لماذا تعز؟!
الساعة 08:57 ص

لم تتعرض مدينة يمنية لدمار وخراب وحصار كما تعرضت له مدينة تعز منذ الانقلاب عام ????، ألوية عسكرية بكامل عددها وعتادها توجهت إلى هذه المدينة المسالمة بهدف تركيعها أولاً وإذا ما أبت الركوع والاستسلام واجهت مصيرها المحتوم، وثانياً تحييدها عن لعب أي دور محوري وطني سيما وأنها عبر التاريخ الطويل كانت السباقة في كل فعل وطني جامع.

 

بالتأكيد لم تركع تعز، وهي بالمناسبة لا تعرف الركوع مهما كانت التضحيات، فكان أن صمدت وقاتلت بشموخ صبِر الشامخ وصبْر وادي رسيان الرحيب، ولهذا تعرضت للتقتيل والتدمير والتجويع والحصار، بشكل لا يُصدّق ولا يتخيله عقل، ورغم ذلك ظلّت على وثوبها المبدئي بعزّة وإباء، ومسار بوصلتها الوطني الذي لا يعرف الميول والانحراف.

 

إذن، ماذا يريدون اليوم من تعز؟

نعم، نجح من أراد/دوا تحييد تعز عن لعب دورها الوطني المعهود، إلى حين، لكنه/هم فشلوا في تركيعها وتسليمها للمليشيات الهاشمية، فبعد الصمود الأسطوري لهذه المدينة المقدسة وطنياً، أُريد لها أن تتحول إلى كنتونات ممزقة ومتناحرة حتى تبقى بعيدة عن صُنع مستقبل اليمن الاتحادي، والأكثر من ذلك هو دعم وتسليح فصائل موسومة بالارهاب والدفع بها لأن تكون في المقدمة بهدف إصباغ المدينة وصمودها بصبغة الارهاب، ربما للانقضاض عليها مستقبلاً كما حدث للرقة السورية والموصل العراقية.

 

وقوفنا اليوم كيمنيين وكأبناء لهذه المحافظة الشامخة ودعمنا للجيش الوطني الباسل في إزالة المربعات المشبوهة هو وقوف مع تاريخ تعز الحافل في معارك التحرر الوطني، وحتى لا نغدو على حال ومآل كحال ومآل الموصل الحدباء ورقّة أويس القرني، وحينها لن يجدي نحيب العميقين جداً والثمِلين أمام واقع اليوم.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن