حينما تموت الإنسانية باليمن
الساعة 01:46 م

في بلدي تموت الإنسانية غيلةً يوماً بعد آخر على يدِ أعداء الحياة وتجار الموت الذين يجعلون من جماجم البسطاء وارزاقهم وكرامة عيشهم وحريتهم وقودًا لمعركتهم غير المتوقفة في حرب البحث عن السيطرة والتمكين في بقعة أرضٍ مساحتها 555 ألف كم تتصارع عليها قوىً مختلفة ومتعددة ومتباينة الرؤى والأهداف وأساليب فرض الوجود والايحاء بالتمكين والسيطرة، ومع مرور الوقت تتكشف مساؤى تلك القوى تدريجياً ليظهر للعالم خُبث النوايا والاستراتيجيات الخفية لحصد المكاسب وجني ثمرات هذه الحرب.

وفي سبيل ذلك تُرتَكب كل الانتهاكات والاعتقالات التعسفية والاغتيالات والتعذيب في السجون ناهيك عن القتل فما المبرر لكل هذه الأعمال الإجرامية.

 التعمد للوحشية والامعان في تعبيد وتجويع وتفقير شعبٍ جُلّ ما حلُم به هو العيش بحريةٍ وكرامةٍ في ظل دولةٍ مدنيةٍ يتعايش فيها الجميع وينعمون بمواطنة متساوية، فلم ترق تلك الأحلام لأصحاب الكروش وعبدة الكراسي ودعاة الحق الإلهي، فقامت الحرب في بقعة اليمن والتي اليوم تعد أكبر كارثة إنسانية في العالم .

حربٌ عشوائية غير مشروعة استُخدم فيها كلما هو غير مشروع من الاحتجاز التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري مروراً بزرع الألغام الأرضية واستخدام أسلحة محرمة كما تشير بعص التقارير الدولية وانتهاءً بارهابٍ يستشري كل يوم، والذي لا يمكن مكافحته، وحربٍ يصعب نزع فتيلها او إطفاءه.

8 ملايين شخص على حافة المجاعة وحوالي مليون إنسان يشتبه في إصابتهم بمرض الكوليرا القاتل، و25 مليون إنسان بحاجة لدعم غذائي، ومع ذلك فقد مُنعت بعض المنظمات الاغاثية من الوصول إلى بعص المناطق وتعرض عاملوها للاختطاف والحجز والتفتيش والقتل احياناً كما جاء في التقرير العالمي لحقوق الإنسان للعام 2018 م فمات الآف اليمنيين جوعاً وخوفاً وظلماً وعدواناً.

وفي خضم الحراك الاقتصادي العالمي المتواصل والذي تغيب عنه اليمن تماماً إلا من التراجع الحاد في عملتها الذي يزيد مآسي هذا الشعب ومعاناة مواطنية في مواجهة ارتفاع الدولار وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية فيُضيف أزمة أخرى على الأزمات المتعددة في اليمن والتي جعلت اليأس يتسرب إلى نفوس الكثيرين خاصةً من فئة الشباب الذين تموت أحلامهم على مقصلة الواقع المقيت.

طالت الحرب على اليمن والضباب مازال يخيم في الأفق وبوادر مصالحة ومفاوضات يتم التلميح إليها قد تخفف من الأزمة الخانقة على المواطن الذي بات توفير مستلزماته اليومية أقصى ما يمكن أن يشغل فكره ويأس شبه كلي بإمكانية انتهاء الحرب وعودة الحياة إلى سابق عهدها.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن