أختنق..لا أستطيع التنفس!
2020/06/05
الساعة 06:53 م
br />
للخنق أدوات متعددة ووسائل مختلفة، محكومة في استخدامها للواقع الماثل والظروف المحيطة، مارست أمريكا الكثير من الخنق في حق الشعوب الأخرى وفقاً لمصالحها منذ نشأتها الأولى، ومنذ أن حط القادمون من أوروبا أقدامهم في القارة الأمريكية، عملوا بدايةً على إبادة سكانها الأصليين، مروراً باختطاف الأفارقة من قارتهم السمراء والاتجار بهم للعمل معهم كسُخرةٍ وعبيد، وانتهاءً بتصفية نفوذ الدول الاستعمارية في الشرق الأوسط لصالحها عقب الحرب العالمية الثانية وصناعتها للكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية وتدمير بلدانهم.
لم تقم أمة من الأمم على رفاة وجثامين البشر كما قامت أمريكا، عرضت نفسها للعالم على أنها بلد الحريات والتعدد العرقي ومهبط حقوق الإنسان، غير أن نشأتها كانت على أسس رأسمالية مادية بشعة، صنعت كل أدوات القوة والدمار الشامل حتى غدت الأظافر الحديدية التي خدشت بها الوجوه الحضارية لكل الأمم التي زحفت من أعماق التاريخ، شعوراً منها بالنقص لأنها سلخت نفسها عام 1776م من العالم العريق، ومارست الإرهاب كله والقسوة كلها ضد باقي الأمم والشعوب الأخرى.
لغة العنجهية التي بدت على جسد الرئيس الأمريكي روزفلت إبان الحرب العالمية الثانية مستمتعاً باحتراق هيروشيما وناجازاكي بالقنابل النووية، هي نفسها التي ظهرت على جسد بوش الإبن إبان تدمير أرض الرافدين "العراق"، وهي نفسها التي يظهرها ترامب اليوم في كل خطاب وعند كل لقاء لابتزاز الدول وتدمير باقي الأعراق في أمريكا المشتعلة بالمظاهرات ضد العنصرية العرقية المقيتة.
أبدت المظاهرات الأخيرة في المدن الأمريكية حقيقة النظام الأمريكي جيشاً وشرطة بعد مقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية "جورج فلويد" خنقاً من قبل ضابط أمن أمريكي أبيض وبطريقة سادية، ضغط بركبته وبثقل جسده مستمتعاً على رقبة الضحية المكبّل الملقي على الأرض وهو يصيح "أكاد أختنق برو" بمعنى أخي لو سمحت لا أستطيع التنفس، غير أن الضغط لمدة تسع دقائق كان كفيلاً بتوقف قلب الرجل حتى فارق الحياة وأخذوه جثةً هامدة، حادثة تجلت فيها أمريكيا بأبشع صورها، وتلاشت تضحيات "مارتن لوثر كنغ" الذي قدم روحه دفاعا عن الحقوق والحريات، ورفضا للعنصرية العرقية للبيض ضد أقرانهم ذوي الأصول الأفريقية والوجوه السمراء.
وفي حادثةٍ أخرى أثارت السخرية والضحك عندما اتجه اثنان من رجال الشرطة إلى أحد الجالسين من الأصول الأفريقية في أحد المقاهي مستمتعاً بقهوته يمتص السيجار يريدون اعتقاله، خاطبهم ما الأمر وهو ينفخ دخانها في الهواء أجابوه متهم بإثارة الشغب رد عليهم متأكدين قالوا له نعتقد، ضحك الرجل، كتفوه إلى الخلف، بعدها ذهبوا لتفتيشه وجدوا في جيب بنطلونه الخلفي محفظة تحمل هويته، صُعقوا عندما اكتشفوا أنه جنرالاً في الجيش الأمريكي، سريعاً فكوا وثاقه استدعى المسؤول عليهم وسحب بطائقهم العسكرية وتوعدهم برفع الدعوى ضدهم بجرم إهانة ضابط في الجيش الأمريكي وإيقاع العقاب بحقهم.
شفعت له بطاقته وصفته العسكرية لديهم ولم تشفع له مواطنته ولا إنسانيته ولا حقه في الحرية كإنسان، الاحتقان الذي يعيشه المجتمع الأمريكي وتكرر مثل تلك الحوادث وارتفاع منسوب الخطاب العرقي من قبل شريحة كبيرة من الشعب الأمريكي، وفي خطابٍ من قبل رأس النظام ترامب الذي وصل إلى السلطة بدوافع عرقية وعنصرية أيضاً، خطاب يضجُّ بالنعرات والكره يقوم على أساس اللون والدين والعرق والمكانة المادية والاجتماعية، ويهدد بالانفجار الأمريكي في أي وقت، هذه هي الدولة التي جذبت أنظار العالم وهواهم وباتت الهجرة إليها حلم الكثير من سكان الأرض، كونها بلد الحرية والعدل والمساواة بين كل الأعراق دون تمييز.
الجواز الأمريكي والقوة المفرطة التي استخدمها الأمريكيون لإرهاب العالم هما العاملان الرئيسان اللذان أعطيا أمريكا القيمة والهيبة في نظر كل من لم يعرف حقيقة أمريكا الوحش الأكبر في غابات العالم المضطرب.
وفي بلدان العالم الثالث، كانت قسوة الأنظمة ومصادرتها للحريات هي التي جعلت الناس يسلكون كل الطرق للهجرة إلى أمريكا، وبحسب إفادة الكثير من المغتربين اليمنيين هناك، أن القارة الأمريكية هي عبارة عن "كنتونات" بيوت خشبية يعيش فيها أغلبية الشعب الأمريكي مع الفئران والزواحف وقلة قليلة من الاقطاعيين الذين يمتصون أمريكا والعالم ولوبياتها في كل مكان، فارق صرف العملة وشعور الناس بالظلم والقهر في بلدانهم دفعهم للقبول بالعيش في الأجواء المليئة بالقلق المادي والتمييز العنصري.
وفي الوقت الذي كانت أمريكا تدَّعي أنها المسؤولة عن تطبيق مبادئ الحرية والحقوق الانسانية في العالم علناً، اتضح اليوم أنها أكثر بشاعةً واضطهاد، وباتت تهتز وتعصر عيونها خوفاً من صعود المارد الصيني ومَكنَتَهُ الصناعية واتساع نفوذها الاقتصادي حول العالم، القوى الناعمة الغازية للعالم بات الاقتصاد، وليست الصواريخ العابرة للقارات والسفن الحاملة للطائرات وانتشار قواعد الخوف والإرهاب حول العالم.
عرف العالم أمريكا من خلال استخدام القوة المفرطة في الحرب وانتهاب أموال الشعوب وهي عبارة عن شبكة من اللصوص امتلكوا أدوات السطوة التي تجاوزت قدرة الدولة على ضبطهم وكبح جماحهم، إذن العالم اليوم بات قرية وأمريكا اللص الذي يعيث فيه فساداً وحروب، عن طريق نشر أدواتها ووكلاء حروبها داخل الدول وعلى سواحلها وفي البحار والمحيطات الدولية.
أصبحت أمريكا عبارة عن عصابة من اللصوص التي أخافت العالم وأثارت النزاعات بين الشعوب ومن ثم وضعت ركبتها على رقاب الدول طلباً للأموال مقابل الحماية، كي تنفق على 720 قاعدة عسكرية منتشرة في مفاصل البسيطة، أمريكا تهتز إلا إذا ذهبت للحرب مع أي أمة لتغطية ما ظهر من مساوئها وبشاعة خُلُقها وأخلاقها، حينها على العالم أن يتوقع وضعاً مختلفاً ملئ بالقسوة والانقسام.
لم تقم أمة من الأمم على رفاة وجثامين البشر كما قامت أمريكا، عرضت نفسها للعالم على أنها بلد الحريات والتعدد العرقي ومهبط حقوق الإنسان، غير أن نشأتها كانت على أسس رأسمالية مادية بشعة، صنعت كل أدوات القوة والدمار الشامل حتى غدت الأظافر الحديدية التي خدشت بها الوجوه الحضارية لكل الأمم التي زحفت من أعماق التاريخ، شعوراً منها بالنقص لأنها سلخت نفسها عام 1776م من العالم العريق، ومارست الإرهاب كله والقسوة كلها ضد باقي الأمم والشعوب الأخرى.
لغة العنجهية التي بدت على جسد الرئيس الأمريكي روزفلت إبان الحرب العالمية الثانية مستمتعاً باحتراق هيروشيما وناجازاكي بالقنابل النووية، هي نفسها التي ظهرت على جسد بوش الإبن إبان تدمير أرض الرافدين "العراق"، وهي نفسها التي يظهرها ترامب اليوم في كل خطاب وعند كل لقاء لابتزاز الدول وتدمير باقي الأعراق في أمريكا المشتعلة بالمظاهرات ضد العنصرية العرقية المقيتة.
أبدت المظاهرات الأخيرة في المدن الأمريكية حقيقة النظام الأمريكي جيشاً وشرطة بعد مقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية "جورج فلويد" خنقاً من قبل ضابط أمن أمريكي أبيض وبطريقة سادية، ضغط بركبته وبثقل جسده مستمتعاً على رقبة الضحية المكبّل الملقي على الأرض وهو يصيح "أكاد أختنق برو" بمعنى أخي لو سمحت لا أستطيع التنفس، غير أن الضغط لمدة تسع دقائق كان كفيلاً بتوقف قلب الرجل حتى فارق الحياة وأخذوه جثةً هامدة، حادثة تجلت فيها أمريكيا بأبشع صورها، وتلاشت تضحيات "مارتن لوثر كنغ" الذي قدم روحه دفاعا عن الحقوق والحريات، ورفضا للعنصرية العرقية للبيض ضد أقرانهم ذوي الأصول الأفريقية والوجوه السمراء.
وفي حادثةٍ أخرى أثارت السخرية والضحك عندما اتجه اثنان من رجال الشرطة إلى أحد الجالسين من الأصول الأفريقية في أحد المقاهي مستمتعاً بقهوته يمتص السيجار يريدون اعتقاله، خاطبهم ما الأمر وهو ينفخ دخانها في الهواء أجابوه متهم بإثارة الشغب رد عليهم متأكدين قالوا له نعتقد، ضحك الرجل، كتفوه إلى الخلف، بعدها ذهبوا لتفتيشه وجدوا في جيب بنطلونه الخلفي محفظة تحمل هويته، صُعقوا عندما اكتشفوا أنه جنرالاً في الجيش الأمريكي، سريعاً فكوا وثاقه استدعى المسؤول عليهم وسحب بطائقهم العسكرية وتوعدهم برفع الدعوى ضدهم بجرم إهانة ضابط في الجيش الأمريكي وإيقاع العقاب بحقهم.
شفعت له بطاقته وصفته العسكرية لديهم ولم تشفع له مواطنته ولا إنسانيته ولا حقه في الحرية كإنسان، الاحتقان الذي يعيشه المجتمع الأمريكي وتكرر مثل تلك الحوادث وارتفاع منسوب الخطاب العرقي من قبل شريحة كبيرة من الشعب الأمريكي، وفي خطابٍ من قبل رأس النظام ترامب الذي وصل إلى السلطة بدوافع عرقية وعنصرية أيضاً، خطاب يضجُّ بالنعرات والكره يقوم على أساس اللون والدين والعرق والمكانة المادية والاجتماعية، ويهدد بالانفجار الأمريكي في أي وقت، هذه هي الدولة التي جذبت أنظار العالم وهواهم وباتت الهجرة إليها حلم الكثير من سكان الأرض، كونها بلد الحرية والعدل والمساواة بين كل الأعراق دون تمييز.
الجواز الأمريكي والقوة المفرطة التي استخدمها الأمريكيون لإرهاب العالم هما العاملان الرئيسان اللذان أعطيا أمريكا القيمة والهيبة في نظر كل من لم يعرف حقيقة أمريكا الوحش الأكبر في غابات العالم المضطرب.
وفي بلدان العالم الثالث، كانت قسوة الأنظمة ومصادرتها للحريات هي التي جعلت الناس يسلكون كل الطرق للهجرة إلى أمريكا، وبحسب إفادة الكثير من المغتربين اليمنيين هناك، أن القارة الأمريكية هي عبارة عن "كنتونات" بيوت خشبية يعيش فيها أغلبية الشعب الأمريكي مع الفئران والزواحف وقلة قليلة من الاقطاعيين الذين يمتصون أمريكا والعالم ولوبياتها في كل مكان، فارق صرف العملة وشعور الناس بالظلم والقهر في بلدانهم دفعهم للقبول بالعيش في الأجواء المليئة بالقلق المادي والتمييز العنصري.
وفي الوقت الذي كانت أمريكا تدَّعي أنها المسؤولة عن تطبيق مبادئ الحرية والحقوق الانسانية في العالم علناً، اتضح اليوم أنها أكثر بشاعةً واضطهاد، وباتت تهتز وتعصر عيونها خوفاً من صعود المارد الصيني ومَكنَتَهُ الصناعية واتساع نفوذها الاقتصادي حول العالم، القوى الناعمة الغازية للعالم بات الاقتصاد، وليست الصواريخ العابرة للقارات والسفن الحاملة للطائرات وانتشار قواعد الخوف والإرهاب حول العالم.
عرف العالم أمريكا من خلال استخدام القوة المفرطة في الحرب وانتهاب أموال الشعوب وهي عبارة عن شبكة من اللصوص امتلكوا أدوات السطوة التي تجاوزت قدرة الدولة على ضبطهم وكبح جماحهم، إذن العالم اليوم بات قرية وأمريكا اللص الذي يعيث فيه فساداً وحروب، عن طريق نشر أدواتها ووكلاء حروبها داخل الدول وعلى سواحلها وفي البحار والمحيطات الدولية.
أصبحت أمريكا عبارة عن عصابة من اللصوص التي أخافت العالم وأثارت النزاعات بين الشعوب ومن ثم وضعت ركبتها على رقاب الدول طلباً للأموال مقابل الحماية، كي تنفق على 720 قاعدة عسكرية منتشرة في مفاصل البسيطة، أمريكا تهتز إلا إذا ذهبت للحرب مع أي أمة لتغطية ما ظهر من مساوئها وبشاعة خُلُقها وأخلاقها، حينها على العالم أن يتوقع وضعاً مختلفاً ملئ بالقسوة والانقسام.
إضافة تعليق