تتعثر في الشفاه الكلمات ويتخثر مداد الاقلام ان يكتب في رحيل قائد عظيم وشيخ حكيم ومجاهد صلب مثل الهيثمي محمد عشال
برحيله طويت اخر صفحة من جيل الاباء من آل عشال ،،،وهو جيل ما عرفناهم الا منحازين لقيم الحق والخير ،، محبين للناس ،،ساعين للاصلاح في كل درب يسلكونه
رحل الهيثمي عشال كالنخيل باسق الجبين، جذعه ملتصق بتراب الارض قابض على جمر المبادئ،،وطلعه النضيد يفيض علينا فنذوق حلوة ثمره ونتفيأ ظلال اغصانه
رحل الرجل الذي خاض معتركات كثيرة وسلك دروب وعرة ،،، عرفت نضاله مناطق شتى في ارض اليمن من قمم فحمان الى كور العواذل الى جبال ماور وشعاب قعطبة الى جبل جوعر وخبر لقموش وحبيل الضالع الى ،،، الى ،،،
الرجل الذي لم يبالي وقعت المنية عليه ام وقع عليها ،،،، كم طلبها من الباب الذي يريد لكن ابت ان تاتي الا من باب اخر وقد اثقلته السنين رغم كل الاصابات والجروح التي اثخنت جسده
لم يكن ممن يحبون الظهور لكن محبته في القلوب ظاهرة ،،ولم يزاحم قط على المقدمة لكنه كان البدر الذي يفتقد في الليلة الظلماء
اكتب ودمع العين ينهمر والقلب يكاد ان ينفطر على فراق القائد والاب والعم الرحيم الذي ظل يعاملنا بروح الاخ والصديق حتى لكأنك تحس معه ان الفواصل قد ذاب بين الاجيال ،،،
كان الهيثمي عشال رجل من طراز مختلف روح الشباب تسري فيه فتتعلق به قلوب الابناء قبل الاباء
رحل في ظرف عصيب كم كنا بحاجة للرجال من امثاله والبلد تمر بهذه المحنة
كان ممن يجيدون اطفاء الحرائق لا اعلم مشكلة الا وله جهد مقدر في حلها ،،،بلسم يداوي الجراحات ويد حانية تجبر القلوب المنكسرة
يا الله
رحلت الحكمة الصافية
والهمة العالية
والانسانية الضافية
رحل ابونا جميعاً،،،رحل وأنا بعيداً عنه
رحم الله عمي الهيثمي محمد حسين عشال
وأسكنه فسيح جناته وتقبله مع الصالحين من عباده
إنا لله وإنا اليه راجعون
علي عشال
14 نوفمبر2020