أثارت دعوة محافظ محافظة حضرموت اللواء فرج البحسني إلى رفع الجهوزية القتالية في المحافظة لمواجهة الخطر الحوثي ردود فعل مختلفة بين من اعتبرها دعوة صادقة وبين مشكك بها وأن لها مآرب أخرى، خصوصًا وأنه أي البحسني شخصية غامضة يدعي تأييده للشرعية ويواعد الانتقالي وفي نفس الوقت يهيأ نفسه لخيارات أخرى، وهذه الشخصيات المطاطية تمثل عبئًا في السلم والحرب أكثر من كونها فرجًا ومخرجا

نحن ندفع ثمن المراوغات في القضايا الوطنية وتصدر الشخصيات المطاطية للشأن العام ونمر بمرحلة غير معهودة يُمسي الرجل جمهورياً ويُصبح حوثياً إمامياً ويصبح وحدويًا ويُمسي انفصاليًا

الحوثي بأمس الحاجة لرفع معنوياته التي انهارت على مشارف محافظة مأرب وهو الذي أعد العدة واستنفذ كل الوسائل لاقتحام مأرب حشد وجيش وشن حملة مداهمات في المناطق الخاضعة له ضد كل من له علاقة بمأرب ونسج التحالفات الظاهرة والباطنة وروج  الشائعات واتجه صوب مأرب في جولة اعتقد أنها 
ستكون حاسمة
 

الحوثي الذي يحرص على ترسيخ صورته في مخيلة اليمنيين على أنه القوة التي لا تقهر مستعرضًا قمعه للانتفاضات الداخلية وفي مقدمتها انتفاضة حليفه علي صالح في ديسمبر 2017 ومن قبلها مقاومة إب وعتمة ومن بعدها حجور مرورا باستعادته لمرتفعات نهم ومحافظة الجوف في عملية مازال يكتنفها كثير من الغموض، و من ثم نكف الشيخ الغامض ياسر العواضي الذي فر قبل أن تبدأ المعركة تلاحقه كثير من علامات الاستفهام والتعجب، وصولًا إلى عملياته في العمق السعودي، تكسرت صورته على أسوار مأرب 

الحوثي بحاجة إلى طاقة ترفع معنوياته وتبث الرعب بين خصومه ويوظف كل الوسائل لخدمة هدفه هذا ففي أواخر 2019 والمعارك مازالت في نهم وفي حرب نفسية واضحة أوعز لعناصره بالمنظمات الإنسانية الدولية لنشر وتوزيع خريطة تحدد مسارات ومخيمات للنازحين في حضرموت والمهرة بديلة لمخيمات محافظة مأرب  

لا أشكك هنا بنية محافظ حضرموت فلربما قلب الرجل خياراته خلال زيارته الأخيرة  إلى أبوظبي واكتشف بطريقة ما أن الخطر يقترب منه، ولذلك اعتقد أن من الأفضل له زيارة محافظة مأرب والتنسيق مع السلطة المحلية بشكل رسمي فمأرب اليوم هي حائط الصد عن حضرموت والمحافظات الجنوبية ككل وما بعد مأرب لن تخوض لا حضرموت ولا غيرها أي معركة مع الحوثي وبطقم عسكري واحد سيصل الحوثي إلى الغيضة وليس حضرموت ويردد صرخته من على سواحل بحر العرب وبالتأكيد لن ينسى أن يحدد وجهته التالية