لم نكن نتمنى لهذا الزهو العظيم ان ينكسر ...حقق علي صالح ما لم يحققه أي زعيم يمني وما لم يحققه زعماء الثورة والثروة الذين تحولوا الى وكلاء لدول إقليمية على حساب وطنهم وأوجاع شعبهم.
نحتفل اليوم بالوحدة وبعلي صالح ..اليمني الذكي والعظيم الذي ملأ الكون حضورا ..ابن الرعوي الذي وصل للرئاسة وكان يتصل بشيخ قرية في العدين: معك علي عبدالله صالح .
الرئيس الذي يذهب قبل الدوام الى مكتب حكومي في عمران ويصل قبل المدير ..الرئيس الذي لا تتوقف نشرات الأخبار عن اذاعة انشطته وزياراته .
الرئيس الذي وصفناه بالديكتاتور لكنه كان يتصل بصحفي يعارضه تعرض للإعتداء بالشارع ويربت على كتفه: حرام وطلاق اني ما أمرت احد بالإعتداء عليك..اكتب وهذا الرأس لك.
خرجنا ضد علي صالح نعم..لأننا كنا نفكر بوضع مثالي..كنا نريد دولة ونظام مثل ذلك الذي نشاهده في الأفلام ..لكن ربيعنا تحول الى خريف مظلم ..
كنت اعمل في صحيفة تبعد ١٠ كم عن مقر الرئيس ..نكتب ما نريد عن اي مسؤول وعن اي وضع من علي عبدالله صالح الى مدير هيئة مكتب بريد السنينة ولا يستطيع احد ان يضايقك.هذا لا يحدث حتى في العالم الأول.
نحتفل بذكرى الوحدة اليوم بشعب يعيش في الشتات من مقديشو الى مدريد ..وبجيش من الصحفيين المنفيين والملاحقين..وبحكام لا يشبهوننا ولا نطيقهم.
مات صالح وبقي الحوثي وهادي والزبيدي وتجار الحرب من شخصيات عسكرية وقبلية وهاشمية واشخاص اثرتهم الحياة السياسية غارقين في حمامات الجاكوزي في عواصم العالم والشعب غارق في الفقر والفاقة .
مات صالح وانطفأت سيجارته وبقيت ولاعة الهاشميين تشعل الحرائق في البلاد ..