حرب على مشارف العام الخامس
الساعة 07:03 م

 

بعيدا عن التحليلات والاستنتاجات العميقة  التي تفسر  مجريات وابعاد الأحداث لحقيقية الحراك الخفي وطبيعة المصالح  فضلت التحدث هنا بلغة بسيطة كما يراها بعض اصدقائي  المقربين من مصدر صناعة القرار  محليا واقليميا..وبعيدا عن  التأويل دعونا نجازف بفلسفة الوضوح في  سرد بعض تلك  الوقائع  لا التوقعات ، فسنارة التخمين لا تصطاد السمك في كل مرة  بينما  الغوص يتيح الرؤية أكثر .

 

 مؤشرات الفشل الدبلوماسي  عززت قناعات عدة دول بمظلومية ما يسمونه ويطلقون عليه مصطلح " الأقليات الحوثية" التي تتبنى توجه ديني سياسي حد وصفهم  بعيدا عن التوصيف الدقيق لهذا الكيان الميليشاوي  المسلح الخارج عن ارادة الشعب و سلطة القانون  كون التسويق المهاري لعناصر ميليشا الحوثي استطاع توظيف الأخطاء والانتهاكات لصالحه وحشد لها التحركات الميدانية اوروبيا ، بينما اعتكف  الدبلوماسيين اليمنيين في غالبية السفارات داخل مكاتبهم دون اي حراك ودور يذكر ،  وظلت ماكينة الانقلاب تعمل دون كلل وملل.

 

كذلك تردد التحالف العربي  المبني على مخاوف متباينة في  طبيعة  ايديولوجيات الشركاء المحليين في الداخل  ادى الى تصدع الجبهات واختلال المسار في بعض منها ، اضافة الى عامل الوقت الذي ظل يزحف ببطئ والذي فتح ابوابا للاسترزاق الدولي والابتزاز العلني ..

 

وفي خضم التحالفات الدولية التي يدركها الجميع نعلم ان الامريكان الحليف الأول للمملكة اصبح يتجاذب الوصاية مع المملكة المتحدة في الشأن اليمني في حين اكتفى الدب الروسي بالاستحواذ والتفرد  بالملف السوري  ضمن المقايضات الاقليمية والدولية التي انتهت بالاتفاق على انسحاب  المملكة العربية السعودية  من  الملف السوري مقابل رفع الروس أيديهم عن الشأن اليمني ، هذه العوامل الضاغطة جميعها حددت خريطة المصالح والتقاسمات الدولية والمكاسب التي تلهث هذه الدول لجنيها من خلال المتاجرة والاستثمار بملفات الصراع العربي وعلى وجه الخصوص قضية سوريا و اليمن  متعددة الاتجاهات

 

 

تتبنى بريطانيا  الملف الانساني حاليا في اليمن   وتتزعم قضية الدفاع عنه ، وهنا بادرة نوعية وشكوك وتحولات لا تحمل من الموضوعية والصدق الا الجزء اليسير   ، وتخفي في جعبتها الكثير  .. انها ومن خلال تحالفاتها  في المنطقة وبالتحديد  علاقتها بسلطة عمان بدرجة اساسية  في سياق التحولات الجديدة والتواجد المكثف للترسانة النوعية على الأرض بالاضافة للمناوارات العسكرية المشتركة والتطبيع المعلن مع اسرائيل تؤكد وبما لا يدع مجالا للشك انها تهيئ لتغيرات طارئة في الشأن الداخلي العربي  وتسعى  لتحقيق مكاسب اقتصادية وتوسع جغرافي ونفوذ استعادة لهيمنتها التي تبددت أبان سقوط الاستعمار البريطاني من غالبية الدول العربية ، ان حجم التأثير في شكل الصراع سيسهم في تقليص مكتسبات السلطة الشرعية في اليمن كدولة هشة في حزمة التدخلات الكبرى التي تفرضها المصالح الطارئة  وتقتضيها الظروف الحالية .. كل تلك العوامل تؤثر فعليا على سير خطط تحالف استعادة الشرعية والذي اعيق بفعل كل هذه التدخلات يوما بعد آخر  ،  ستسفر الايام القليلة القادمة  عن اجندة مغايرة لما نصت  عليه  قرارت مجلس الأمن   وستستثمر التقارير الدولية المغلوطة منها والفعلية لجر المملكة الى اتون صراعات باردة لاستنزاف خزينتها ومحاولة سلب دورها المحوري والريادي في المنطقة   لتقدم دولة اخرى كبديل لصناعة القرار العربي  بالحروف العبرية ،

 

إن الاطماع الامريكية والابتزاز الصارخ الذي انتهجته سياسة  ترامب في امتصاص اموال الخليج تحت مسمى الجباية مقابل الحماية لن ترضخ له المملكة طويلا وستتجاهل  التهديدات كلما استشعرت بخطورة الممارسات التي تسعى لتوريطها حقوقيا وانسانيا وتصنيف قياداتها وحكامها  كمجرمي حرب كما ينادي بذلك تجار القضايا الانسانية ممن يقتاتون على المساعدات الخليجية تحت مسميات اغاثية للقضاء على  الفقر والمجاعة في   اليمن و سوريا  والدول الفقيرة المنكوبة بفعل التأثير والتدخلات المباشرة امميا ، ليخلص الأمر بنهب ثلاثة ارباعها هذه المساعدات الهائلة التي تقدمها المملكة وشركائها في  نفقات تشغيلية و بناء وحدات رصد  وقواعد للبيانات الميدانية الوهمية  من جهة وتحريك الصفقات الكبرى لبيع السلاح ومنظومات الحماية والدروع الصاروخية ، ان ضمان وجود  خيارات متعددة لديمومة الصمود على راس  السلطة بعيدا عن فزاعة واشنطن وادواتها في الداخل خليجيا يتطلب قفزا على اللوائح الشكلية التي ترسمها المنظمات الاستخباراتية في الميدان اليمني وغيره من بلداننا التي تحولت لبؤرة صراع  والتي تظلل العالم  من خلال مجريات احداثها بحقيقة الوضع المأساوي لاجل الاسترزاق بينما تسعى لتمكين ميليشيا طائفية من الحكم وتحشد لمساندتهم عشرات التقارير الكيدية المغلوطة وتضاعف من معاناة المواطن اليمني وتسهم في اضعاف مشروع الدولة الشرعية وتقليص دورها وسحق هيبتها وايجاد كيانات هشة متعددة بديلة لها  تسهل من خلالها  فرص العبث بالمقدارت المكاسب وتخلق مناخ ملائم للتقسيم " مشروع الشرق الأوسط الأكبر "

 يدرك الحكام  تماما ان هذه الأهداف الجوهرية  هي  الرؤية الشاملة  للمنظومة الجغرافية القادمة  للاقليم باسره  وللمحيط العربي في تكوينته الجديدة ، وما الساحة اليمنية الا نموذج مصغر وحقل لتجربة مريرة  ولعبة قذرة يراد لها ان تكتمل .. اليمن ليس مجرد ساحة صراع بالوكالة كما يسوق لذلك البعض  وانما محور ارتكاز  ونواة انفجار لعاصفة ستعيد تشكيل المنطقة  وستستنزف ثرواتها ومقدراتها

ولن تكون هناك خيارات ممانعة  كسابقات عهدها الا في تدارك الفرصة الاخيرة قبل فوات الأوان ،

  الكراسي المهترأة  لا تستند  دعائم قوتها من خلال  المتناطحات في مربع الجوار الواحد

ومهما كان حجم التجاذبات وفداحة الكيد السياسي والتهويل الاعلامي الا ان لحمة مجلس التعاون الخليجي لا بد لها من مراجعة انقاذا لمشروع الوحدة الخليجي والذي تستمد اليمن منه عافيتها بعيدا عن التخبط في الولاءات المدمرة للكيانات الواحدة

، يلي ذلك وجوب اتخاذ قرار الحسم العسكري او السياسي وفرض الاليات الضامنة للاستقرار النسبي الذي يشكل  حالة من الرضا  والسكون لاعادة ترتيب اولويات الامن والمصالح  المشتركة

، في حين تمسك  شركاء التحرير  بادارة المنافذ الاستراتيجية  والاستحواذ عليها  رغم تحريرها وتعزيز تواجد القوات  العسكرية  فيها  يشكك في طبيعة التدخل ويجعل من خيراتهم مطمعا  للاخرين ،

اننا  في اليمن نقف على انقاض حضاراة أزلية تفصلها  عن النهوض ارادة ودعم ومسانده جادة لا المصادرة والتهميش  ، وسنقف على مرمى الاطماع جميعا لاننا بلدان ذات طابع نفطي وكنوز الشرق الاوسط لا تنضب  والاعين محدقة بنا من كل جانب .

 

يلي ذلك مشروعية ابرام هدنة طويلة المدى  مع اذرع الحمقاء في  ايران والتي يتضح للجميع وجود تقارب بينها وبين السياسة الامريكية بشكل غير معلن وهي التي تغذيها في خاصرة الدول المنكوبة لتحقيق ذات المكاسب اضافة الى العبث الصادم في سياساتها الغير ثابته.

 

وذلك لقطع نمو وامتداد  المساندة الداخلية  للارهاب الديني و الطائفي الفكري الايراني    في المنطقة دون توسع الجبهات ،    مالم فإن تغذية  كتل الشر الكبرى  في المنطقة لهذا التيار والذي يتشكل  تحت عدة تكوينات ومسميات " الحشد الشعبي ، حزب الله النصرة ، الحوثيين  ، التكتلات  الصامتة تحت الرماد  في المحافظات الشرقية بالداخل  السعودي والبحرين واجزاء من عمان سيشكل سرطانا يصعب ايقاف انتشاره بعد ذلك.

 

 جملة  التحديات  هذه، تستدعي وثبة حقيقية لمواجهتها واتخاذ التدابير المناسبة لايقافها لانها الخطر الأكبر الذي يهدد أمن المملكة واليمن والاقليم .

 

لم تكن  فزاعة الحوثي  الا  الاداة الاضعف التي استخدمها النفوذ الايراني للتحد  السافر في المواجهة غير المتكافئة لافساد الداخل  وجر الجوار لمربع الصراع بجهل هذه العصابات وعبث السياسة القاصرة.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن