في الذكرى الأولى لمقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح على أيدي جماعة الحوثي المسلحة، هاجم (الحوثيون) الذين تفردوا بالسلطة في العاصمة اليمنية صنعاء أعضاء ومنتسبي حزب المؤتمر وقياداته وعناصره والموالين له طيلة العام الماضي. وقُتل صالح في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد معارك قرب منزله مع حلفاءه الحوثيين، بعد يومين من تدبيل ولاءه من الجماعة المسلحة للتحالف العربي الداعم للحكومة المعترف بها دولياً.
ويستذكر عدد من أعضاء حزب المؤتمر الأيام الأخيرة للرئيس السابق علي عبدالله صالح في تصريح لـ”يمن مونيتور” وكيف أغلقت قبائل طوق صنعاء وقيادات الحرس الجمهوري جوالاتهم في وجه “صالح”، بعد أن حاصر الحوثيون منزله في صنعاء.
وأصبح الحوثيون أكثر عزلة، مع تزايد سيطرتهم على وزارات رئيسية كان يرأسها مسؤولون من المؤتمر الشعبي العام، بما في ذلك المراكز الأمنية والعسكرية كما أن حزب المؤتمر تجزأ؛ بسبب الخيارات المصيرية التي تمسك بها “صالح”، الذي لم يترك السلطة بشكل نهائي حتى بعد تولي الرئيس عبدربه منصور هادي إدارة البلاد وحرص دائما على أن يكون متقدما على الأقل بخطوة أمام خصومه ومعارضيه فبعد تنازله عن السلطة على مضض في فبراير/شباط عام 2012، كان صالح مصمما على استعادة مكانه في السلطة بغض النظر عن النتائج والخسائر التي ستحدث أو الجهة التي يتحالف معها.
الإقامة الجبرية وقال عضو في اللجنة الدائمة للمؤتمر الموالية للحوثيين في صنعاء إن ما تبقى من الوزراء بصنعاء لم يتمكنوا حقيقة من مغادرتها، حيث تمكنت جماعة الحوثي من رصد عدد من الاتصالات فيما يتعلق بمغادرة عدد من الوزراء منهم الوزير عبده بشر وزير الصناعة والتجارة سابقاً والوزير هشام شرف وزير الشؤون الخارجية والمسؤول في المؤتمر الشعبي العام، ووزير الإدارة المحلية مجاهد القهالي وكما تم عزل فائقة السيد وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل.
وقال العضو في تصريح لـ”يمن مونيتور” طلب عدم ذكر اسمه بسبب مخاوف تتعلق بأمنه: أصبحنا نعيش واقعاً قعمياً لم نعيشه أبداً في السابق حيث أن جماعة الحوثي تضع كبار قادة حزب المؤتمر قيد الإقامة الجبرية كما أن توجيهات وأعضاء ووزراء الحزب أصبحت لا تنفذ بأي شكل من الأشكال.في المقابل تمكن عدد من الوزراء من مغادرة العاصمة اليمنية صنعاء منهم وزير الإعلام عبدالسلام سلام ووزير التعليم الفني والمهني محمود النقيب والدكتور عادل الشجاع والحامدي مدير مكتب التربية ومسؤولون آخرون.
وأشار بأن منتسبي المؤتمر وهم عددا قليلا جداً من أعضاء الحزب انضم إلى الحوثيين مؤكداً بأن الغالبية العظمى من الذين بقوا في صنعاء مدركين تماماً بأن علاقتهم بالحزب وجماعة الحوثي لا يمكن إصلاحها لأن جماعة الحوثي تتغذى على القتل وتنتشر الخوف والفوضى وليس لديهم أجندة سياسية ولا يؤمنون بالشراكة الحقيقية.
نهاية غير متوقعة ففي مثل هذا اليوم الرابع من شهر ديسمبر/ كانون الأول 2017 يستذكر أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام مقتل زعيمهم، ويقول ناجي الغادر أحد أعضاء حزب المؤتمر في تصريح لـ”يمن مونيتور”: في مثل هذا اليوم تجرأت قبائل طوق صنعاء الموالين لحزب المؤتمر وأعضائه على إغلاق هواتفهم والسماح لجماعة الحوثي باستباحة منازل الرئيس السابق علي عبدالله صالح وممتلكاته.
وأضاف: رحم الله الزعيم كان يظن انه بمجرد أن يلقي خطاب تلفزيوني أن الناس سيهبون من كل حدب وصوب لكنه للأسف لم يعد العدة لمواجهة جماعة الحوثي الذي قاموا بنكث العهود.
وأشار إلى أن مدرعات الحوثيين دخلت المربع الخاص بمنزله ومحاصرته لعدم وجود سلاح مضاد للدروع معه. ودعا الغادر أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام لإحياء ما أسماها الذكرى الأولى لانتفاضة 2ديسمبر/كانون الأول التي قادها صالح ضد جماعة الحوثي، قائلاً: “ستظل يوما خالدا بتاريخ اليمن، ومنهجا لكل احرار اليمن للسير على وصية الشهيد الزعيم والتي حدد فيها طريق الخلاص من هذه المليشيا الإجرامية”.
الشعور بالخطروقال قيادي في جماعة الحوثي لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الجماعة ما زالت تشعر بالخطر من تحركات حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء.
وأضاف أن البلاد على شفى الهاوية وأن وضع العاصمة لا يحتمل حرباً أخرى مع الموالين لـ”صالح” لذلك فالجميع تحت المراقبة. وشكك قيادي في حزب المؤتمر بصنعاء بإجراءات الرقابة الحوثية، وقال لـ”يمن مونيتور”، إنها إجراءات رقابة تقليدية تعتمد على التنصت والإرث الذي تركه نظام صالح، ويمكن تجاوزه إن وجدت الأجهزة والأدوات اللازمة.وأضاف لـ”يمن مونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الحوثيين يتعمدون الحديث أن “الجميع تحت المراقبة” لإخافة المؤتمريين من التحرك فقط.
التحول المفاجئ وفي 4 ديسمبر / كانون الأول، شهد الإعلام الرسمي تحول مفاجئ صدم توقعات اليمنيين وفيه أظهر شريط فيديو تم نشره على الإنترنت جسم الرئيس السابق علي عبدالله صالح مُدمًا وملفوفاً ببطانية، وتحيط به جماعة الحوثي ووصف التلفزيون الحكومي الخاضع للحوثيين الرئيس السابق بـ”زعيم الخونة” وبقية الوسائل الإعلام الأخرى وكالات أخبار وإذاعات.
يصف أحد المؤتمريين الواقعة قائلاً: إن خبر مقتل “صالح” على أيدي الحوثيين كان صادماً وغير متوقعاً والأغرب منه التحول المفاجئ لوسائل الإعلام كيف تحول شريك في السلطة إلى خائن وعميل في عضون يومين..
والأعجب من ذلك تم توقيفنا في النقاط الأمنية ومداهمة منازلها ووصل بنا الحال إلى أن قمنا بحذف أي صور أو رسائل تهاجم الحوثيين أو تتعاطف مع صالح من هواتفنا خوفاً من اعتقالنا في نقاط التفتيش الحوثية وكان ذلك في عشية وضحاها أصبحنا في عداد المجرمين والملاحقين