عن البقرة والشيخ وفبراير!
الساعة 10:00 م

خذوا البقرة ونادوني يا شيخ..اشتهرت هذه العبارة في بعض مناطق اليمن وهي تعود على ما يبدو لشخص استهوته السلطة المجتمعية المتمثلة في "المشيخة" وتمنى أن يناديه الناس "ياشيخ" حتى ولو اخذوا بقرته التي لا يملك سواها، مقابل هذا الوصف البراق، وهكذا هو حال المتحمسين اليوم لثورة فبراير، الوطن يتلاشى ويتجه نحو الضياع وهم عالقون في اللحظة التاريخية لفبراير 2011 وقدسية الحدث وعمقه ومغزاه...

الثورات والحركات والأحزاب والتحالفات كلها وسائل لبناء الأوطان ولا قيمة لها إذا لم تُحقق هذه الغاية العظيمة، وإذا كانت الثورات السابقة على تعثرها تركت لنا مساحات لنحتفل بها فإن فبراير لم تترك لنا ذلك..

صحيح إن الغايات نبيلة والمطالب مشروعة  
 إلا أنها للأسف الشديد لم تتحقق والذي استفاد منها حتى اليوم على الأقل هم الجيران وإيران والطغمة القليلة المنتفعة مما آلت إليه الأحداث، فيما عامة الشعب يعيشون معاناة لم يسبق لها مثيل، ومستقبل الوطن برمته على كف عفريت، واعتقد أن أي شخص سوي لو كان يعلم أن الأمور ستصل إلى ما وصلت إليه اليوم لما شارك فيها ولما خرج إلى ساحتها بل ولوقف ضد من قاموا بها..

يجب أن نعترف أننا وقعنا في فخٍ كبير لا أول له ولا آخر 
وأن السبب الرئيس فيما وصلنا إليه ليس علي عبدالله صالح كما يحلو للبعض اقناعنا بذلك فصالح بالتأكيد لم يكن صالحا ولو كان كذلك لما خرجت تلك الاحتجاجات بكل زخمها الجماهيري ضده وعائلته، وهانحن اليوم نجني ثمار مازرعه خلال أكثر من ثلاثة عقود، وكذلك الحال بالنسبة للحوثي فلا خلاف على حمقه وإجرامه، ولو كان فيه خير لما قامت ثورة قبل ستة عقود ضد أجداده ومشروعهم الإمامي المقيت..

السبب الرئيس في اعتقادي هم الذين تصدروا المشهد الثوري واستحوذوا عليه دون رؤية ولا بصيرة سواء تحت مسمى اللقاء المشترك أو المجلس الوطني بمختلف انتمائاتهم السياسة والفكرية من يدعي منهم الصلاح والورع والتقوى قبل من اشتهر بفساده وفشله..
إذ أنهم لم يكونوا أمناء على أحلام الناس وتطلعاتهم ولم يمتلكوا القدرة على قيادة وإدارة المشهد واتضح أنهم بلا مشروع وطني وكل ما كان يجمعهم هو كرههم لصالح فيما هم يكيدون لبعض ويتربصون ببعض أنانيون أضاعوا الوطن بسوء تدبيرهم، ولكم أن تتخيلوا أن اللقاء المشترك أهم تكتل سياسي ربما على مستوى الوطن العربي كان من أسباب تفككه عطست عفوية لمرافق رئيس حزبٍ ما في وجه رئيس حزب آخر الأمر الذي أعتبره الأخير استهدافاً ممنهجاً خصوصا أنه كان وما يزال مسكونا بفوبيا الاغتيالات والمؤامرات..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن