تسببت الحرب في "اليمن " بكارثة إنسانية ، على مختلف الأصعدة ، ولم تسلم الأدوية والمستلزمات الطبية من ويلات الحرب ، حيث تأثرت بشكلٍ كبير وكان لها انعكاسات سلبية على حياة المرضى خصوصاً من يعانون من الأمراض المزمنة .
وكانت أزمة "الأدوية الطبية" قد تضاعفت بشكل كبير وغير مسبوق في الآونة الأخيرة ، بدءا من انعدام بعض المستلزمات ، وظهور أدوية مهربة بالإضافة إلى الارتفاع المتزايد في أسعارها ، ودخول أدوية غير خاضعة للمواصفات والمقاييس والجودة الطبية .
" أدوية معدومة"
يشكو مئات الآلاف من المرضى "اليمنيين" من صعوبة الحصول على الأصناف الطبية ،خصوصا الأكثر استخداما عند غالبية المرضى ، وحالة المرض المزمنة وهو مايفاقم من معاناة المرضى في ظل ظروف قاسية.
تمر بها اليمن منذ اندلاع الحرب قبل سنوات. يقول "الدميني " وهو مندوب مبيعات في إحدى شركات الأودية بمدنية "إب " أن هناك أصناف طبية معدومة ، منذ سنوات، بسبب صعوبة إستيراد الأدوية وبسبب العراقيل التي تواجه أصحاب الاستيراد من قبيل أطراف النزاع في اليمن.
وأضاف في حديث لـ"راي اليمن" أن ارتفاع أسعار العملات الاجنبية مقابل الريال اليمني لعبت دورا كبيرا في انعدام بعض المستلزمات الطبية وكذلك غياب الرقابة من قبيل جميع الأطراف المعنية.
"أدوية مهربة"
ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الأصناف من "المستلزمات الطبية" التي يتم بيعها في غالبية الصيدليات في اليمن ، والتي يقول البعض أنها مجهولة الهوية وغير رسمية في ظل غياب الرقابة من قبل " الحوثيين".
وقد شكل انتشار بعض الأصناف من الأدوية وتفاوت أسعارها وفعاليتها عند أصحاب الأمراض المزمنة نقطة تساؤل بين أوساط المواطنين ، من جودة هذه الأدوية وطريقة تخزينها ونقلها وهل هي تالفة بسبب سوء التخزين خاصة وأنها تنقل بطريقة غير رسمية .
يقول "عبدالله حسن " وهو صيدلي أن الأصناف التخصصية المطلوبة في السوق ، يتم تهريبها مع وجود وكلاء لها في " اليمن" .
وأضاف في حديث لـ"راي اليمن" توجد أصناف مهربة منها لها وكلاء والبعض لايوجد لها وكلاء ولها أضرار كبيرة جداً .
وأردف : هناك أصناف دخلت إلى اليمن من قبل الهيئة العليا للأدوية وهي غير خاضعة للمواصفات والمقاييس الطبية وقد تكون أشد خطراً من الأدوية المهربة.
وعن الأضرار الناجمة عن الأدوية المهربة قال الدكتور : "بشير المنتصر" في حديث لـ"راي اليمن" أن الأدوية المهربة ،تنخفض فعاليتها وقد تكون خلال فترة قصيره غير صالحة للاستعمال نتيجه للتخزين غير الجيد خلال فترة النقل وتعرضها لعوامل خارجية ،مثل التعرض للحرارة ، والرطوبة الزائده وعوامل خارجية ،أخرى خاصة مثل " المعلقات والشرابات وقطر العيون السوائل" بشكل عام وهذه من المفترض أن يتعرض من يتعامل بها إلى المحاكمة لأنها جريمة بحق الإنسان وهذا لا يحدث في اليمن بسبب غياب الرقابة من قبل الجهات المختصة .
" معاناة المرضى "
تتزايد معاناة المرضى مع استمرار الحرب وتدهور الأوضاع المعيشية ،وذلك ماجعل الآلاف من المرضى غير قادرين على شراء الدواء، خاصة من يعانون من الأمراض المزمنة، والذين باتت حياتهم مهددة بالخطر لأنهم أصبحوا غير قادرين على شراء الدواء ،وكذلك حالة الإهمال الطبي التي تصاعدت بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية وغياب الرقابة على المستشفيات والمرافق الصحية في عموم محافظة اليمن .
ويتساءل المواطن اليمني عن استمرار أزمة الأدوية في اليمن ويقول البعض أن لهذا الواقع المتعثّر تبريراته، ولكن لا تبرير لاستمراره.
ويحمل البعض شركات الأدوية المسؤولية بينما يقول غالبية المواطنون في "صنعاء "ومناطق أخرى قابعة تحت سيطرة "الحوثيين " أن من يتحمل مسئولية استمرار أزمة الأدوية هي المليشيات الحوثية وأنها السبب في استمرار معاناة المواطن المغلوب الذي أثقلت كاهلة الحرب وحرمتة من أبسط مقومات الحياة .