عن رحيل المناضل السلال!
الساعة 02:49 ص

"جوع وفقر ومرض وأذيّه، الناس معاد يتحملوش!!"

ذهب فقيد اليمن الكبير اللواء علي عبدالله السلال شاكياً إلى القاضي النبيل عبدالله علي النجار، رئيس شعبة المحكمة الجزائية المتخصصة، بعد أن عاث الكهنوت السلالي بمنازل أول رئيس للجمهورية، فكان الجواب الفصل من القاضي النجار أن ما تقوم به العصابات الكهنوتية لاعلاقة له بالقضاء اليمني، وإنما انتقام من كل من له صلة بالجمهورية والثورة السبتمبرية.

كم هي كمية المرارة في حديثه والوجع الذي ينبعث من بين كلمات هذا القيل اليماني الأصيل، الذي قاتل من أجل الأمة اليمنية ووهب لها ريعان شبابه، مقاتلاً جمهورياً صلباً، ووطنياً خالصاً متمسكاً بالمبادئ والأهداف والقيم السبتمبرية .

الأمة التي لا تقدّر رموزها ومناضليها أمة ميتة، فقدت شعورها الوطني، واستسلمت لعمليات التغييب لذاتها الوطنية، والتغريب عن جوهر انتماءها وولاءها الوطني إلى انتماءات وولاءات أخرى أو إلى اللا انتماء.

يوم أمس، تم موارة جثمان الثائر السبتمبري اللواء علي عبدالله السلال -رحمه الله- إلى مثواه الأخير بالعاصمة صنعاء، عاصمة الجمهورية المحتلة من قِبل الكهنوت السُلالي. والمؤسف أن جنازة هذا الثائر الكبير ونجل مؤسس الجمهورية الأولى الزعيم الخالد عبدالله السلال، كانت باهتة وعلى غير المتوقع!

العشرات فقط من المحبين للراحل ونهجه الوطني هم الذين حضروا جنازته، فيما غاب الشعب عن هكذا حدث وطني أليم، وكان المفنرض شعبياً أن تخرج صنعاء عن بكرة أبيها في وداع بطل جمهوري خالد، إكراماً له ولنقائه الجمهوري، وتخليداً لدور والده في إخراج اليمنيين مع رفاقه من براثن العصابة السلالية العنصرية.

قبل أسابيع فقط، امتلأ ميدان السبعين بعشرات الآلاف من الناس بدعوة من أحد "المهرجين" على وسائل التواصل الاجتماعي، يُدعى "المومري"، وبعيداً عن كون ذلك الحضور الكثيف طبيعياً في مثل هكذا حالات أم لا، إلا أن غياب الحضور الشعبي عن جنازة بطل جمهوري كبير، عرفتهُ ميادين النضال مقاتلاً شجاعاً، ذائداً عن حق الأمة اليمنية في الحرية والعزة والكرامة، يُعبّر عن مقدار التراجع الكبير في الحس الوطني لدى الكثير من أبناء أمتنا اليمنية!

نعلم أن الكهنوت السلالي لم يرغب في أن يرى تشييعاً مهيباً لهذا القيل الكبير، الذي ساهم مع رفاقه في هدم عرش الكهنوت الإرهابي في أيلول الخالد، ويسوءه أي ذكر لرموز اليمن ومناضليها، ولو بيده القدرة لعمل على اجتثاثهم كليّة من الوجدان الوطني الجمعي.

لكن أن تكون جنازة علم من أعلام اليمن الثوري باهتة إلى هذه الدرجة لا أجد له أي تفسير سوى أن هناك خلل كبير في الذاكرة الشعبية الوطنية، وإعطاب ممنهج لها، فما قيمة أن يتغنى الناس بثورة سبتمبر دون أن يقدّروا رموزها وأقيالها الأحرار، أحياء يرزقون وأمواتا عند ربهم خالدون؟!

رحم الله الفقيد الكبير اللواء علي عبدالله السلال ووالده العظيم وكل رموز الأمة اليمنية الذين وهبوا حياتهم من أجل وطنهم الكبير الشامخ المفدّى.

من صفحة الكاتب على فيسبوك 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن