فتح اكتمال سيطرة الحوثيين على محافظة البيضاء الإستراتيجية التي تربط ثمان محافظات يمنية الشهية للتقدم نحو محافظات تمثل ثقلاً اقتصادياً مهما في خارطة الصراع على الموارد في بلد شحيح الموارد والإمكانات .
في منتصف سبتمبر الجاري اعلن الحوثيون استكمال السيطرة على مديرية الصومعة ، أخر المعاقل التي تتواجد فيها قوات موالية للحكومة اليمنية في محافظة البيضاء ذات الحضور التاريخي الكبير في مواجهة الإماميين حيثت مثلت شوكة الميزان في معادلة حسم الصراع بين الإماميين والجمهوريين في العام 1962 .
وبالرغم من العداء الذي تكنه القبائل في البيضاء لجماعة الحوثيين إلا ان الحكومة اليمنية فشلت في بناء جسر من الثقة معها يتمثل في دعمها لوجستيا في استمرار المقاومة الذي دشنته منذ اعوام ضد الجماعة.
لم يتوقف الحوثيون كعادتهم عند حدود محافظة البيضاء ، حيث بدؤوا بهاجمة مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة وهي الى جانب العقلة تمثلان خزانا عائمة للنفط ومن شأن السيطرة عليه تغيير معادلة الصراع جذريا في البلاد .
بدأ تراجع القوات الحكومية اليمنية الفعلي في يناير من العام 2020 حينما استعادت قوات الحوثيين منطقة نهم شرق صنعاء ومن ثم بعد ذلك بشهر واحد سيطرت على مديرية الحزم عاصمة محافظة الجوف وافشلت الجماعة كل المحاولات التي كانت تهدف للتوغل في البيضاء من قبل القوات الموالية للحكومة اليمنية .
لم يعد خافيا على احد ان جماعة الحوثي انتقلت من الدفاع الى الهجوم ومن القتال للدفاع عن صنعاء في سلاسلها الجبلية الى معركة التقدم نحو صحراء مارب وشبوة اهم مركزين اقتصاديين للحكومة اليمنية بالإضافة الى محافظة حضرموت .
لم تكن المحافظات الإقتصادية تسيل لعاب الحوثيين فحسب ، بل ايضا المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا الذي خاضت قواته معارك مع القوات الحكومية في شبوة وانتهت بهزيمتها في العام 2019 .بالاضافة الى تواجد اقليمي حيث تتواجد قوات اماراتية في قاعدة بلحاف بالإضافة الى قوات عسكرية سعودية في مطار عتق .
واذا ما حققت جماعة الحوثيين اختراقاً في شبوة فهذا يعني استكمال حصار مارب من جهة الجنوب وقطع اهم خطوط الإمداد عنها من شبوة التي مثلت خط امداد مفتوح للمحافظة ، بالإضافة الى السيطرة على شبوة والتوغل نحو الغرب بإتجاه حضرموت وهو يعني تحويل عواصم الحكومة الى اشبه بجزر متناثرة وهذا احد السيناريوهات المطروحة.
اما السيناريو الاخر في شبوة فهو ادخال الحوثيين في عملية استنزاف طويلة الأكد وتحويل حدود شبوة الى اشبه بمكامن الصيد لعناصر الحوثيين من قبل مقاتلات التحالف كما حصل في مارب خاصة ان محوري عتق وبيحان العسكريين يمتلكات قوات منظمة ومدربة بشكل جيد ولديها خبرة ميدانية في التعامل مع الحوثيين.