهم، لكنها لم تُقدم سوى الشيء اليسير.
وأضاف المليكي لـ"العربي الجديد"، أنّ الهدف من حملة #وين الفلوس، التي أطلقها ناشطون قبل أيام، "هو الكشف بشفافية عن المشاريع التي نفذتها تلك المنظمات في اليمن، منذ بدء الحرب وحتى الآن، إضافة إلى مراقبة أدائها خلال الفترة القادمة". لافتاً إلى أحقية اليمنيين بمعرفة أين تذهب تلك الأموال، "التي أصبحت ملكاً لهم، ولا سيما أنهم لم يروا منها إلا الفتات، على شكل سلال غذائية بسيطة لبعضهم".
واتّهم المليكي تلك المنظمات بأنها "تمارس فساداً كبيراً، إذ تذهب أغلب الأموال التي تتلقاها من المانحين بغرض مساعدة الشعب اليمني، في مصاريف تشغيلية وأسفار ورواتب للعاملين فيها".
وبيّن المليكي، أن الدول المانحة قدمت لليمن في 2018 نحو 2.6 مليار دولار، وهي أكثر من ميزانية البلاد التي أقرتها الحكومة للعام نفسه، 2.2 مليار دولار، مشيراً إلى أن رقعة الفقر تتسع في البلاد، بينما يزداد موظفو المنظمات الإنسانية ثراءً.
إلى ذلك، أكد الإعلامي فتاح الصلاحي، أن حملة #وين_الفلوس التي تم تدشينها على مواقع التواصل الاجتماعي، "تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي تجاه قضية إهدار الأموال التي تتسلمها المنظمات الدولية من المانحين، لتقديم المساعدات الإغاثية لليمنيين الذي يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة، من جراء الحرب".
وأضاف الصلاحي لـ"العربي الجديد"، أن المنظمات الإنسانية تصرف تلك الأموال بعيداً عن الحاجات الأساسية للشعب اليمني، "وهو ما أدى إلى تفشي الأمراض والأوبئة بشكل واسع". داعياً جميع فئات المجتمع للمشاركة الفاعلة في إنجاح الحملة، لإيقاف عمليات الفساد التي تمارسها تلك المنظمات.
وحسب الأمم المتحدة، فإن اليمن يمرّ بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج 80 في المائة من سكانه (24 مليون شخص) إلى المساعدات الإغاثية العاجلة.