عن جبهات المنفى
الساعة 01:18 ص

يجري هذه الأيام حراك كبير في اسطنبول، وعواصم أخرى، بين قيادات سياسية وبرلمانية وقبلية ورجال أعمال لتشكيل ما يمكن تسميته "جبهة إنقاذ"، لمواجهة انحراف التحالف وتحوّر حرب استعادة الشرعية.

يذكرني هذا بنضال اليمنيين الأحرار أثناء حرب السبعين يوما، حينما كان القادة يقاتلون من أجل العودة إلى المربع الذي كانت مساحته لا تتعدى الكيلومترات داخل صنعاء، وهي المساحة التي كانت قوات الملكية تطبق عليها الحصار من كل ناحية.

آثر أولئك القادة التواجد في تلك المساحة الصغيرة، إلى جوار المقاتلين المؤمنين بمشروع الجمهورية.

كانت الملابسات شبيهة بشكل كبير بملابسات المرحلة الراهنة، الحليف المصري، كان قد أُنهك كليا، وأثر الانسحاب، وحلفاء الملكية، كانوا قد وضعوا كل طاقتهم لدعم الملكيين في فرصة أخيرة لاستعادة ملكهم وإسقاط الجمهورية .

الجمهوريون شعروا بالمؤامرة تحاصرهم، والحلفاء يخنقونهم تماما كما الأعداء، وهو ما نشعر به اليوم..

لكن عزيمة الأبطال، كعبد الرقيب عبدالوهاب وعبدالله عبدالعالم، وحسن العمري، والمئات من رفاقهم، كانت كفيلة بأن تحصن الجمهورية داخل ذلك المربع الصغير.

لما رأى سكان صنعاء ذلك الحضور الكثيف للقيادات في تلك المساحة الصغيرة داخل العاصمة، ولما رأوا العزم والتصميم، لم يجدوا بدا من الالتحاق بملحمة الكرامة، حتى النساء والأطفال تسلحوا وشاركوا في الدفاع عن صنعاء.

وفي النهاية انتصر مشروع الجمهورية بإيمان القادة وإخلاصهم، ممن استطاعوا أن يلهموا الجماهير في معركة حاسمة وضعت حدا لطموحات فلول الإمامة.

واليوم يتكرر المشهد، لكن قلة قليلة من القادة آثروا العودة إلى الداخل لإلهام الجماهير، وآثروا خوض معاركهم من وراء شاشات الهواتف، وعبر البث الحي، أو عبر فعاليات شبيهة باجتمعات الحكومة والرئاسة في فنادق الرياض، لا ينجم عنها سوى المزيد من البيانات والإدانات والتحذيرات..

لن ينتصر المشروع اليمني إلا بعودة القادة إلى الداخل، وإن كان عودىة الشرعية واجب، فعودة القادة المتحررين من قيود التحالفات وضغوط الالتزامات الدولية، أوجب الواجبات..

عودوا إلى الداخل، وتصدروا المشهد العسكري، تماما كما صنع ربيش العلبي، وكما صنع الوائلي والشدادي وغيره من رجال الجمهورية الأحرار.

وبدلا من إنفاق الأموال على فعاليات ولقاءات وتكتلات لن تضيف شيئا سوى مزيدا من التعقيد للمشهد المعقد أصلا، خذوها إلى الأبطال في الجبهات,, وإن شئتم فانقدوا فشل وتآمر التحالف من هناك من الداخل، سيكون صوتكم مبللا بالصدق والإخلاص أكثر..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن