بين فترة وفترة يطل علينا المثقف الاستهلاكي ليتحدث عن مضامين الهوية اليمنية مثل سهيل ورمزياتها القومية التاريخية كالوعل والبن والتقويم الحميري للحديث عن تلك المضامين بقوله انها تنتمي للقاموس المستهلك
الأمية التاريخية والانفصال المبكر عن حركة اتجاهات المجتمع جعلته لايفرق تماما بين المعارف القديمة باعتبارها جزء من تشكلات الهوية للأمم وسوق الموضة وسباق الماركات باعتباره امر يراعي مزاج المستهلك وميوله ونفسيته فيريد مثلا ان تخضع الهوية الى سوق الموضة ونفخ الشفايف والتعبئة بالسيلكون. غيرها
طالما استبشرنا ان التنويري الذي يركب جملة حداثية ويولي الحديث عن العقلانية ومركزية العلم اهمية لفظية في التطور.. وهذا امر سيكون جيد خصوصا ان صاحب الوظيفة الدولية الآمنة وفائض الوقت لديه والانترنت وسهولة الحصول على الكتاب قد يكون امر مفيد لكي يسهم في امر التنوير المتعلق بأبرز وظيفة للمثقف بحسب فلاسفة كثر وهو ان يسهم المثقف في الانعتاق الجمعي للأمة والدفع نحو التطوير ومناهضة كل اشكال الاستلاب
التقليعات التي يظهر بها المثقف الاستهلاكي بين فترة وفترة مضحكة وتثير الضحك والاشمئزاز الذهني وحتي الهضمي متعددة لكنها داخل دائرة واحدة ولاتخرج عنها وهي ذم الشعب وهويته ومجاله العمومي ليس من باب النقد او حتى جلد الذات المحمود لغرض التحفيز ومغادرة مربعات التخلف
لكن الأمر يندرج ضمن السلعنة الحداثية الشكلانية او بمعنى ادق السلفية الحداثية التي تدور حول الشكل والمبني وليس الجوهر والمعنى بل انه يذهب الى ماهو ابعد من التطرف العولمي الذي يزدري الخصائص الثقافية للامم ولذلك كانت اليونسكو هي المعالج الثقافي لجنايات العولمة الثقافية فقد اولت اهتماما للتراث المادي واللامادي اهتماما ثقافيا ومؤسسيا من اجل الحفاظ على التنوع الثري للأمم
يظهر المثقف الاستهلاكي على باب مول ليفرز بين السلع الذهنية فهو ينظر لنجم سهيل مثلا قادم من قاموس مستهلك وينظر لشجرة البن باعتبارها موضة قديمة..
وهو بالمناسبة ليس لديه قاموس ولا مفردة او مصطلح حصري يخص اطروحاته فمثلا كلمة فرز هي اكثر كلمة يرددها ومكررة َخصوصا عندما يندلع اللاوعي لديه الذي يخاصم حراك عملاق مثل حراك القومية اليمنية الذي حدد بشكل دقيق وشجاع معضلة الذات اليمنية وعامل هدمها التاريخي المتمثل بالامامة الهاشمية هو لم يقر للآن ان النسب الهاشمي يورانيوم القنبلة المنوية الهاشمية كون اميته التاريخية والاحتشاد النرجسي الفارغ يحول دون ذلك والا كان بيت شعري شهير على لسان الذات الهاشمية كفيل بتفهيمه
ومن قال الامامة في سوانا..... كمن قال النبوة في سجاح