رفضت الحكومة اليمنية مقترحاً لميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران بتجزئة اتفاق الأسرى الذي تم التوصل إليه في السويد مؤكدةً خلال جلسة المشاورات التي انطلقت في العاصمة الأردنية عّمان على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى في السجون الحوثية، مؤكدةً أن الميليشيات تتعمد منع وصول المساعدات إلى المدنيين، تأتي هذه التطورات فيما وصل الضّابط الدنماركي المتقاعد مايكل لوليسغارد إلى صنعاء ليحلّ مكان رئيس بعثة المراقبين الأمميّين الجنرال الهولندي السابق باتريك كمارت.
وأفادت مصادر من جلسة المشاورات التي انطلقت أمس في عمان بين الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي الإرهابية برعاية الأمم المتحدة وتستمر ثلاثة أيام، بأن الانقلابيين اقترحوا الاتفاق على 200 اسم يتم الإفراج عنهم من كل جانب، بمعنى 200 مقابل 200. ورفض وفد الحكومة اليمنية المقترح، معتبراً أنه «تجزئة لاتفاق السويد»، مطالباً بالإفراج عن جميع المعتقلين، المعترف بهم من قبل جميع الأطراف، باعتماد اتفاق السويد «الكل مقابل الكل». وطالب وفد الحكومة، الحوثيين بإطلاق كل الأسماء التي اعترف بها، وعددها 1300 معتقل، شرط أن يكون من بينهم الشخصيات الأربع التي تضمنها قرار مجلس الأمن الدولي 2216. وفيما رفض وفد المليشيات الحوثية عرض الحكومة اليمنية، منكراً وجود كل من فيصل رحب ومحمد قحطان ضمن المعتقلين، كشف وفد الحكومة اليمنية وثيقة تؤكد وجود قحطان في سجون الميليشيات داخل العاصمة صنعاء.
وانضم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورير إلى ممثلي الحكومة اليمنية والانقلابيين في الاجتماع الذي عقد في قاعة جمعتهم داخل أحد فنادق عمان. وقال جريفيث في كلمة في بداية الاجتماع إن «الهدف وضع اللمسات الأخيرة من قبل الأطراف الموجودة هنا على قوائم الأسرى والمحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم وتبادلهم». وتابع «سيكون لدينا الكثير من الفرص لوضع اللائحة النهائية حتى نتمكن من الانتقال إلى مرحلة إطلاق سراحهم» مؤكداً أهمية العملية السياسية الأوسع نطاقا التي نقوم بها.
وعقد الجانبان جولة أولى من المباحثات حول تبادل الأسرى في منتصف الشهر الماضي في عمان حيث مقر مكتب بعثة الأمم المتحدة الخاصة باليمن، دون أن ترد أي معلومات عن هذا الاجتماع.
بدوره، قال مدير العمليات في الصليب الأحمر دومينيك ستيلهارت، إن عملية تبادل آلاف السجناء تواجه صعوبات بسبب انعدام الثقة بين الأطراف.
وأوضح أن كل طرف قدم قائمة بأسماء ما يصل إلى 8000 سجين، إلا أنه لا يمكن التحقق من العديد من السجناء، مضيفاً أن تبادل السجناء يشمل من الناحية الواقعية عدداً أقل. وأشار إلى أن «كل النقاش ينصب الآن على من سيكون في النهاية على القوائم». وأكد ستيلهارت أنه فور التوصل إلى اتفاق على القوائم فإن عملية التبادل يمكن أن تتم بسرعة. وقال «لقد حشدنا اللوجستيات من طائرات وغيرها، ونحن مستعدون للقيام بذلك».
بدوره، قال عسكر زعيل، عضو الوفد الحكومي في محادثات السويد، إن ممثلي الميليشيات في لجنة إعادة الانتشار يقودون إلى انفجار الوضع نتيجة تعنتهم ورفضهم لكل مساعي السلام الأممية ومن يساندها، مشيراً إلى أن ممثلي الجانب الحكومي متمسكون بخيارات السلام، مع حرصهم على تنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم كلاً لا يتجزأ وفق آلية إجرائية محكمة تنتهي بعودة السلطة المحلية والأمن في الحديدة. وأكد زعيل في تغريدات على «تويتر»، أن «الحكومة اليمنية ليست ملزمة بالتعاطي مع أي إجراءات يسعى الحوثيون من خلالها لتعطيل الاتفاق أو تجزئته بأي حال من الأحوال، وستظل مطالبتنا للأمم المتحدة، وفق القنوات الرسمية، بتوضيح من يعرقل عملية السلام».
إلى ذلك، قال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، أمس، إن ميليشيات الحوثي تتعمد منع وصول المساعدات إلى المدنيين اليمنيين، مطالباً المجتمع الدولي بـ«تسمية من يضع العراقيل أمام وصول المساعدات لليمنيين». وأضاف اليماني خلال مؤتمر صحفي على هامش اجتماع المجلس الوزاري العربي الأوروبي الخامس في العاصمة البلجيكية بروكسل، أنه يجب تعزيز طرق تقديم المساعدات للشعب اليمني. وأكد أن ميليشيات الحوثي الإيرانية تسعى إلى تعزيز وجودها في مدينة الحديدة رغم اتفاق السويد الذي ينص على ضرورة انسحابها من المدينة ومينائها. وقال وزير الخارجية اليمني: «لا يمكن الوصول لسلام مستدام ما لم يلتزم الحوثيون بالعمل مع المجتمع الدولي للوصول إلى حل سلمي، نريد أن نصل إلى نهاية للحرب في اليمن».
وفي سياق آخر، وصل الضّابط الدنماركي المتقاعد مايكل لوليسغارد أمس، إلى صنعاء ليحلّ مكان رئيس بعثة المراقبين الأمميّين في اليمن الجنرال الهولندي السابق باتريك كمارت. ولم يدل لوليسغارد بتصريح لدى وصوله إلى مطار صنعاء. وكان مجلس الأمن الدولي وافق الأسبوع الماضي على تعيين لوليسغارد خلفاً لكمارت.
الحوثيون يحتجزون المختطفين لأسابيع في دورات المياه
قالت منظمة حقوقية يمنية: «إن ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران تقوم باحتجاز المختطفين لأسابيع عدة داخل دورات المياه في سجونها بشكل قسري». ونظمت رابطة «أمهات المختطفين» المعنية بالدفاع عن المعتقلين في سجون الميليشيات، أمس، وقفة احتجاجية في صنعاء للتنديد بأوضاع المعتقلين في سجون الميليشيات الذين يقدر أعدادهم بنحو 8 آلاف شخص. واستنكرت الرابطة في بيان قيام مشرفي ميليشيات الحوثي في سجن «احتياطي هبرة» بصنعاء باحتجاز المعتقلين لأسابيع داخل دورات المياه، مشيرةً إلى أن الميليشيات تستمر بانتهاكاتها بحق المختطفين والمخفيين قسراً داخل سجونها يوماً بعد آخر. وذكر البيان أن «الحوثيين يرفضون عرض المختطفين والمعتقلين على الأطباء أو الكشف الطبي لهم حتى في الحالات الحرجة من دون مراعاة للقيمة الأخلاقية أو الإنسانية». ووجهت الرابطة نداءً للأمم المتحدة ومبعوثها الأممي إلى اليمن لإنقاذ المختطفين الذين يواجهون الموت، والعمل بشكل عاجل على إطلاق سراحهم من دون قيد أو شرط.