نقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن مصدر عسكري رفيع، قوله إن جماعة الحوثيين تستغل الوقت المنبثق عن الهدنات العسكرية والمفاوضات من أجل التجهيز لمخطط كبير.
وقال المصدر الذي لم تسمه الصحيفة، إن نية الجماعة عندما قبلت بالجلوس حول مائدة المشاورات في جنيف والكويت والسويد، لم تكن للوصول إلى أي اتفاق أو حلول عملية على الأرض، بل من أجل كسب مزيد من الوقت للانتهاء من المشاريع الحربية والعسكرية.
وفي سياق متصل، قال العقيد اليمني، يحيى أبو حاتم، للصحيفة إن "الجماعة الحوثية بدأت قبل 3 أشهر في إنشاء محطات لشن حروب إلكترونية في المناطق الجبلية المتاخمة للحديدة، وفي جبال صنعاء المتاخمة للمعركة".
وقال أبوحاتم إن "هذا العمل يخالف ما يظهره الحوثيون ويكشف حقيقية استعدادهم للمعركة الكبرى"، مطالبا "قيادة التحالف والشرعية بحسم المعركة عسكريا وتحرير اليمن من الانقلاب، وعدم إعطاء أي فرصة للمماطلة واللعب على عامل الوقت".
وأضاف: "هناك عمل متواصل ليلا ونهارا، وموازٍ في الوقت ذاته وبشكل كبير جدا في إنشاء وحدة الطيران المسير، وقد تم استدعاء عدد من الطيارين، وأعداد كبيرة من الخبراء الإيرانيين للقيام بمهام التدريب، ويسعون من ذلك إلى تعزيز قدراتهم الجوية، من أجل إحداث مفاجآت في المعركة، وإحداث نقلة نوعية في قدراتهم الإلكترونية".
وقال إن "هناك أعمال أخرى يقوم الحوثيون بتنفيذها خلال هذه الفترة، ومنها قيامهم بعمليات حفر خنادق أرضية تربط السفارة الإيرانية في صنعاء بعدة مواقع مختلفة داخل صنعاء، لاستخدام ذلك مستقبلا لعدة مهام متنوعة"، على حد قوله.
وقتل وأصيب 20 عسكريا يمنيا، معظمهم قيادات في الجيش اليمني، في هجوم شنته طائرة مسيرة تابعة لجماعة الحوثي في محافظة لحج جنوبي اليمن، صباح الخميس الماضي.
وهددت جماعة الحوثي بشن مزيد من الهجمات بطائرات مسيرة بعد الغارة الدامية التي شنتها الأسبوع الماضي على عرض عسكري للقوات الحكومية، في قاعدة "العند" الجوية بمحافظة لحج.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التابعة لجماعة الحوثي، العميد يحيى سريع، إن "الهجوم الذي شنته الجماعة بطائرة مسيرة على قاعدة عسكرية في محافظة لحج وأسفر عن مقتل عدة أشخاص هو عملية مشروعة ضد ما وصفه بالعدوان. وقال إن الحركة تقوم ببناء مخزون من الطائرات المسيرة المصنعة محليا، وذلك وفقا لقناة "المسيرة".
واتفق الحوثيون والحكومة المدعومة من السعودية على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الساحلية الاستراتيجية وعلى سحب القوات في محادثات سلام جرت في السويد في كانون الأول/ديسمبر بعد جهود دبلوماسية استمرت لعدة أشهر وضغوط غربية لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات والتي أودت بحياة عشرات الآلاف.
لكن تنفيذ الاتفاق تعثر إذ لم تحدد الحكومة من الذي سيحكم مدينة الحديدة بعد سحب القوات.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا في اليمن ينفذ، منذ 26 مارس/آذار 2015، عمليات لدعم قوات الجيش الموالية للرئيس هادي لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة الحوثي في كانون الثاني/يناير من العام ذاته.
وبفعل العمليات العسكرية المتواصلة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75 بالمئة من عدد السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.