2019 عام الأمل في اليمن
2018/12/13
الساعة 01:12 م
(رأي اليمن - وكالات)
�وشك عام 2018 على الرحيل، بعد 12 شهرًا من الحرب تجرع خلالها اليمنيون ويلات الفقر المدقع والمجاعة والنزوح والأوبئة.
وأصبح البلد العربي بيئة طاردة للاجئين والمهاجرين من دول القرن الإفريقي، إذ عاد الآلاف منهم إلى بلدانهم.
ويعد 2018 هو العام الأصعب على الإطلاق في أذهان اليمنيين، منذ اندلاع الحرب قبل نحو 4 سنوات، فالملايين منهم باتوا خلاله على حافة المجاعة، بعد ارتفاع مؤشر الفقر المدقع.
واحتدمت فيه معارك ضارية بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، المتهمين بتلقي دعم إيراني، ويسيطرون على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
وشهد هذا العام أكبر موجة نزوح داخلي؛ هربًا من ويلات حرب تدخل فيها تحالف عربي، بقيادة الجارة السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، لصالح القوات الحكومية.
فقر مدقع
2018 كان مأساويًا على اليمنيين من الناحية المعيشية؛ نظرًا لاستمرار انقطاع الرواتب عن أكثر من مليون موظف حكومي، منذ قرابة عامين، وتضرر منشآت اقتصادية وشركات ومصانع عديدة؛ جراء الحرب.
بات ملحوظًا انتشار المتسولين بشكل كبير في معظم مدن اليمن، بينهم للمرة الأولى منذ عقود، موظفون يطلبون الصدقة من السكان، بعد أن ضاقت بهم سبل عيشهم؛ جراء عدم تسلمهم رواتبهم وغياب فرص العمل.
وأدى تدهور سعر العملة المحلية (الريال) إلى ارتفاع حاد في الأسعار؛ ما جعل الكثير من المواطنين عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الأساسية؛ بسبب ضعف القدرة الشرائية وعدم توفر السيولة المالية.
وقال رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك، الذي تولي منصبه منتصف أكتوبر/ تشرين أول الماضي، إن حكومته تواجه صعوبات كبيرة؛ جراء انهيار الوضعين الاقتصادي والإنساني.
وأوضح عبد الملك، في تصريح نشرته الوكالة الرسمية اليمنية، مؤخرا، أن" نصف المواطنين باتوا يعيشون في فقر مدقع، فيما تتسع دائرة الجوع".
وأفاد البنك الدولي، في تقرير أصدره نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي، أن اليمن يعاني من ارتفاع مؤشر الفقر إلى 80 بالمئة خلال 2018، مع بلوغ التضخم أكثر من 40 بالمئة.
وأضاف أن الاقتصاد الكلي في اليمن استمر في التدهور خلال 2018، وليس من المتوقع تحقيق نمو في 2019، في ظل غياب السلام.
مجاعة وشيكة
في 2018 برز بشكل كبير الحديث عن ظهور مجاعة في مناطق عديدة باليمن.
وتداولت وسائل إعلام صورًا لأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، وتوفي عدد منهم بالفعل، في حين حذرت منظمات دولية من مخاطر انتشار مجاعة وشيكة.
وخلال تقديمه إحاطة لمجلس الأمن الدولي، في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، إن نصف سكان اليمن (حوالي 14 مليون نسمة) يواجهون خطر مجاعة وشيكة.
فيما قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالشرق الأوسط، سارا الزوقري، للأناضول نهاية نوفمبر/ تشرين ثانٍ الماضي، إن أكثر من 22 مليون يمني (من أصل 27.5 مليون) باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ويعيش الكثيرون على وجبة غذائية واحدة يوميًا.
وأضافت الزوقري أن ملايين اليمنيين ينامون جوعى كل ليلة؛ بسبب الظروف الإنسانية الصعبة، في ظل الحرب.
وخلص مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي (غير حكومي)، إلى أن انهيار العملة، خلال سبتمبر/ أيلول 2018، وجه الضربة الأعنف للاقتصاد اليمني، فخلال أسبوعين فقد "الر?ال" نحو 44 بالمئة من قيمته.
وأضاف المركز، في تقرير أصدره في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، أن ذلك تزامن مع الكشف عن انتشار المجاعة في مديريتي "أسلم" بمحافظة حجة (جنوب غرب)، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، و"الأزارق" في محافظة الضالع (جنوب)، تحت سلطة الحكومة.
وأوضح أنه "لأول مرة يشاهد اليمنيون تقارير موثقة عن مواطنين يأكلون أوراق الأشجار، بعد أن عجزوا عن توفير الغذاء الكافي والدواء، رغم إنفاق ما يزيد عن 5 مليارات دولار على عمليات الإغاثة الإنسانية، خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
في ظل هذا الوضع، أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان، في نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي، بأن 5.6 ملايين يمني يعيشون ظروفًا تشبه المجاعة؛ جراء ارتفاع الأسعار.
فيما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في ذلك الشهر، إن كل طفل في اليمن بحاجة تقريبًا للحصول على المساعدة، في ظل تهديد خطير ينذر بمجاعة وبتكرار تفشي الأمراض، بما فيها الدفتيريا والكوليرا والإسهال المائي الحاد.
وأضافت "يونسيف"، في بيان، أن" النزاع، الذي قتل وأصاب ما يزيد عن 6 آلاف طفل خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية، تسبب بشلل شبه كامل في البنية التحتية الحيوية كالمياه والصرف الصحي والصحة".
نزوح غير مسبوق
مع بدء النصف الثاني من 2018، كان اليمن على موعد مع أكبر موجة نزوح شهدها منذ بدء الحرب؛ وذلك بسبب العمليات العسكرية في محافظة الحديدة الساحلية الاستراتيجية على البحر الأحمر (غربي).
في منتصف يونيو/ حزيران الماضي، أطلقت القوات الحكومية عملية عسكرية، بإسناد من التحالف العربي، للسيطرة على مدينة الحديدة الساحلية ومينائها الاستراتيجي، الواقعين تحت سيطرة الحوثيين.
وأدت المعارك في الحديدة إلى إلى نزوح أكثر من نصف مليون شخص من المحافظة، إلى مناطق آمنة في المحافظة وفي محافظات أخرى.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، في 1 ديسبمبر/ كانون أول الجاري، إن "النزوح هو أحد أكثر عواقب النزاع في اليمن".
وأوضح لوكوك، في بيان، أنه "يوجد حوالي 2.3 مليون نازح حاليًا، بينهم أكثر من نصف مليون شخص نزحوا من النزاع في الحديدة".
وتقول منظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن إن غالبية النازحين يواجهون ظروفا قاسية.
عودة طوعية
ويلات الحرب أجبرت آلافًا من اللاجئين والمهاجرين من دول القرن الإفريقي على العودة إلى بلدانهم، بعد أن أصبحوا عالقين من دون أي فرص جيدة للحياة.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، بأنها أجلت أكثر من 2300 لاجئي صومالي إلى بلدهم طواعية، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، منذ مطلع 2018 وحتى نهاية نوفمبر/ تشرين ثانٍ الماضي.
كما تم إجلاء أكثر من ألف مهاجر إثيوبي، خلال 2018، عبر ميناءي الحديدة (غرب) وعدن (جنوب)، ومطار صنعاء الدولي، حسب المنظمة.
رغم كل هذه الأوضاع، لا يبدو أن المعاناة بلغت ذروتها بعد، إذ أعلنت المتحدة، في 4 ديسمبر/ كانون ثانٍ الجاري، أن اليمن، وللمرة الأولى، سيتجاوز سوريا من حيث الحاجة إلى المساعدات الإنسانية، خلال عام 2019.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في تقرير، إن المنظمة الدولية تحتاج أكثر من 4 مليارات دولار، لتوفير مساعدات أساسية لليمن في 2019، مقابل 3.5 مليارات لسوريا.
