هل نريد حراكا قوميا يرضي الأحزاب والقوى اليمنية أم نريد خلق وعي ينقذ الأحزاب وشبابها من الوعي الغير سوي بالتاريخ اليمني وحضارته وأهمية القومية اليمنية في بناء الشخصية اليمنية والدولة اليمنية القومية؟
ان الأهداف التي التف حولها شباب الحراك القومي هي الميزة والحلقه المفقودة في أدبيات الأحزاب والقوى السياسية اليمنية والتخلي عنها يعني أن يتحول الحراك القومي إلى نسخه مكرره من القوى السابقة لا يصادم الأفكار التي أدت إلى هذه الإرتكاسة في التاريخ اليمني حيث برزت هويات دخيلة طمرت تاريخ حضاري ضارب في جذور التاريخ ولايقدم جديد يتواكب مع وعي هذا الجيل والذي لا حدود لتفكيره ؟
أن المتابع لمسيرة التاريخ سيلاحظ أن كل الأفكار القوية التي غيرت حياة الشعوب كانت بالأساس مصادمةللوعي حتى أفكار الأنبياء وفي الأخير هناك خيارين أما ان تباد هذه الأفكار مع معتنقيها أو تسود وتحقق هدفها وتحدث نقله نوعية في حياة الأمم.
ليعلم الاقيال أن هذه الأفكار التي أظهرتموها إلى السطح منذ ما يقارب أربع سنوات شكلت أكبر حالة استقطاب في التاريخ اليمني الحديث مقارنة بالوسائل المستخدمة لذلك وهذا ما يقلق القوى السياسية ويجعلها تشن حرب متنوعة على هذا الحراك بعد أن عجزت عن اختراقة وتحويلة إلى نسخة كرتونية يفقد بريقه مع الأيام.
يواجه الحراك القومي تحديات أبرزها صعوبة التنظيم كون الحراك نخبوي لا يخضع لأوامر تنظيمية هرميه ولان العمل ضمن هذا الحراك التوعوي طوعي لا يوجد عمل منظم للرد على الشائعات وعلى محاولات التشويه والحرب الإلكترونية التي تشن على أبرز رموز ومؤسسي هذا الحراك.
يواجه الحراك القومي ماكينات إعلامية متمرسةولديها أدواتها ووسائلها وخبرتها في تحويل الظلام بأذهان الناس إلى نور بالإضافة إلى هالة من القداسة والفتاوى التي تستخدمها لتصفية خصومها وصولا إلى خلق خلافات بين القائمين على هذا الحراك التوعوي والذي نشعر انه تأخر كثيرا والذي كان يفترض ان يبدأ في ستينيات القرن الماضي.
نحن بحاجه الى استراتيجيات تكفل ديمومة هذا الحراك إلى مزيدا من التلاحم بين الأقيال وتكثيف وتطوير العمل الإعلامي بما يخدم أهداف هذا الحراك وبما يخلق مزيدا من الوعي الحر والمنطقي.