ذكرت صحيفة “العربي الجديد”, اليوم الأحد, أن هناك تباين حول الأسباب الحقيقية التي دفعت السلطات المصرية إلى التراجع عن موافقتها على السماح بعقد المؤتمر الأول للائتلاف الجنوبي اليمني، الداعم لشرعية الرئيس هادي في القاهرة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية عربية ومصرية, قولها إن السبب يعود لمشاركة قيادات في حزب الإصلاح، الذي يمثل جماعة الإخوان المسلمين باليمن، في المؤتمر.
وأوضحت المصادر إن مسؤولين بارزين في دولة الإمارات برروا مطلبهم للقيادة المصرية بعدم إقامة المؤتمر بوجود قيادات محسوبة على تيار “الإخوان المسلمين”، في إشارة لقيادات حزب الإصلاح، بينهم وزير الشباب والرياضة نايف البكري.
وكانت مصادر رسمية مصرية قد أكدت،أن مسؤولين في جهاز الاستخبارات العامة أبلغوا عدداً من الشخصيات اليمنية الموجودة في القاهرة بصعوبة انعقاد مؤتمر ما يسمى بـ”الائتلاف الجنوبي” في أحد فنادق العاصمة المصرية تحت إشراف من الجهاز.
وأكدت مصادر عربية للصحيفة أن إلغاء المؤتمر يأتي كحلقة جديدة في مسلسل الخلاف في إدارة الملف اليمني بين السعودية والإمارات..
وأوضحت أن ما يعرف بـ”فريق أبوظبي” (عدد من المسؤولين والمستشارين السعوديين الذين يروجون لأفكار ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في الرياض) بات صاحب تأثير داخل منظومة الحكم السعودية.
وشدد المصدر على أن أبوظبي، التي أسست ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” صاحب التوجهات الانفصالية، “تدعم فكرة إقامة دولة ذات حكم مستقل في جنوب اليمن، وذلك بسبب تمكنها (بحسب قناعتها) من صناعة ظهير قوي لها هناك”.
ووفقاً للمصدر فإنه “من المتوقع أن تكون تلك الدولة، في حال نجاح المخطط، تحت سيطرة كاملة من الإمارات، ما يؤمن لها نفوذاً واسعاً في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب”.
وأوضح المصدر أنه في وقت سابق، كانت هناك حالة من “التوافق” بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، على طريقة موحدة لإدارة ذلك الملف، إلا أنه أخيراً “بعد عودة الملك سلمان بن عبد العزيز لإدارة المشهد، ولعب دور كبير فيه، فإن مستشارين مقربين من الملك، أكدوا له خطورة التصور الإماراتي، والذي قد يضعف من النفوذ السعودي بالمنطقة، ويخصم منه لصالح أبوظبي”.
وأشار المصدر إلى أن أطرافاً بمنظومة مجلس التعاون الخليجي رصدت بشكل واضح التحركات الإماراتية في ملف جنوب اليمن، ونوايا أبوظبي، مؤكدة أن الأخيرة ما زالت تستقبل على أراضيها اجتماعات تبحث “سُبل إقامة دولة في الجنوب”، بمشاركة شخصيات جنوبية محسوبة عليها.
وشدد على أن “الائتلاف الجنوبي، الذي تم منع إقامة مؤتمره الأول في القاهرة أخيراً، كان تحركاً سعودياً مضاداً لتحجيم المساعي الانفصالية”.
وأشار إلى أن أبوظبي كانت قد “أوهمت الرياض، في وقت سابق، بتوقف تلك المساعي الانفصالية، وتوحيد كافة الجهود لحين غلق ملف اليمن والقضاء على الحوثيين والخطر الإيراني”.إلا أن الحقيقة على أرض الواقع كانت عكس ذلك.