انقطاع رواتب أساتذة جامعة إب منذ عامين وإرتقاع أسعار المواد الغذائية يعد من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تراجع العملية التعليمية بالجامعة لأمر الذي يهدد مستقبل الطلاب.
وتعد الجامعات الحكومية هي الخيار الإجباري للطلاب من الأسر الفقيرة والكثير من ذوي الدخل المحدود، كون الرسوم والتكاليف أقل ومناسبة ويستطيعون توفيرها لأبنائهم أو يعمل الطلاب ويستطيعون توفير احتياجاتهم، ورغم تلك المعاناة المادية لدى الطلاب لكنهم في الأخير ضحية الحرب التي قضت على التعليم.
ويعاني طلاب من جامعة إب التي يسيطر عليها الحوثيون من مشاكل كثيرة منها ما يتعلق، بالمواد الدراسية وغياب أغلب أساتذة المواد عن أداء المحاضرات والدروس، ويرجع السبب في غيابهم إلى انقطاع رواتبهم.
ويقول "مختار محمد" وهو طالب في كلية التجارة "ان التحصيل العلمي أصبح شبة معدوم في الجامعة بسبب غياب معظم الدكاترة والمدرسين، ومن يحضر منهم لا يبذل جهد يذكر للتعليم بسبب أن رواتبهم وحياتهم تدهورت".
وأضاف في حديث لـ"رأي اليمن" أننا ضحايا هذه الحرب والميليشيات التي لا تهتم بالتعليم ولم يعد أولوية لديها، رغم اننا نخسر كثيرا ونقطع مسافات كبيرة للوصول إلى الجامعة قادمين من الريف لكن ذلك لن يعود علينا بالنفع مطلقاً في ظل تردي التعليم".
جامعة بلا أوراق
وتعرضت خزينة "جامعة إب" لعملية سرقة كبيرة في ديسمبر 2016، حيث تم نهب ثلاثة خزانات، تحوي 120 مليون ريال يمني بالإضافة إلى 300 ألف دولار أمريكي، في أكبر عملية سرقة تحدث في المحافظة.
وزادت تلك السرقة الأمر تعقيداً في الجامعة التي تعاني من عجز كلي، حيث ذكر طلاب كلية التجارة أنهم يعانون أيام الامتحانات من عدم وجود أوراق ودفاتر لإجابة أسئلة، بالإضافة إلى المعاناة التي يتكبدها الطلاب من تأجيل فترة امتحان الترم الثاني لهذا والتي كان من المقرر أن تتم بعد عيد الفطر المبارك.
لا تكترث إدارة جامعة إب إلى الكارثة التعليمة التي تحصل جراء عدم الاهتمام حتى بالنثريات التي يحتاجها الدكاترة والطلاب لاستمرار التعليم بطريقة لائقة على الأقل، كل تلك التفاصيل تعود بالإحباط على الطلاب الذين يحلمون بتحصيل جامعي جيد يحقق لهم أدنى أحلامهم مستقبلا في اكتساب معرفي يمكنهم من دخول سوق العمل
معاناة طلاب الريف
ويعد غالبية الطلاب الملتحقون في "جامعة إب" من المناطق الريفية حيث يعانون من ارتفاع تكاليف المواصلات التي ارتفعت بنسبة كبيرة خصوصا مع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، والهبوط المتواصل للعملة الوطنية والحالة المعيشية المتدهورة.
"عبد الملك القاسمي" طالب كلية العلوم الإدارية من مديرية "السياني التي تبعد عن المدينة حوالي 30 كيلو متر، أنه يذهب إلى الجامعة يوميا وتكلفة المواصلات فقط 1500 ريال قابلة للزيادة بدون احتياجاته الأخرى للإفطار أو مواصلات قصيرة داخل المدينة.
وقال القاسمي لـ"رأي اليمن" أنه اضطر إلى غياب بعض المحاضرات لعدم توفر مصاريف مواصلات وعدم تمكنه من الذهاب إلى الجامعة كل يوم، بسبب صعوبة المعيشة التي تتفاقم كل يوم حيث لم يعد بوسعنا تحمل كل هذا بلا فائدة علمية.
طلاب الموازي معاناة أخرى
ويعاني الطلاب في نظام "التعليم الموازي" من ارتفاع تكاليف الدراسة وكان بعضهم قد ضاقت به تكاليف المعيشة بسبب تدهور الأوضاع وانقطاع المرتبات مما تسبب في إيقاف بعض الطلاب الدراسة حتى إشعار آخر حيس سببت لهم الدراسة عجز كامل في تسديد التزاماتها.
"أشرف الوجيه" يدرس في كلية الهندسة ويدفع رسوم الدراسة مبلغ 250الف ريال يمني (ما يعادل 450دولار أمريكي) كل عام ومع انقطاع المرتبات اضطر هذا العام إلى إيقاف دراسته الجامعية نظرا لعدم توفر رسوم الدراسة.
وقال في حديث لـ"رأي اليمن" ان تكلفة الرسوم الكبيرة حرمتني من مواصلة التعليم لأن والدي يعمل في التربية وراتبة منقطع منذ عامين ولم يستطع دفع مبلغ رسوم الدراسة، هذا محزن بالنسبة لي رغم أن التعليم أقل جودة ولا يستحق هذا المال الباهظ".
وتعمل الجامعات الحكومية على الاهتمام بقبول طلاب أكثر في التعليم الموازي للحصول على المبالغ المالية الكبيرة التي تدفع من الطلاب، ويتم تقاسمها بين إدارات الجامعة المختلفة بالإضافة إلى سلطات الأمر الواقع (الحوثيين) الذين يحصلون على نسبة معينة من تلك الرسوم.