مع كل هذه المؤشرات المحلية والدولية فإن معاناة سكان اليمن في 2018 هي الأشد منذ بدء الحرب، إذ حُرموا من كل شىء.. إلا الأمل في أن يكون 2019 هو عام السلام. -
وأصبح البلد العربي بيئة طاردة للاجئين والمهاجرين من دول القرن الإفريقي، إذ عاد الآلاف منهم إلى بلدانهم.
ويعد 2018 هو العام الأصعب على الإطلاق في أذهان اليمنيين، منذ اندلاع الحرب قبل نحو 4 سنوات، فالملايين منهم باتوا خلاله على حافة المجاعة، بعد ارتفاع مؤشر الفقر المدقع.
واحتدمت فيه معارك ضارية بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، المتهمين بتلقي دعم إيراني، ويسيطرون على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
وشهد هذا العام أكبر موجة نزوح داخلي؛ هربًا من ويلات حرب تدخل فيها تحالف عربي، بقيادة الجارة السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، لصالح القوات الحكومية.
فقر مدقع
2018 كان مأساويًا على اليمنيين من الناحية المعيشية؛ نظرًا لاستمرار انقطاع الرواتب عن أكثر من مليون موظف حكومي، منذ قرابة عامين، وتضرر منشآت اقتصادية وشركات ومصانع عديدة؛ جراء الحرب.
بات ملحوظًا انتشار المتسولين بشكل كبير في معظم مدن اليمن، بينهم للمرة الأولى منذ عقود، موظفون يطلبون الصدقة من السكان، بعد أن ضاقت بهم سبل عيشهم؛ جراء عدم تسلمهم رواتبهم وغياب فرص العمل.
وأدى تدهور سعر العملة المحلية (الريال) إلى ارتفاع حاد في الأسعار؛ ما جعل الكثير من المواطنين عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الأساسية؛ بسبب ضعف القدرة الشرائية وعدم توفر السيولة المالية.
وقال رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك، الذي تولي منصبه منتصف أكتوبر/ تشرين أول الماضي، إن حكومته تواجه صعوبات كبيرة؛ جراء انهيار الوضعين الاقتصادي والإنساني.
وأوضح عبد الملك، في تصريح نشرته الوكالة الرسمية اليمنية، مؤخرا، أن" نصف المواطنين باتوا يعيشون في فقر مدقع، فيما تتسع دائرة الجوع".
وأفاد البنك الدولي، في تقرير أصدره نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي، أن اليمن يعاني من ارتفاع مؤشر الفقر إلى 80 بالمئة خلال 2018، مع بلوغ التضخم أكثر من 40 بالمئة.
وأضاف أن الاقتصاد الكلي في اليمن استمر في التدهور خلال 2018، وليس من المتوقع تحقيق نمو في 2019، في ظل غياب السلام.
مجاعة وشيكة
في 2018 برز بشكل كبير الحديث عن ظهور مجاعة في مناطق عديدة باليمن.
وتداولت وسائل إعلام صورًا لأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، وتوفي عدد منهم بالفعل، في حين حذرت منظمات دولية من مخاطر انتشار مجاعة وشيكة.
وخلال تقديمه إحاطة لمجلس الأمن الدولي، في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، إن نصف سكان اليمن (حوالي 14 مليون نسمة) يواجهون خطر مجاعة وشيكة.
فيما قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالشرق الأوسط، سارا الزوقري، للأناضول نهاية نوفمبر/ تشرين ثانٍ الماضي، إن أكثر من 22 مليون يمني (من أصل 27.5 مليون) باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ويعيش الكثيرون على وجبة غذائية واحدة يوميًا.
وأضافت الزوقري أن ملايين اليمنيين ينامون جوعى كل ليلة؛ بسبب الظروف الإنسانية الصعبة، في ظل الحرب.
وخلص مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي (غير حكومي)، إلى أن انهيار العملة، خلال سبتمبر/ أيلول 2018، وجه الضربة الأعنف للاقتصاد اليمني، فخلال أسبوعين فقد "الر?ال" نحو 44 بالمئة من قيمته.
وأضاف المركز، في تقرير أصدره في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، أن ذلك تزامن مع الكشف عن انتشار المجاعة في مديريتي "أسلم" بمحافظة حجة (جنوب غرب)، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، و"الأزارق" في محافظة الضالع (جنوب)، تحت سلطة الحكومة.
وأوضح أنه "لأول مرة يشاهد اليمنيون تقارير موثقة عن مواطنين يأكلون أوراق الأشجار، بعد أن عجزوا عن توفير الغذاء الكافي والدواء، رغم إنفاق ما يزيد عن 5 مليارات دولار على عمليات الإغاثة الإنسانية، خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
في ظل هذا الوضع، أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان، في نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي، بأن 5.6 ملايين يمني يعيشون ظروفًا تشبه المجاعة؛ جراء ارتفاع الأسعار.
فيما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في ذلك الشهر، إن كل طفل في اليمن بحاجة تقريبًا للحصول على المساعدة، في ظل تهديد خطير ينذر بمجاعة وبتكرار تفشي الأمراض، بما فيها الدفتيريا والكوليرا والإسهال المائي الحاد.
وأضافت "يونسيف"، في بيان، أن" النزاع، الذي قتل وأصاب ما يزيد عن 6 آلاف طفل خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية، تسبب بشلل شبه كامل في البنية التحتية الحيوية كالمياه والصرف الصحي والصحة".
نزوح غير مسبوق
مع بدء النصف الثاني من 2018، كان اليمن على موعد مع أكبر موجة نزوح شهدها منذ بدء الحرب؛ وذلك بسبب العمليات العسكرية في محافظة الحديدة الساحلية الاستراتيجية على البحر الأحمر (غربي).
في منتصف يونيو/ حزيران الماضي، أطلقت القوات الحكومية عملية عسكرية، بإسناد من التحالف العربي، للسيطرة على مدينة الحديدة الساحلية ومينائها الاستراتيجي، الواقعين تحت سيطرة الحوثيين.
وأدت المعارك في الحديدة إلى إلى نزوح أكثر من نصف مليون شخص من المحافظة، إلى مناطق آمنة في المحافظة وفي محافظات أخرى.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، في 1 ديسبمبر/ كانون أول الجاري، إن "النزوح هو أحد أكثر عواقب النزاع في اليمن".
وأوضح لوكوك، في بيان، أنه "يوجد حوالي 2.3 مليون نازح حاليًا، بينهم أكثر من نصف مليون شخص نزحوا من النزاع في الحديدة".
وتقول منظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن إن غالبية النازحين يواجهون ظروفا قاسية.
عودة طوعية
ويلات الحرب أجبرت آلافًا من اللاجئين والمهاجرين من دول القرن الإفريقي على العودة إلى بلدانهم، بعد أن أصبحوا عالقين من دون أي فرص جيدة للحياة.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، بأنها أجلت أكثر من 2300 لاجئي صومالي إلى بلدهم طواعية، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، منذ مطلع 2018 وحتى نهاية نوفمبر/ تشرين ثانٍ الماضي.
كما تم إجلاء أكثر من ألف مهاجر إثيوبي، خلال 2018، عبر ميناءي الحديدة (غرب) وعدن (جنوب)، ومطار صنعاء الدولي، حسب المنظمة.
رغم كل هذه الأوضاع، لا يبدو أن المعاناة بلغت ذروتها بعد، إذ أعلنت المتحدة، في 4 ديسمبر/ كانون ثانٍ الجاري، أن اليمن، وللمرة الأولى، سيتجاوز سوريا من حيث الحاجة إلى المساعدات الإنسانية، خلال عام 2019.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في تقرير، إن المنظمة الدولية تحتاج أكثر من 4 مليارات دولار، لتوفير مساعدات أساسية لليمن في 2019، مقابل 3.5 مليارات لسوريا.
مع كل هذه المؤشرات المحلية والدولية فإن معاناة سكان اليمن في 2018 هي الأشد منذ بدء الحرب، إذ حُرموا من كل شىء.. إلا الأمل في أن يكون 2019 هو عام السلام. -