لم يكن الهروب مذموما !
الساعة 07:19 م
نزح ملايين العراقيين تحت وطأة الحرب التي شنت على العراق في العام 2003 م فر كبار قيادة الجيش والدولة والحزب الحاكم وهرب ملايين المواطنين خارج الحدود وتوزعوا بين المهاجر من فلندا إلى إستراليا ..عاد البعض خلسة وتمكنوا من تنظيم جيوب للمقاومة كبدت الأمريكيين وحلفائهم الكثير .
 
هرب البعض وأختفى البعض داخل البلد لأنه كان مطلوب دوليا.. كثير ممن لم يتمكن من الهروب كان مصيره الإعتقال أو التصفية وتم مصادرة أملاكهم . 
 
تكرر المشهد مع ملايين من السوريين وتشردوا بين عواصم العالم ووقفوا بين الثلوج لأشهر في نقاط العبور لأشهر  .
 
كان البعض من أبناء جلدتهم الذين يخدمون المشروع الإيراني يسخرون منهم كما سخروا من العراقيين من كبار الدولة والمواطنين على حد سواء ، سخروا من معاناتهم ومن هروبهم وأصبح الوجود في مخيمات الأردن أو تركيا تهمة وسبة وعيب .
 
في شريعة الله يعد البقاء  تحت سيطرت الظالم جريمة في حق النفس لمن لا يستطيع دفع الظلم عن نفسه وكما توضح هذه الآية الكريمة في حكم من أجبروا على الخروج من بلدهم (إن الذين تتوافاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا )
 
في اليمن جزء من المعركة التي تخوضها الشرعية اليمنية مذُ سنوات الحرب ، هي الحرب النفسية التي تهدف لتحطيم معنوياتها وفت عزيمتها وعزيمة المؤمنين بها ، كانت تهمة الهروب جزء من هذه الحرب .
 
يظهر المرتبطون بإيران حنقهم الشديد من إفلات قادة كبار في الشرعية من أيديهم كانوا يريدوا لهم المصير الذي حصل لصدام حسين ورفاقه وابناءه ..لكل خصومهم ، ولكل من يظنون انه حجر عثرة أمام مشروعهم الطائفي. 
 
 
هرب الرئيس هادي وعلي محسن وعدد من الوزراء كما يزعمون نعم ..من يستطيع أن يستغل الظروف الدولية والإقليمية فليفعل وقد فعل الحوثيون ذلك فضربوا خصومهم مستغلين الدعم الدولي والإقليمي آنذاك واعتبروا ذلك ذكاء خارق منهم لكن سرعان ما تنقلب الموازين .
 
يؤجل بعض القادة معاركهم للوقت المناسب فيبنون جيوشا وقوات ثم يخوضون معاركهم بكل شجاعة واقتدار ..
 
في معظم الأحيان يعود الهاربون ليحسموا المعركة لمصلحتهم خاطب شارل ديجول الفرنسيين موجها لهم نداءه الشهير قائلا : أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نيران الاحتلال الغاشم الجاثم على صدره ؛كان كلامه أشبه بكلام قائد يمني وهو يخاطب الإنقلابيين لن يطول غيابنا ولن تدوم فرحتكم..
 
ديجول كان قائدا لأكبر فرقة في الجيش الفرنسي لكنها لم تصمد أمام النازيين الذي أجتازوا خطوط ماجينو وهرب خارج فرنسا ليقيم لدى تشرشل في بريطانيا بطلب العون والمساعدة. 
 
انقسمت فرنسا إلى قسمين قسم يؤيد المارشال بيثان الذي كان يقود حكومة عميلة أو حكومة فيشي(اسم المدينة ) وقسم يؤيد حكومة المنفى الذي يقودها الجنرال ديجول الذي كان بيثان يحاكمه غيابيا بتهمة الخيانة العظمى وتدور الأيام وتتبدل الأدوار ومن باريس يحاكم بيثان بالخيانة حضوريا. 
 
لم يكن الهروب مذموما إلا في قاموس من كانوا يريدون القبض عليه أو المرتبطين بهم من الكتائب الإلكترونية أما وهو تحرفا لقتال فنعم هو وإن طال ..
 
لو لم تفعل قيادة الشرعية ، لكنا الآن نبحث عن مظلة لإستعادة الدولة ، والعالم كله يعتبرك مجرد متمرد على سلطة فرضت نفسها وانشبت مخالبها في كل شبر ، لنا أيضا نتجرع كؤوس الذل الوانا ونحن كل يوم نسمع عن محاكمة وإعدام رؤوس الدولة بتهمة الخيانة العظمى. 
 
نعم تمكنا من الهروب من أرض الهزيمة إلى أرض ملائمة لصناعة النصر وهكذا من كانوا بالأمس عربا هاربة في نظر خصومهم هاهم اليوم عربا محاربة في نظر الجميع .
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن