علا وهج الشمس في اصبعي
و المدى نقطة في رؤاي
لأني يماني الخطى
حميري الهوى
سبأيُّ الملامح ، ينثالُ من خافقي وهج كالذي اسرج الأرض من اطرافها لخطاك يا ذو ..
فأسمع رجع خطاه تضج بها الأرض
تنكسر الجبال على ساعديه
تخر التضاريس مطوية كالبياض على راحتيه
الى أين اوصلتك الخطى؟
و هل فعلت بك الغربات ما تفعل الان بي؟
ام أن مجد الرجال أهم من زفرة في المساء الى بلد أهلكته السنين
وصلتَ الى مغرب الشمس يا ابن اليمن
و طوعتَ كل الممالك
و انكسرت تحت صمصامك اليمني جيوش من الإنس و الجن
و ها نحن نسمع خطوك كلما انتشرت في المدائن وقع الرياح
و كلما جائنا قبس من ضجيج الزمان ، زها رجع خطوك
فانت من عبر البحار على امتداد التأمل
و طوى الصحاري في لحظات التجلي
و انت من هزم الريح
و دنا قاب قوسين من قلعة الشمس
و انت ايماء القيامة
كيف انتصرت على الوقت و الموت؟
لتبقى لنا قبلة للذي سوف يأتي
يا ابن البلاد
و يا يمني الملامح
و يا حميري الخطى
انتصرتَ على كل شيءٍ
حتى النهايات لما تزل مفتوحة بيديك
أأنتَ اله ، ايها اليمني الفؤاد؟
أم هل أتتك النبؤات ، يا قمحي الملامح؟
و ماذا تركت لمن سوف يأتي؟
تجتاحني لحظات التجلي بروحك عد الحصى و الرمال
لكن المجازات ضيقة
و تفاصيل عمرك فاضت حدود اللغات
من سيكتب من عبروا الارض و الثلج و النار
من طوعوا البرق تحت خناجرهم
و تهجوا السحاب على تمتمات السنابل
يا ابن الجدود تماهت خطانا
و اوشك ان تطفئ الأرض قنديل تأريخنا
تركت لنا خطوات البداية
و خذلتنا المكائد باسم الديانات و العرف و العرق و النسل
يا ابن الجبال و يا سيد البر و النهر و البحر
يا منجل الحقل
و يا سيف نار المسافات البعيدة
خذلتنا الجموع
تشرد ابناؤك المتعبون على كل منفى
و أرهق من سكنوا ارضك الجوع و الخوف و الانكسار
هبنا خطاك لهذا الزمان
و ارجع لثانية كي يدرك القوم كنه اليماني
من طوع المعجزات
و أجرى المقادير أسبابًا لحكمته
فانفتحت في يديه قناديل تأريخنا
و كلما سبحت كل تلك الجموع و مروا على سورة الكهف ، تشرق من ردهة الغيب
ليبقى اليمن
ذاكرة للذي كان
و مروية سبقت كل ما سيجيء.