اوشكت مدارس العاصمة صنعاء على إنهاء العام الدراسي الحالي بإجراء الامتحانات النهائية للمدارس الحكومية والخاصة، دون فائدة تظهر على الطلاب لعدم استكمالهم للمناهج الدراسية وكذا بسط مليشيا الحوثي على معظم المباني واتخذها في تحقيق أهدافها.
تعطلت العملية التعليمية بشكل كبير منذ انقطاع تسليم الرواتب للمعلمين ما أثر على سير التعليم الى الحد الذي وصلت فيه كثير من المدارس الى عدم التدريس والبعض الآخر استجاب لضغوطات المليشيا بإعطاء الطلاب بعض الدروس خوفاً من تهديدات المليشيا بسحب الدراجات الوظيفية للمضربين عن العمل او المتغيبين .
منظمة " اليونيسيف" أكدت في آخر إحصائية لها بأن نحو 500 ألف طفل انقطعوا عن الدراسة منذ تصعيد القتال في العام 2015م ليصل عدد غير الملتحقين بالمدارس الى نحو 2000000 طفل.
ومع هول تلك الأرقام فإن انقطاع تسليم الرواتب لأكثر من عام ودخول المعلمين في عملية الإضراب ساهم بشكل أو بآخر في زيادة تسرب الأطفال من المدارس ما جعل الرقم مرشح للزيادة، تقول المنظمة أيضاً بأن حوالي ثلاثة أبارع معلمي المدارس الحكومية لم يتلقوا رواتبهم من أكثر من عام ما يهدد بشكل خطير على تعليم نحو 4.5 مليون طفل يمني .
ما يزيد الأمر سواءً هو لجوء المليشيا الحوثية المسلحة الى فرض رسوم على الطلاب الدارسين في بقية المدارس التي ما تزال تعمل في مناطق سيطرتهم, فقد فرضت مبلغ 500 ريال عن طلاب الابتدائية، و1000 ريال عن طلاب الأساسي، و1500 ريال عن طلاب الثانوية العامة بشكل شهري عن كل طالب، ما دفع بالعديد من أولياء الأمور إلى إخراج أبنائهم من المدارس لعدم قدرتهم على الإيفاء بالالتزامات المالية غير القانونية المفروضة عليهم .
وتعمد كذلك إلى الاستمرار في قطع رواتب المعلمين ما زاد من معاناة الكثير منهم ، ورغم اتخاذها لسياسات إسكات الأصوات المطالبة بصرف المستحقات المالية القانونية لهم، بتوزيع البطائق السلعية التي اختفت بعد ظهورها في أقل من بعضة أشهر، وكذا تسليم نصف راتب مع بداية العام لمنع عمليات الإضراب، لجأت إلى تهديد 167 ألف معلم في مناطق سيطرتها وقامت باستبدال الكثير منهم بمعلمين تابعين لها .
(م.ن) معلم في مديرية الوحدة بصنعاء فضل عدم الكشف عن هويته يقول لراي اليمن منذ انقطاع الرواتب اضطررت الى التغيب عن المدرسة في سبيل البحث عن عمل أسد به احتياجات عائلتي الضرورية للحياة، وأعلم أن كثير من طلابي متغيبون ايضاً لعدم تلقيهم التعليم المطلوب ، فالبعض منهم ذهب للبحث عن عمل لمساعدة أسرهم في ظل الوضع الاقتصادي الصعب والبعض الآخر هرباً من استقطاب المليشيا لهم لجبهات القتال .
وتؤكد احصائيات أخرى بأن مالا يقل عن 2419 طفلاً تم تجنيدهم في القتال منذ مارس/آذار2015م وتقوم المليشيا بحملات متتالية بغرض استقطاب الأطفال لجبهات القتال عبر المدارس من خلال القاء الخطابات الدينية التحريضية للطلاب وكذا إقامة دورات تدريبية عسكرية على ساحات المدارس وانزال واستمارات التجنيد، وإصدار التعميمات الملزمة لعقال الحارات بإحضار مجندين للقتال بشكل إجباري.
الحرب المستمرة في البلاد أثرت على التعليم، فأكثر من 2500 مدرسة لا تعمل، إذ دمر ثُلثها بسبب العنف، فيما أغلقت 27% وتستخدم 7% في أغراض عسكرية أو أماكن لإيواء النازحين، كما يؤكد عدد من التربويين بأن المدارس في العاصمة صنعاء ومأرب لاقت إقبال شديد في عدد الطلاب بسبب عمليات النزوح للسكان في مناطق القتال .
لم تعد العملية التعليمية في البلاد تلقى اهتماماً تستحقه في ظل تواصل الحرب رغم ان التعليم يعد الأساس الأول لنهوض الدول العظمى، إلا ان المليشيا تسعى إلى الغاء التعليم واستخدام الجيل الناشئ في اغراضها العسكرية التي تخدم أهدافاً خارجية، فاليمن ومنذ الثلاث سنوات يشهد تدهوراً ملحوظاً في تدني مستوى التعليم وفي تقديم الخدمات الازمة له .