قياسا بحجم الخسائر العسكرية والبشرية الفادحة التي تكبدها الحوثي ورفاقه، بما في ذلك مقتل قيادات بارزة في الصف الأول ،فقد ترك العام 2018 بصمة سوداء في ملف الانقلابيين في اليمن.
وبلغة الأرقام، شهد هذا العام مقتل المئات من قيادات الصف الأول والثاني للمليشيا الحوثية، أبرزهم صالح الصماد الذي شكل استهدافه ضربة موجعة للمليشيا وحليفها الإيراني، باعتباره يحظى بمكانة خاصة لدى زعيم الحوثيين، بالإضافة لارتباطاته المباشرة مع طهران.
ولقي الصماد رئيس ما يُسمى “المجلس السياسي الأعلى للحوثيين”، مصرعه مع عددٍ من مرافقيه في 19 أبريل/ نيسان الماضي بغارة جوية لمقاتلات التحالف العربي في مدينة الحديدة غربي اليمن، قبل أن تعلن المليشيا رسميا نبأ مقتله، عقب 3 أيام من الحادثة.
ويعتبر الصماد المطلوب الثاني؛ خلف زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي؛ في القائمة السوداء التي أعلن عنها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وتضم 40 شخصا من قيادات ومسؤولي مليشيا الانقلاب.
ووفقا لتقديرات مراقبين سياسيين وعسكريين، أحدث مقتل “الصماد” الذي جاء إثر عملية رصد استخباراتي دقيق، صدمة مدوية وزلزالا عنيفا لدى المليشيات، الأمر الذي كان له انعكاسات كبيرة في تصدع جبهاتهم القتالية على نحو لافت.
وبالإضافة لذلك، أجبرت تلك العملية قادة الحوثيين على اتخاذ تدابير احترازية أكثر صرامة، والتواري عن الأنظار والحد من التحركات الاستعراضية في مناطق نفوذهم خشية اصطيادهم من مقاتلات التحالف العربي بعلميات مماثلة.
غير أن جميع تلك التدابير لم تكن كافية لوقف النزيف المستمر في صفوف المليشيا الانقلابية، في ظل تواصل الضربات المركزة والدقيقة لمقاتلات التحالف، وبسالة القوات الشرعية اليمنية خلال المواجهات العسكرية المباشرة بمختلف جبهات القتال على امتداد التراب اليمني.
وبحسب معلومات وتقارير متطابقة، فإن خمسة أسماء على الأقل من بين قائمة الأربعين التي أعلنها التحالف العربي نهاية العام الماضي، قد لقيت مصرعها بالفعل، فضلا عن إصابة آخرين منهم.
ورغم حالة التكتم الشديد التي تفرضها المليشيا في الكشف عن قتلاها، يبرز اسم سفر الصوفي المطلوب رقم 15، وأحمد دغسان (22)، ومبارك المشن الزايدي (33)، وعلي ناصر قرشة (40)، كأبرز الأسماء التي تم القضاء عليها، فيما لا تزال الشكوك تحوم حول قيادات أخرى.
أما على صعيد القادة العسكريين والميدانيين، فقد التهم عام 2018 أرواح المئات منهم، بينهم خبراء عسكريون من إيران ولبنان والعراق، وفقا لمصدر مسؤول في الجيش اليمني الموالي للشرعية.
مقتل وإصابة 30 حوثيا بنيران الجيش اليمني في محافظة تعز
ولقي ما يزيد عن 570 من القادة الميدانيين لمليشيا الحوثي مصرعهم خلال الفترة من يونيو وحتى منتصف نوفمبر 2018 فقط، بحسب تأكيدات مصدر في دائرة التوجيه المعنوي التابعة لوزارة الدفاع اليمنية .
المصدر ذاته الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أوضح لـ”العين الإخبارية” أن جبهة الحديدة تحتل صدارة الجبهات في استنزاف وحصد أرواح قيادات الحوثي الميدانية تليها صعدة ثم البيضاء وتعز وحجة والضالع ومأرب على التوالي.
خروقات الحوثيين تهدد اتفاق الحديدة .. إطلاق 4 صواريخ وهجمات متواصلة
مقتل قيادات حوثية بينها مسؤول “التعبئة والحشد” مع استمرار معارك الدريهمي
وأشار المسؤول في دائرة التوجيه المعنوي إلى أن الإحصائية غير نهائية، مؤكدا أن هناك قتلى آخرين لم يتم الكشف عنهم، فضلا عن أرقام كبيرة لقتلى حوثيين من الدرجات الدنيا، وليس ممن يمكن اعتبارهم قادة ميدانيين مؤثرين.
وبحسب المصدر فإن مصطلح القادة الميدانيين يضم في تصنيفاته قادة ألوية ومشرفي التسليح والإمداد، والقطاعات وكتائب وسرايا ومجاميع قتالية متخصصة.
وتعد أشهر يونيو وأغسطس ونوفمبر، الأكثر تسجيلا لقتلى الحوثيين خلال العام 2018، وربما طيلة السنوات الأربع الماضية منذ الانقلاب على السلطة الشرعية، وفق تقديرات المصدر ذاته .
ومن بين أهم القادة الميدانيين الذين قتلوا خلال الشهور الثلاثة الأخيرة يبرز اسم علي محمد بدير المكنى “أبو عدي” قائد ما يُسمى فرقة التدخل السريع، وعلي أحمد المعوضي المُكنى بـ”أبو مقداد” قائد ما تُسمى كتيبة “قوات النخبة”، ومبخوت صالح سلامة مساعد قائد الأمن المركزي في صنعاء، ومحمد عبد الرقيب المنصور قائد “كتائب البدر” التي تلقت تدريبات في إيران.