عادت أخبار السلام لواجهة الأزمة اليمنية منذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن الى سدة البيت الأبيض ، اتخذت الإدارة الجديدة مجموعة من الخطوات في سبيل وقف الحرب اليمن منها اعلانها عزمها على انهاء الحرب في اليمن وإلغاء قرار ادارة ترامب بتصنيف جماعة الحوثيين جماعة ارهابية واعلانها وقف الدعم للعمليات العسكرية في اليمن .
عين الرئيس الأمريكي جو بايدن أحد رجالات الرئيس الأمريكي الأسبق باراك اوباما تيم ليندر كينج مبعوثا خاصا لليمن ، وعادت الحياة للبعثة الأممية برئاسة السيد مارتن غريفيث وشهدت العاصمة العمانية حراكاً دبلوماسياً في محاولة لوقف نزيف الدم في اليمن منذ انقلاب جماعة الحوثيين في سبتمبر من العام 2014 .
شهدت الأسابيع القليلة الماضية جولات مكوكية للمبعوثين الأمريكي والأممي الى المنطقة وإعلان السعودية لمبادرة جديدة تتضمن وقف اطلاق النار وفتح المنافذ الجوية والبحرية التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين ، بالإضافة الى زيارات للمبعوث الأممي ايضا الى برلين وطهران لمناقشة الملف اليمني .
على الأرض تدفع جماعة الحوثيين بثقلها العسكري المسنود بدعم ايراني الى محافظة مارب المعقل الرئيس للحكومة اليمنية الشرعية في شمال اليمن والمحافظة التي تغطي كل اليمن بالغاز المنزلي، فيما تستميت القوات الحكومية بالدفاع عن المدينة التي يقطنها ايضا اكثر من مليون نازح في ظل حضور جوي لطيران التحالف وصف بالفعال .
كل هذه المؤشرات لم تلق تجاوباً من جماعة الحوثيين التي استمرت في اطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على المواقع السعودية ، فيما رفض ناطق الحوثيين المبادرة السعودية بشكل مباشر ،مسبباً الحرج للتدخل العماني الذي قالت الخارجية العمانية انه بشكل مباشر من قبل السلطان هيثم بن طارق .
لا يأبه الحوثيون ومن خلفهم ايران بمعاناة ثلاثين مليون يريدون السلام والعيش في ظل دولة ديمقراطية يسودها الدستور والقانون والقيم الديمقراطية وليس الايديلوجية المستوردة من خارج حدود العصر الحديث .لدى جماعة الحوثي القدرة على توليد المبررات للإستمرار في الحرب ولدى السعوديين القدرة على التكيف مع المعطيات الدولية واستثمار تدخلها في اليمن للعام السابع على التوالي .
في ظل كل هذه المعطيات لا يبدو ان اليمنيين يرون ضوءا في نهاية النفق الذي يعيشونه خاصة مع استمرار المعارك التي يخوضونها الحوثيون ورفضهم لأي مبادرات للحل تلوح في الافق حيث يستمرون في تصنيف المجتمع اليمني الى مرتزقة ومنافقين وكفار ويهاجمون الإقليم ودول العالم ويرفضون لقاء المبعوث الأممي السيد مارتن غريفيث .
ولهذا فإن السلام في ظل المعطيات الحالية سوف يظل مهمة صعبة ما لم تكن مستحيلة اذا ما تغيرت موازين القوى على الارض وتستعيد الحكومة اليمنية زمام المبادرة .