* د.محمد إقبال محمد هدى- أستاذ العلاقات الدولية والدبلوماسية -UKM
* خليل محمد أحمد العمري – صحفي وباحث في العلاقات الدولية - UKM
في نوفمبر الماضي حصل الطالب اليمني عبدالرحمن الدعيس على جائزة السلطان الذهبية بماليزيا ، حيث وقف الدعيس على المنصة لتسلم جائزة السلطان (الأمين الكريم سلطان صلاح الدين إبن المرحوم سلطان بدلي شاة)، سلطان ولاية كدح، تقديراً لجهوده ونجاحه الكبير في الإسهامات الإجتماعية الهامة والإنجازات القيادية الناجحة و الأداء الاكاديمي الممتاز من جامعة شمال ماليزيا (UUM).
الدعيس، والذي يتكلم اللغتين الإنجليزية والماليزية بطلاقة، كان قد شغل منصب الرئيس لأكثر من 3 الاف طالب أجنبي في جامعة شمال ماليزيا للعامين 2016 17 والتي انجز خلالها أكثر من 20مشروع عمّت فائدتها الطلاب والمجتمع أكاديميا وثقافيا واجتماعياً.بسبب نجاحه الكبير في المجال القيادي و الأنشطة الاجتماعية، حصل الدعيس أيضاً على جائزة أفضل رئيس للطلاب الأجانب في ماليزيا للعام 2017 الجائزة كانت مقدمة من وزارة التعليم العالي بماليزيا.
و يعتبر الدعيس أيضاً الطالب الأول أكاديمياً في جامعة شمال ماليزيا، حيث انه تم تكريمه أكثر من 7 مرات في كل ترم دراسي لتفوقه العلمي، وهو ليس الطالب الوحيد من بين اليمنيين المتمزين بل هناك العشرات من الطلاب اليمنيين الذين يتصدرون المراتب الأولى في الجامعات الماليزية .
6300 طالب يمني في ماليزيا
الطلاب اليمنيون في ماليزيا بشكل عام لهم حضور إيجابي في الحياة الأكاديمية والعلمية في الجامعات الماليزية، حيث تنوعت تلك الإيجابية في حصول مجموعة كبيرة من الطلاب على درجات تقديرات عالية في التحصيل العلمي تميزوا بها عن زملائهم الطلاب من دول مختلفة، سواء في مرحلة البكالوريوس أو في الدراسات العليا.
يكشف رئيس اتحاد الطلاب اليمنيين في ماليزيا د.محمد الرشيدي لـراي اليمن أن عدد الطلاب اليمنيين في ماليزيا يصل الى 6300 طالب ، مشيراً الى ان آخر إحصائية للاتحاد العام لطلبة اليمنيين في ماليزيا والتي تمت وفق معايير علمية وضعت من قبل بروفسورات يمنية وجدت أن "50 طالبا متفوقا في جامعات ماليزية مختلفة حكومية وخاصة،".
يضيف الرشيدي "في السنوات الأخيرة حصل ما يقارب من 8 طلاب على براءات اختراع، كما أن هناك عدد لا بأس به من الطلاب اليمنيين أصبحوا معلمين في جامعاتهم، وفي الجانب الآخر الجانب الأكثر إبرازا لليمن وحضارته العريقة بين مئات الجنسيات الأخرى حصد الطلاب اليمنيين المراكز الأولى في 6 جامعات ماليزية في المسابقات الثقافية التي تشارك فيها عشرات الدول وذلك بواسطة فروع الاتحاد العام لطلبة اليمنيين في ماليزيا والذي ينتشر في 15 جامعة ماليزية".
بروفيسور ماليزي: اليمنيون استثناء متميز
يقول عمرو ياسين وهو طالب دكتوراه في قسم اللغة الإنجليزية UKM أن "الطالب اليمني في الخارج استطاع أن يتفوق الى درجة كبيرة بسبب عزيمته الإستثنائية. أقصد بالعزيمة هو الجهد المبذول في الدراسة للوصول الى درجة التميز".
ويرى ياسين في حديثه لـراي اليمن أن العزيمة التي يمتلكها الطالب اليمني هي ما تجعله متميزا أينما حل و ارتحل في الدراسات الجامعية. يضيف"لن أقارن بين الطالب اليمني و بين طلاب الجنسيات الاخرى من حيث المستحقات المالية و الحوافر, و لكن يمكن مقارنة الطالب اليمني مع البقية في الجهد الذي يفنيه في دراسته و حمله لهم الدراسة طوال الوقت و هذا هو ما يؤهله للتميز. الجهد الذي يبذله الطالب اليمني مهول لدرجة تحمله عبئ العمل في الغربة من أجل العيش و تحمل أعباء الدراسة التي لا تنتهي.".
يضيف"يجب ان ندرك ان الذكاء ليس فطري بالكلية و إنما الجهد و الخبرة في التعامل مع المواد الدراسية هي التي تتخلق من خلال الجهد لتجعل الطالب قادرا على تجاوز مستواه الدراسي الراهن. بمعنى اخر, يبدو ان الطالب اليمني يدرك تماما المقولة: "العبقرية 99% جهد و 1% تعتمد على الحظ".
يروي ياسين موقفاً حدث له بقوله "في إحدى المحاضرات كان المحاضر بروفسور ماليزي له سنوات خبرة طويلة في الجامعة حيث انه درس طلاب من جميع الجنسيات لسنوات طويلة .البروفسور وضع سؤال لجميع الطلاب في القاعة فأجبت على السؤال.
البرفسور: من أين أنت.
أنا: من اليمن.
البروفسور: لا أعرف ما سر التميز عند الطلاب اليمنيين رغم معاناتهم المستمرة , هذه حالة استثنائية , إنهم يعانون كثيراً و ربما أن المعاناة هي سبب التميز.
محمد الرشيدي
عمرو ياسين