الفرصة الحمقاء في اليمن !
الساعة 02:11 م

 

ذات صباح صنعاني وعقب صلاة الفجر دعاني أحد أبرز قيادات المؤتمر  (الحزب الحاكم حينها) إلى تناول طعام الإفطار معه في منزله وكان بصحبته شخص آخر 

 ومما لفت انتباهي قوله إنه كان ذات مرة في فعالية رسمية بحضور الرئيس علي صالح
وواصل كان الرئيس وعدد من كبار المسئولين في منصة الفعالية، فيما كنا في القاعة وكان بجواري أحمد فرج " أحد أبرز القيادات العسكرية القريبة من صنع القرار" 
قال فتذكرنا يوم أرسلناه يقصد علي صالح قبل توليه الرئاسة على رأس سرية في مهمة عسكرية إلى محافظة الحديدة وضحكنا

وفور انتهاء الحفل خرجت على عجل وما إن وصلت البيت إلا والرئيس على الهاتف وإذا به يبادرني بالسؤال على أيش كنت بتضحك أنت وأحمد فرج؟ قال فذكرت له الحكاية وعرفت من أحمد فرج فيما بعد أنه سأله نفس السؤال فور انتهاء الفعالية ورد عليه بنفس الرد

نحن ضحية تلك الفرصة الحمقاء التي جعلت من عسكري غير مؤهل رئيسًا لأكثر من ثلاثة عقود ووفقا للقاعدة المجحفة "بقاؤه كارثة ومغادرته كارثة"
وانتقال هذه الفرصة وبحمقٍ أشد إلى نائبه عبدربه منصور هادي بفعل رياح الاشقاء التي جسدتها مقولة الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز لهادي عقب انفجار دار الرئاسة "خير خلف لخير سلف" وغباء النخبة السياسية اليمنية وسذاجتها وهو على ما يبدو غباء مستفحل ومتوارث 

وهاهي الفرصة ذاتها تنام وتصحو مع هادي في فنادق الرياض وتتكاثر وتتكرر في مؤسسات ومرافق شرعيته الهاربة وتلتف حولها عصابات تستميت في الدفاع عنها ليس حبًا فيها وإنما لدوافع مادية ومصالح شخصية بحتة وهكذا تجد عبدربه منصور  بفشله ومرضه وحمقه أمامك أينما اتجهت 

والأمرُ من ذلك أن الحاجة دفعت بكثير من الكوادر الوطنية المتخصصة لمجاملة أصحاب هذه الفرص والتصفيق والتطبيل لهم طمعًا في الفتات قبح الله الحاجة كم أذلت من كفاءات 

وبكل تأكيد هناك كوادر وشخصيات وطنية قادرة على إدارة الوطن والخروج به من هذه الكوارث 
وهناك مواهب وقدرات قادرة على تمثيل اليمن والانتصار له في هذه المرحلة الخطيرة التي نمر بها

مشكلتنا أن هذه الفرصة لم تصادف شخصيات مناسبة ممتلئة حالمة تحمل مشروع هذا الوطن المثخن بالجراح 
لا يوجد قائد سياسي أو حزبي أو عسكري يلتف حوله الناس عن حب ويقدمون التضحيات في سبيل المشروع الوطني الذي يحمله ويناضل من أجله عن رضا وطيب خاطر و حتى المؤثرين والناشطين على وسائل التواصل انتقلت لهم العدو فكم من مصفقين للغثاء والارتجال لأن هذه الفرص الحمقاء كانت من نصيبهم

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن