معارك نهم والجوف..خيانة الجغرافيا!
الساعة 08:21 م

 

الجيش و الحوثي في نهم و مارب و الجوف يتقاتلان اليوم  بطريقة مختلفة عن المعركة السابقة  ..فأفراد الجيش بسبب توقف الحرب منذ اتفاق استكهولم و قبله ..جيش لاميليشيا ،تهاجم بشكل مغامر و خاطف كعمليات الكومندوز او لعبة البوبجي .. فالكتيبة تظل لسنوات في مواقعها لحراستها ..

قد تتساءل و لماذا الحوثي يتحرك بهذا الشكل السريع ؟
الاجابة ببساطة ..لأن الحوثي يهاجم باستراتيجية جديدة وتخطيط و خطط و خرائط كاملة عن مواقع للجيش ..و من وفرها له بالتأكيد قوة تعرف كل سجلات و عمليات و تحركات الجيش اليومية ، و ظروف كل كتيبة في مواقعها ، الى درجة اسماء من يذهبون لاحضار التغذية، جهة تريد تأديب الجيش الذي ساند شبوة وعدن وافشل مخطط سيطرة ميليشيا على كل الجنوب..
البعض قد يعتقد ان قيادات الكتائب هي من تنازلت و امرت بالانسحاب بدون سبب حقيقي  ، هذا يمكن ان تقول له ببساطة انت لاتعرف الجبهة ، ومايعنيه ان تقاتل دون اسناد ولساعات طويلة  فيما خصمك يدفع بالمقاتلين من كل جهة مهما كانت ضحاياه..لاتعرف معنى ان يقاتل الرجل حتى تنفذ مؤنته ، و تحترق يده من حرارة سلاحه .. ولا تعرف معنى ان تنسحب من موقعك مضطرا وهو المكان الذي حرسته سنين و سقته دماء رفاقك الذين كنت تتسامر معهم عن احلام العودة للديار .. قاتل افراد الجيش ببسالة و فداء واحترافية ونجحوا في صد هجمات الخصم لساعات و ايام لكن لا امدادات ، وشبكة تواصلهم مخترقة ، شبكة تأتي منها احيانا توجيهات تأمرهم بالتوجه لاماكن مختلفة ، بشكل مربك ..و تنتهي مؤنتهم و هم منتظرون الاسناد الجوي و البري ،  حتى حين وصلت امدادات القبائل الكبيرة لم تتمكن قيادات المناطق العسكرية بسبب الارباك من توزيعها..لأن كل موقع على امتداد مئات الكيلومترات من غرب نهم حتى صرواح ينادي بأن هجوما مفاجئا يتعرض له ..واضافة الى غياب و انقطاع التواصل مع قيادة عمليات الجيش بشكل صحيح ، و التخوف من تعرض الامدادات لكمائن او حتى لضربات جوية سواء من التحالف كأخطاء محتملة في معركة كهذه .. او طائرات الحوثي المسيرة بشكل احترافي ..
المساحة الواسعة والجغرافيا المخيفة تحولت ايضا لعوائق امام تحركات الجيش ، علما انها مساحات كان  ينبغي ان تسند  بتكتيك مبكر منذ شهور و يصنعه الحوثي وهو حماية المساحة الكبيرة بالغام يعرف خرائطها افراد الجيش لتعيق اي تسلل من العدو ..
حين يقارن الناس قتال في مارب و الجوف تلك المساحة التي تعدل مساحات تعز و الضالع ثلاث مرات ، فهم يقارنون مدن ومساحات محددة يمكن تغطيتها بعدد كاف ، يتكلمون عن مساحة مدينة و مداخلها او قرية و مخارجها مساحة محددة ، وليست مساحة مفتوحة كتلك الصحاري و الجبال الواسعة  ، لايغطي فراغاتها الا طيران ..وفي هذه المعركة الدائرة بنهم و مارب و الجوف  الحوثي هو من يمتلك طيران مسير يهدد المقاتلين الوطنيين و يصور مواقعهم ايضا بدقة ،  و هو مايعني انقلاب الآية ..
الكرة كانت و لاتزال بيد قيادة الاركان و الدفاع و الرئيس و نائبه ، و هم من قصروا او تخاذلوا امام ضغوط السعودية و الامارات .. ولايزال بامكانهم فعل الكثير ، ان لم يكن قرار السعودية معاقبة مارب و الجوف ، على مساندتها لجيش الشرعية في شبوة وحضرموت و ابين ..

من صفحة الكاتب على فيسبوك

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن