ايهما اولى بالمواجهة..الإمامة ام الإنفصال؟!
الساعة 08:36 م

 

عقب ثورة 26سبتمبر وبعد عجز وفشل المصريين في القضاء على الامامة في شمال اليمن بدؤوا يتفاوضون مع السعوديين حول تقسيم اليمن الى شمال ملكي يكون تحت نفوذ السعودية جنوب جمهوري _ كان المقصود به آنذاك تعز واب_ يكون تحت نفود مصر، ولكن ذلك المشروع فشل بسب الرفض المطلق له من قبل القيادات الجمهورية آنداك. 

وقد حاول المصريين ابتزاز القيادات الجمهورية والضغط عليهم للقبول بذلك المشروع من خلال سحب القوات المصرية في صعدة وحجة ودعم التمردات الانفصالية والنعرات الطائفية في محافظة تعز، ولكن ذلك المشروع فشل بسب الموقف الحازم من قبل قيادات الجمهورية. 

وهنا نموذجين لذلك الموقف الحازم للتصدي لذلك المشروع الأول: رسالة للراحل الاستاذ محسن العيني الى القاضي عبدالرحمن الارياني، يشرح فية خطر ذلك المشروع ويوضح فيه رأية حول ايهما أولى مواجهة الإمامة في الشمال أو التصدي لمشروع الانفصال في الجنوب وتعقيب القاضي الإرياني علية 

والثاني: تهديد الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر للمصرين في حال انسحابهم من الشمال وتركها للملكيين قائلا:
لا تظنون أنكم ستنسحبون إلى الجنوب وتتركوننا لبيت حميدالدين أنا أقسم لكم بالله أننا لن نحكم إلا بالنظام الجمهوري جميعا أو بالملكية جميعاً، وإلا فلا بد أن ننزل البدر إلى تعز لو ما بقي مننا واحد ويمكن لمن يريد معرفة المزيد عن تلك الازمة وكيف تم القدي، لها الرجوع الى مذكرات الرئيس الارياني الجزء الثاني

الموضوع كما ورد في مذكرات الرئيس الارياني

وفي هذه الاثناء جاءني من الأستاذ محسن العيني الذي كان يشغل منصب ممثل اليمن في الأمم المتحدة رسالة صريحة ومتفجعة على مصير وحدة اليمن دفعه إلى تحريرها ما سمعه وراء الكواليس في الأمم المتحدة من تهيئة لقبول تمزيق اليمن وما سمعه من ممثلي الدولتين المتحدة والسعودية مما حدى به ليقول في رسالته أن أهم ما يجب أن  بالذات نحرص عليه هو »المحافظة على وحدة البلاد وليكن النظام ما يكون« لأنه يرى أن اعادة التوحيد سيكون صعبا أما تغيير النظام فأمر سهل. 

مقتطف من رسالة العيني الى القاضي الارياني

سيدي لقد علمنا التاريخ أن أي بلد يتعرض للتقسيم يصعب بل ويستحيل إعادة توحيده من جديد، وخاصة في هذا العصر الذي تزداد فيه مطامع الاقوياء وسهولة تدخلهم.

المحافظة على وحدة البلاد وليكن النظام ما يكون.فليكن نظاما رجعيا، إن الشعب قد شب عن الطوق وأكتشف نفسه، وهو يستطيع بكل تأكيد أن يطيح بأي عهد فاسد في شهور. 

 
إن الغرب يبايع فيصل زعيما على الجزيرة العربية كلها، وتمزيق اليمن يعطي فيصل اليدالمطلقة في كل شؤون الجزيرة،والمصريون بدون إدراك يساعدون على هذا. وأنا ياسيدي أعتقد أن أهم ما يجب أن نحرص عليه في هذه المرحلة هو بالدرجة الأولى:

 إنسحاب المصريين والسعوديين ورفع أيديهم تماما عن شؤون اليمن.

ـ المحافظة على وحدة البلاد وليكن النظام ما يكون.فليكن نظاما رجعيا، إن الشعب قد شب عن الطوق وأكتشف نفسه، وهو يستطيع بكل تأكيد أن يطيح بأي عهد فاسد في شهور. 

إننا نستطيع أن ننظم أنفسنا من جديد ونسحق أي عهد رجعي عدو للشعب، وبسواعدنا نحن هذه المرة ومستفيدين من تجارب السنوات الثالث. أما تمزيق البلاد فإنه إذا ما تم وتم  فستمضي أجيال قبل أن نستطيع توحيد البلاد. 

وتصبح الوحدة شعارا شبيها بوحدة اليمن الطبيعية اليوم أو الوحدة العربية الذي يهتف به كل لسان ولكن لا أحدا  يعمل من أجله شيئا. إن كيانا يخلق اليوم يجد حماية هائلة من الخارج ولا يستطيع أحد أن  أن يمسه إننا نستطيع اليوم باليقظة والإهتمام والتضحية وبُعد النظر والشجاعة ان نحول دون تمزيق بلدنا. ولكنا لا نستطيع في المستقبل مهما فعلنا أن نلغي كيانين وتوحيد جزئين. إن التمزيق هو باب إستعباد طويل، سيحتاج الجنوب إلى حماية تذله وتهينه وسيحتاج الشمال لحماية تذله وتهينه وستكون اليد الخارجية هي المهيمنة على الجميع وستصبح اليمن خبرا وتاريخا. 

إن الحفاظ على وحدة اليمن هو الخطوة الضرورية للمحافظة على كرامتها وكرامة بنيها. إنني لا أتصور عودة النظام الامامي الرجعي البغيض وهو أكبر مبرر في الواقع لتمزيق البلاد.
 

والنظام الجمهوري التقدمي هو الاساس لوحدة الشعب والوطن، ولكنني أمام ما أتصوره من مستقبل مظلم، إذا تمزقت البلاد، أقول بأن وحدة البلاد أولى من كل شيء آخر، 
وخلاصها من الذين فرضوا وصايتهم عليها وحطموها يأتي في نفس الدرجة وما سوى ذلك يمكن تصحيحه والثورة عليه.

(الرسالة كاملة في التعليقات)

تعليق الرئيس الارياني

ولا شك أنا نشاطره الرأي في إيثار الحرص على وحدة اليمن قبل أي شيء آخر، ولكننا كنا واثقين من قدرتنا على الوقوف الموقف المتصلب في المحافظة على الجمهورية، التي تعتبر كل مكاسب الثورة، مع إحتفاظنا بوحدة اليمن. 

تهديد الشيخ الاحمر للمصريين كما يرويه الرئيس الارياني في مذكراته

وفي 12/3/1966م قابل الوفد المشير عامر والسيد أنور السادات. وقد تكلم المشير بصراحة وأكد لنا عزمهم على سحب قواتهم من صعدة وحجة وغيرهما إلى الجنوب من صنعاء. وقد أبدينا إنزعاجنا لذلك وأوضحنا العواقب الوخيمة لهذا التصرف، وكنا واقعين تحت تأثير الخوف من وجود إتفاق مع السعودية على تحويل اليمن إلى مناطق نفوذ كما سبقت الآشارة إليه، وقد أكد لنا المشير أن القرار لايقبل المناقشة.

وفي يوم 13/3/1966 م أجتمعت بالسيد أنور السادات على حدة، وحاول أن يقنعني بسلامة قرار الإنسحاب، وحاولت من جهتي أن أقنعه بخطأ التقديرات. وقلت له بصراحة إذا كنتم تقدرون أن القبائل الشمالية ستترككم تهدؤون في الجنوب فأنتم مخطئون. إنكم لن تفعلوا شيئا أكثر من أن تنقلوا المعركة من الشمال إلى الجنوب الوادع الهادئ المسالم، وتسببوا لخرابه وتدميره كما دمر الشمال، فالقرار قد بني على تقديرات خاطئة. وكانت تأتي هذه الحملات لتزيد مخاوفنا من تجزئة بلادنا.

وفي 19/3 أجتمعنا بالمشير عامر والسيد أنور مرة أخرى، وكان التصميم على الإنسحاب من المناطق الشمالية لا يزال قائما. فأخذ الكلام الشيخ عبدالله الأحمر قائلاً ّ ، وكنت قد أتفقت معه على أن يقول ذلك على أن يوجه الخطاب إلي بصفتي من جنوب صنعاء، "لا تظنون أنكم ستنسحبون إلى الجنوب وتتركوننا لبيت حميدالدين والسعودية، أنا أقسم لكم بالله وأقول هذا عن جميع القبائل الشمالية الموالية للجمهورية، أننا لن ندعكم يوما واحدا هادئين، وأننا لن نحكم إلا بالنظام الجمهوري جميعا أو بالملكية كلنا، وإلا فلا بد أن ننزل البدر إلى تعز لو ما بقي مننا واحد"

. وجاء هذا التهديد مطابقا لما كنت قلته للسيد أنور السادات، وها هو يقوله الشيخ عبدالله الأحمر عن عشرات اآلالف من المقاتلين الذين جربوا شراستهم. 

وأمامه تراجع المشير عامر ووافق على بقاء القوات المصرية التي في حجة والتي في ريدة.وفي 22/3  ألقى الرئيس جمال عبدالناصر خطابا في مدينة السويس وأعلن فيه عزم الـ ج.ع.م. على الإستمرار في مساندة اليمن وعلى بقاء قواتها حتى يقفً اليمن على قدميه. وقد أعتبرت السعودية هذا مخالفا لإتفاقية جدة كما وقع  الخطاب لدينا موقعا حسنا.

وفي 24/3 أجتمعت مع العمري بالسادات، وأعاد الحديث في موضوع الإنسحاب فقلنا له ما قاله المثل العربي (قطعت جهينة قول كل خطيب) وخطاب سيادة الرئيس قد قطع الحديث في هذا. وأقترح السيد أنور تشكيل جبهة تحرير وطنية 

ً على غرار ما فعله الجزائريون، فقلت له، تلميحا مقصودا، إن الملكيين يطلقون على أنفسهم منظمة تحرير أما نحن فممن نتحرر؟ ثم إننا حكومة قائمة لنا جيشنا ولنا مساعدونا ويمكن إيجاد ميليشيات حرس وطني أو تنظيم شعبي. فقال أو كذلك، 
فقلت له ذلك مادعونا إليه في مؤتمر عمران ثم في مؤتمر خمر ولكنكم عارضتم  ذلك. فقال يبدو أنه قد أصبح ضروريا...

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن