الرئيسية - تقارير خاصة - قراءة في السياسة الخارجية للحكومة الماليزية الجديدة –التحالف العربي أنموذجاً
قراءة في السياسة الخارجية للحكومة الماليزية الجديدة –التحالف العربي أنموذجاً
الساعة 12:46 م (رأي اليمن-ماليزيا)


د.محمد إقبال محمد هدى- أستاذ العلاقات الدولية والدبلوماسية -UKM
خليل محمد أحمد – صحفي وباحث في العلاقات الدولية - UKM

بعد أقل من شهر من فوز "تحالف الأمل"الذي يتزعمه الدكتور مهاتير محمد في الانتخابات البرلمانية ، أعلنت الحكومة الماليزية الجديدة الإنسحاب من التحالف العربي العسكري في اليمن أو ما عرف بتحالف " إعادة الأمل ".
في الـ29 من يونيو من العام الماضي وفي تصريح تلفزيوني قال رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد ، من العاصمة الاندونيسية جاكرتا ، في ثاني زيارة خارجية منذ توليه للسلطة "نريد أن نعيد قواتنا ..فلن يتوجه جنود الى الخارج  لدولة أخرى للقتال في دولة أخرى وتلك سياسة حكومتنا الجديدة".
ويبدو أن الرجل الذي يلقب بـ" العاقل في عالم الجنون " لديه إستراتيجية خاصة به ، حيث دعا مهاتير محمد"93 عاماً"  في خطاب مفتوح في نوفمبر من 2017 لوضع حد للحرب في اليمن وأن تلعب ماليزيا دورها التقليدي السلمي والتيسيري وأضاف"ماليزيا لديها مبدأ طويل الأمد بعدم التدخل فى شؤون الدول الاخرى ".
وبدأت ترجمة سياسة الرجل الأول في الحكومة الماليزية إلى واقع عبر خطوات أعلن عنها لاحقا وزير الدفاع الماليزي محمد سابو ، ووزير الخارجية ، سيف الدين عبدالله .
وقال وزير الدفاع الماليزي، محمد سابو، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية الماليزية برنابا، إن قوات بلاده لم تشارك خلال فترة انتشارها بالسعودية لا في حرب اليمن ولا في العمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأشار سابو إلى أن ماليزيا مارست منذ البداية سياسة عدم الانحياز، ولا تميل إلى أي فكرة إيديولوجية للقوى العالمية، مشدداً  على أن ماليزيا عضو في حركة عدم الانحياز، وشاركت فيها بنشاط خلال الحرب الباردة.
وفي السابع والعشرين من أكتوبر المنصرم ،أعلنت ماليزيا أن قواتها الموجودة في السعودية غادرت عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض.
جاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها وزير الخارجية الماليزي، سيف الدين عبد الله، عقب لقاء نظيره السعودي عادل الجبير، الذي زار حينها كواللمبور والتقى رئيس الوزراء مهاتير محمد وسلمه رسالة من ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز .

وقال عبد الله إن قوات بلاده التي انضمت للتحالف العربي بقيادة السعودية عقب اندلاع حرب اليمن (في 2015)، غادرت الرياض ، وأوضح عبد الله أنه أطلع نظيره السعودي عادل الجبير على قرار اتخذته الحكومة الماليزية بانسحاب بلاده من التحالف العسكري.
وكان وزير الدفاع الماليزي السابق هشام الدين حسين قد نفى تورط قوات بلاده في العمليات العسكرية في اليمن، مضيفا أن العسكريين الماليزيين لم يدخلوا منطقة الصراع في هذه البلاد إلا بهدف إجلاء مواطني ماليزيا.

وشاركت القوات الماليزية في مارس المنصرم في مناورات "درع الخليج المشترك 1" في المملكة السعودية، وهو من أضخم التمارين العسكرية في المنطقة على الإطلاق سواء من حيث عدد القوات والدول المشاركة، حيث شاركت فيه 23 دولة .


وفي 10 مايو 2015 وصلت إلى القواعد الجوية السعودية، ، طلائع القوة الماليزية المشاركة في تحالف دعم الشرعية في اليمن، ضمن مرحلة “إعادة الأمل”، وقالت وكالة الأنباء السعودية"واس" حينها  “بذلك تصبح ماليزيا الدولة الـ12 في التحالف .
وأوضحت وزارة الدفاع السعودية حينها أن مركز عمليات التحالف يجري تحضيراته لانضمام القوة الماليزية والسنغالية، وطبيعة المهام التي ستوكل إليهما بمشاركة دول التحالف،فيما لم تحدد الوكالة عدد القوات التي وصلت أو العدد الإجمالي  من القوات الماليزية وما إذا كانت هذه القوات برية أو جوية.

ردود أفعال
علقت صحيفة ارم نيوز المقربة من الدوائر الحاكمة الإماراتية –الدولة الثانية في التحالف العربي-في 29  نوفمبر المنصرم على السياسات الجديدة للحكومة الماليزية بأنها "تقرب من المشروع الإيراني في المنطقة عبر فتح قنوات اتصال مع الحوثيين ، والتقارب مع مشروع قطر التي غاردت هي الأخرى التحالف عقب الأزمة الخليجية الأولى .

وقالت الصحيفة "تكثفت في الآونة الأخيرة الزيارات المتبادلة بين المسؤولين القطريين ونظرائهم الماليزيين من مختلف المستويات بحسب المصادر، كان آخرها هذا الأسبوع زيارة عزيزة بنت إسماعيل نائبة رئيس مجلس الوزراء الماليزي لقطر، إذ تم الاحتفاء بها بشكل واسع في إشارة على ما يبدو إلى الترحيب بالحليف الجديد".

 وسلطت الصحيفة الإماراتية الضوء على مقال  للدبلوماسي الماليزي المقرب من دوائر صنع القرار في كوالالمبور دنيس إيجناسيوس والذي حمّل السعودية والتحالف العربي مسؤولية ما يحدث في اليمن، وعلقت الصحيفة على حديثه  بأنه تناسى إشعال الحوثيين لهذا الصراع ورفضهم لمبادارت التسوية السياسية.

واعتبرت الصحيفة ان خطاب" إيجناسيوس" وسط تغير في الخطاب الإعلامي الماليزي  تحولًا جديدًا يتوج سلسلة من التحركات التي بدأتها ماليزيا منذ عودة تيار الإسلام السياسي (تنظيم الإخوان) للحكم بزعامة مهاتير محمد أواسط العام الجاري.حسب قولها

واعتبرت الصحيفة ان هدف الانسحاب "رسالة سياسية" تشير إلى تبدل الموقف الماليزي، واصفة خطوة الانسحاب بأنه ليس "ذي جدوى ولم يترك أثراً على الواقع" .
جماعة الحوثيين من جانبها علقت  على الانسحاب بطلب إضافي جديد من الحكومة الماليزية الجديدة، حيث طالب رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي، الحكومة الماليزية بكشف الأسباب التي تقف وراء انسحاب بلاده من التحالف.

وقال في تغريدة عبر حساب له على "تويتر":"الانسحاب الماليزي من تحالف العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه موقف مشرف للحكومة الجديدة، وهذه الخطوة تؤكد عودة القرار الماليزي إلى الاستقلال وخروجه من التبعية العمياء التي تبنتها الحكومة السابقة".

حقيقة الأزمة اليمنية 
 يسود الرأي العام الماليزي جواً رافضاً للتدخل العربي اليمن ، لكن البعض الأخر يرى ان ما يحدث في اليمن هو نتبجة طبيعة للتمدد الإيراني الكبير في عمق الأمة العربية وعواضم حضاراتها الأولى "بغداد العراق – دمشق سوريا-صنعاء اليمن " خلال السنوات الماضية.

وقال المستشار في الحكومة اليمنية مختار الرحبي "ان تدخل المملكة العربية السعودية في اليمن جاء بطلب من الرئيس الشرعي لليمن بعد انقلاب مليشيات الحوثي على الدولة والسيطرة على المؤسسات المدينة والعسكرية وهذا التدخل جاء لأهدف معلنة وهي إعادة الدولة الشرعية ودحر الانقلاب المدعوم من إيران".
ووصف الرحبي أثناء سؤالنا له عن الجانب الإنساني بأنه كارثة " يعاني منها الشعب اليمني لكنه حمل جماعة الحوثيين المدعومة إيرانيا المسؤولية ، وقال "من يتحمل المسؤولية هي مليشيات الحوثي التى قامت الانقلاب لان التدخل السعودي كان نتيجة لانقلاب مليشيات الحوثي ولكن هذا لا يعفى دول التحالف والمجتمع الدولي من القيام بما يتوجب عليه وهو دعم اليمن والوقوف مع الشعب اليمني في هذه المحنة التى يمر بها".


وحسب قانونيون فإن ستمد عملية “عاصفة الحزم” شرعيتها من المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ، والتي تشير إلى أنه من حق الدول ذات السيادة أن تقوم باتخاذ التدابير اللازمة للدفاع الطبيعي عن النفس في حالة وقوع عدوان عليها، وتُجيز تلك المادة أن تقوم بالدفاع عن نفسها بمفردها، أو بطلب من دولة أخرى أو دول أخرى.


دعم للسلام وترحيب باليمنيين

وفي يونيو المنصرم ، استقبل رئيس الوزراء مهاتير محمد بالعاصمة الادارية بوتراجايا رسالتين من الرئيس اليمني عبردبه منصور هادي ، ونائبه الفريق علي محسن الأحمر ، سلمها السفير عادل باحميد ، حيث تم تهنئته في الرسالة بالوصول  الى منصب رئيس الوزراء السابع للمملكة الماليزية في عملية ديمقراطية وصفتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بأنها " كانت درسا عميقا في التبادل السلمي للسلطة ".
وأكد السفير باحميد خلال اللقاء تطورات الاوضاع في اليمن والسعي الحثيث للقيادة السياسية لإحلال السلام وترسيخ الامن والإستقرار وحرض الجمهورية اليمنية على توطيد وتطوير العلاقات الثنائية مع ماليزيا في العديد من المجالات والقطاعات، شاكرا ماليزيا ملكاً وحكومةً وشعباً على ما قدمته وتقدمه لليمنيين من تسهيلات وامتيازات تجسد الموقف الاخوي الصادق في هذه الاوقات العصيبة.
رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد وقوف بلاده مع اليمن ودعم ماليزيا لكافة الجهود  المخلصة لإحلال السلام وانهاء معاناة الشعب اليمني ، مجددا ترحيب ماليزيا باليمنيين على اراضيها طلابا وسياحا ومستثمرين وأن اليمنيين سيبقون محل تقدير واحترام للشعب الماليزي.


 

أثناء إستقبال رئيس وزراء ماليزيا للبعثة الدبلوماسية اليمنية في كواللمبور

وحدات من قوات الجيش الماليزي 

 

العاهل السعودي أثناء استقباله رئيس وزراء ماليزيا السابق نجيب رزاق

  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن