بعد مرور أكثر من شهر على اتفاقات المشاورات اليمنية في السويد يستعد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث مجددا لعقد اجتماعات مباشرة مع ممثلي لجنة الأسرى من الحوثيين والحكومة الشرعية في العاصمة الأردنية عمان، وذلك للتباحث والنقاش حول المشكلات التي أعاقت تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى خلال الأسابيع الماضية.
ورغم استمرار تبادل الاتهامات بين الطرفين وتحميل كل منها الآخر مسؤولية الفشل في إحراز تقدم في تنفيذ الاتفاق، أعلن الأردن رسميا استضافة اجتماع فني كما وصفته حنان البدوي مسؤولة الإعلام والاتصال في مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، قائلة إن جدول أعمال اللقاء لم تتضح بعد.
ولعل أبرز الأسباب التي أدت إلى تعثر تنفيذ اتفاق السويد الخاص بتبادل الأسرى عند المرحلة الثالثة، وفقا لحديث رئيس الفريق الحكومي في لجنة الأسرى هادي هيج، هو أن الحوثيين لم يفيدوا بأي معلومات عن أكثر من 230 اسما من المختطفين والأسرى الذين لديهم.
وأوضح هيج أن الحوثيين جعلوا أمام تلك الأسماء مساحة فارغة، وهو الأمر الذي جعل الوفد الحكومي يتراجع بالمقابل عن السير في تنفيذ خطوات الاتفاق والاحتجاج لدى المبعوث الأممي والمطالبة بضرورة الإفادة عن تلك الأسماء.
لم يغادروا
وحتى مساء أمس الثلاثاء، لم يغادر ممثلو لجنة الحكومة اليمنية لملف الأسرى إلى الأردن حسب رئيس اللجنة هادي هيج.
وقال إنه من المقرر أن يغادروا اليوم الأربعاء إن توفر الطيران الذي سيقلهم، معربا عن أمله في أن تحدث اللقاءات المباشرة في الأردن انفراجة جدية.
بالمقابل، أرجع الحوثيون أسباب فشل الاتفاق إلى ما أسموه إنكار وجود مئات الأسرى أيضا لدى الحكومة اليمنية.
وحسب ممثل الحوثيين في لجنة تبادل الأسرى التي غادرت أمس الاثنين عبر طائرة أممية متوجهة إلى الأردن، فإن لديهم معلومات تفصيلية وكاملة حول تلك الأسماء وحتى أماكن سجنهم التي تمتنع السعودية والإمارات عن الإفادة بشأنهم.
ويشمل اتفاق السويد الخاص بملف تبادل الأسرى الذي وقعت عليه الأطراف اليمنية في مشاورات ستوكهولم منتصف ديسمبر/كانون الأول 2018، خمس مراحل.
وتبدأ هذه المراحل من تبادل القوائم للطرفين ثم تقديم الإفادات حول تلك القوائم وثالثا الملاحظات على الإفادات وبعدها يكون الرد على الملاحظات والانتهاء بالترتيبات اللوجيستية لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر
اتفاق الحديدة
حالة الغموض وتعنت الأطراف اليمنية فيما يتعلق بملف الأسرى يواجهها أيضا بالمقابل رئيس فريق المراقبين الدوليين الجنرال الهولندي باتريك كاميرت للأسبوع الثاني على التوالي، حيث لم يستطيع أن يعقد اجتماعات مشتركة ومباشرة بين أعضاء لجنة التنسيق المشتركة في الحديدة من الجانبين.
وأرجع عضو لجنة إعادة الانتشار عن الحكومة الشرعية العميد أحمد الكوكباني أسباب تعثر وقف إطلاق النار في الحديدة إلى استمرار التعنت والمماطلة والتسويف والتلاعب بالألفاظ والتفسير الخاطئ المتعمد من قبل الحوثيين لبعض المصطلحات والعبارات الواردة في اتفاق السويد.
وقال الكوكباني في إن جميع هذه الأسباب جعلت رئيس وفد المراقبين الأمميين باتريك كاميرت يقف عاجزا عن إحراز أي تقدم يذكر خلال الأيام الماضية.
في المقابل، حمل الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام مسؤولية فشل اتفاق وقف إطلاق النار بالحديدة بشكل مباشر لكاميرت واتهمه بإعاقة تنفيذ تفاهمات ستوكهولم والخروج عن مسار الاتفاق وتنفيذ أجندة أخرى. وقال إن المهمة تبدو أكبر من قدراته كما ذكر في تغريدة له على صفحته في تويتر.
وبشأن هذه النقطة، علق مدير مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية ماجد المذحجي بأن ظهر الحوثيين أصبح مكشوفا للغاية، ويبدو أن غضبهم المتصاعد وسوء إدارتهم لملف الحديدة والتعامل مع فريق المراقبين قد يصيبهم بأضرار سياسية لم يتوقعوها فعليا.