لم يعد حلم اليمنيين استعادة الشرعية وطي صفحة الانقلاب والانقلاب المستنسخ .. ما يقارب الست سنوات من سقوط صنعاء المدوي فلو لم يكن هناك تحالف لكان الحوثي قد قضى على يد اليمنييين انفسهم واليوم الشرعية مكبلة باتفاقات دولية واقليمية " استوكهلم واتفاق الرياض سئ الصيت الذي هو نفسه شرعنة للانقلاب الثاني ومع ذلك رضينا بالهم والهم مش راضي بنا ".
اليمنيون بين الجوع والمرض وغياب الامن والدولة ، وغدى حلمهم فقط في انتهاء هذه الحرب العبثة لانها بدون جدوى ولا هدف ولا افق ، اختزل احلام اليمنيين فقط في انتهاء عجلة الحرب المدمرة التي تجذر سلطات الامر الواقع في صنعاء وعدن . وأكدت تماهي كلا من العرب والعجم ضد اليمن المنكوب بحكامه الخونة .
ويضل وهم السلام مجرد سراب ..
شعُور مؤلمْ يدعو للاحباط بفرض واقٍع جديد سيفرز حتماً جملة من التعقيدات بصعوبات إضافية .. كما انه إحساس مؤلم عندما تتأكل اطرافك بخلق معارك هامشية ..
محنة لا توصف وكأنه كابوس انهاء عبقرية المكان ولعنة الزمان .. عندما يتلقى اليمن كل هذا الحقد من بعض ساسته المرتزقة الارخص او جيرانه .. من قبل الحليف المفترض مابين "غدر وتخاذل ونيران صديقة" ..وكأن طرفي التحالف قدر على اليمن .
الإشكال الجوهري في التفكير الجمعي العربي في اليمن وسواها أن الإنسان العربي غدا يفكر بعقلية حاكمه، ولا يتبين للبعض مدى حجم الفساد والظلم إلا بعد رحيله !
فقد ينظرون لحياتهم وفق رؤية النخب الحاكمة التي يحلو لها الترويج لمثل تلك الثقافات ولم تتجرأ على إطلاق العنان لحرية الفكر بدراسة كل الظواهر وفق رؤية شخصية ومن ثم وطنية في قراءة تاريخهم.
وكأن يمن الايمان والحكمة غدا بلا حكمة .. ولا حتى إيمان .. فقد انقسموا " مِللّ ونِحلّ"شِيعاً وأحزباً ، وكل حزب بما لديهم فرحون ..انقمسوا بين "جلد الذات" و"عبادة الجلاد " واستبدلوا فاسد بطاغية أكثر فساداً .. المنتصر فيهم مهزوم ، والمهزوم يتلذذ بالانتقام.. فقدان البوصلة .. هو عنوان المرحلة !
نكبة اليمن اليوم هي ان الشعب ضحية التنكيل بالوطن من قبل الغازي "الوطني" والخارجي ، والهزيمة المعنوية الكبرى الذي تلقاها اليمنيين كانت بسبب ركونهم على التحالف ، والعرب قبل العجم !