الحرب اليمنية بين فشلين!
2019/12/16
الساعة 11:06 ص
�لى خلاف عادته بداء المبعوث الدولي لليمن مارتن غريفت متشائماً في تصريحاته وآخر إحاطة ، بينما كان منذ توليه المهمة خلفا لسلفه ولد الشيخ يستفز مشاعر اليمنيين بالمبالغة في تعبيره عن تفاؤله بمسوغات غير مبررة وغير منطقية بالنظر للازمة اليمنية المتفاقمة منذ ان تواطأت الامم المتحدة والمجتمع الدولي برمته عربا وعجم لاسقاط صنعاء بداء بجمال بن عمر وانتهاء بمارتن غريفت الذي يراد منه عربيا ان يشرعن الانقلابين الاول في صنعاء والمستنسخ في عدن ، لكن ثمة مسوغات قانونية وسياسية لم يحن اوانها للافصاح لدول الاقليم عنها رغم ان الجميع يعمل لهذه الغاية منذ ما قبل سقوط العاصمة اليمنية الاولى عدن ومحاكاة ما يسمى بالمجلس الانتقالي بنسخة مستحدثة وبإسناد واضح من التحالف العربي نفسه مهما تباينت الرؤى المعلنة لطرفي التحالف التي غدت مجرد مناورات وتبادل أدوار مصطنعة وبداهة تضل الاهداف والغايات موحدة بدليل اصرارهما على اضعاف الشرعية التي يفترض انها دمرت اليمن لخمس سنوات وعلى مدار الساعة بمسمى استعادة الشرعية ومن سخرية الأقدار ان استنساخ انقلاب آخر لتجذر سابقه يدحض حجة كل من يراهن على التحالف او ان بين طرفي التحالف اراء متباينة .. والاصح هو مجرد إضاعة للوقت وتمييع مواقف الشرعية المنهكة والضعيفة اصلاً .
سواء كان مصادفة او خططا له بأن تحل ذكرى مرور عام على اتفاق استوكهلوم متزامنا مع مرور شهر واكثر على توقيع اتفاق آخر ما سمى باتفاق "الرياض" والذي ولد ميتاً لأنه اول تفاوض يجى بدون التقى المتفاوضين انفسهم وانما عبر الوسيط السعودي مجبرين لا مخيرين .
وطبيعي ونتيجة لتلك المقدمات كانت النتائج متوقعة فلم يتحقق شئ من بنود ذلك الاتفاق اليتيم باستثناء ارسال رئيس الحكومة لصرف مرتبات الميلشيات التي تداب على طرد الحكومة الشرعية وكل ما يتعلق بالدولة اليمنية . وبمجرد اتمام مهمة المرتبات طلب من رئيس الحكومة الرحيل ووصفه بأنه بقائه غير "شرعي" على اعتقاد بأن اتفاقهم المضحك قد منحهم الشرعية .. تماما مثل ذلك المخبول الذي يقول النكته البايخة ثم يضحك لها !
ما سمى ب " اتفاق الرياض " كما هو سابقه في السويد وقبلهما اتفاق السلم والشراكة الذي وقع غداة سقوط صنعاء قبل اكثر من خمس سنين ولم نرى لا اتفاق ولا سلم ولا شراكة بل اسقاط مدن ومن ثم مناورات على الحدود السعودية وكأنهم يستدعون التحالف لثبيت حكمهم لانه حركة الحوثي هي المستفيد الاول من ما يسمونة ب " العدوان" لانه ببساطة كلا منهما أي حركة ميشليا الحوثي وتحالف السعودية والامارات كلا منهما يسوغ للاخر للتنكيل باليمن فالاول تحت مسمى استعادة الشرعية ومحاربة "الفرس المجوس" ، والحوثي تحت مسمى "مقارعة العدوان والصمود" ..
نستنتج من ذلك بأن أي اتفاق تحت ضغوط محلية او إقليمية بدون قناعات لكل الاطراف يزيد القضية تعقيدا وكأنه ترحيل للصراع لجولات محتملة تنتظر اقرب شرارة لاندلاعها .
استدرجت الشرعية لمارثون التفاوض الخادع بداء بمفاوضات جنيف الاولى والثانية ومفاوضات من حرب تلد أخرى الى اتفاق يلد آخر ومرجعية تفرز مرجعيات .. كسبنا مرجعيات واتفاقات وخسرنا وطن وتدمير بلد وانتهاء حلم بنا دولة مدنية.
ولا يستبعد ان يأتي وقت بتفاعل تداعيات كل هذه المرجعيات والاتفاقيات لتصنع واقع جديد آخر لازال في علم الغيب !
اثببت يوميات المشهد اليمني خلال بضعة سنوات مضت بأن أي اتفاق يتم التوصل اليه بقوة السلاح وعلى اسنة الرماح وبلا قناعات وطنية وضغوطات محلية او اقليمية لا يثمر سلاما بل يؤسس لصراع قادم لا محاله ويكون بمثابة اعادة تموضع فأذا كان اتفاق السلم والشراكة بمباركة خليجية وضوء اخضر لإسقاط صنعاء فأن اتفاق الرياض وعلى خلفية الوضع الهش للدولة اليمنية المرتهنة في الخارج فالمشهد أذا كان قبل الاتفاق طرف في الداخل فرض سيطرته بالقوة ويسير في اتجاه شرعنته فأن الطرف الأضعف وهي الشرعية ستزداد ضعفا بتقاسم هذا الوهن مع طرف اكسر ارتهانا للاقليم من الطرف الانقلابي الاول.
وهكذا بدون قناعات ولا رضاء شعبي يغدو أي اتفاق مفترض وفق هذه الرؤى نموذجا يقتدى لمن تسول له نفسه مستقبلا خلق واقع مضاف ليشرذم اليمن لبراكين قد تقذف حممها ليس لليمن فحسب بل والمنطقة بأكملها ، فاليمن قادم على انفجار كبير قادم لامحالة وفق هذه المسوغات.
إذا كان خروج الرئيس ومعاونية من صنعاء لعدن بغرض استعادة الدولة فلماذا غادر اليمن اصلا وكان بالامكان البقاء في أي بقعة يمنية حتى بعد وصوله للمنفى .
معلوما بأنه ومنذ اكثر من اربع سنوات أي غداة ما سمى بتحرير 80% وهو نحو ثلثي اليمن بعيدا عن اجواء الحرب بل وحتى الحراك الانتقالي الانقلابي ليس مسيطرا حتى اليوم على كل محافظات الجنوب لكن الحكومة الشرعية عاجزة عن اتخاذ أي نقطة او مدينة جنوبية مقرا لها ليس خشية من ميلشيا الانتقالي بل ان التحالف نفسه لا يحبذ ذلك لمزيدا من امتهان الشرعية واضعافها للتأكل شعبيتها شمالا وجنوباً!
اتفاق الحديدة لم يحقق أيا من بنوده حيث سجلت المحافظة سقوط أعلى حصيلة للضحايا منذ توقيع اتفاق ستوكهولم بين الحكومة الشرعية والحوثيين.
وفي بيان مشترك وقّعت عليه منظمات العمل ضد الجوع، وكير الدولية في اليمن، والمجلس الدنماركي للاّجئين، ومنظمة هانديكاب الدولية، والإغاثة الإسلامية، وهيئة الإغاثة الدولية. ورد فيه :
إنّ محافظة الحديدة الواقعة على الساحل الغربي لليمن، شهدت سقوط أعلى حصيلة للضحايا منذ توقيع اتفاق ستوكهولم بين الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وجماعة أنصار الله الحوثية الموالية لإيران قبل عام.
كما وقّعت على البيان المشار اليه منظمة انترسوس، ومنظمة أطباء العالم الفرنسية، والمجلس النرويجي للاجئين، وأوكسفام، والطوارئ الدولية الأولى، وسيفرورلد، ومنظمة رؤيا أمل، ومنظمة زُوَا.
وقال البيان إنّه بعد مرور عام على توقيع اتفاق ستوكهولم “تظلُّ الحُديدة أكثرالمحافظات خطرا بالنسبة للمدنيين في اليمن و خلال 2019 وسقط فيها ربع من قتلوا في أنحاء اليمن كما تم تهجير 395 ملف خلا العام نفسه.
وفي هذا السياق قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه بعد مرور عام على توقيع اتفاقية ستوكهولم، لا يزال الوضع الإنساني في اليمن كارثياً، ويحتاج أكثر من 24 مليون شخص من بين 30 مليون شخص إلى المساعدات، أي ما يقدر بنحو 80 % من السكان.
وحسب اللجنة الدولية أن الصراع الواسع النطاق والتدهور الاقتصادي الحاد وانعدام الأمن الغذائي وانهيار الخدمات العامة الأساسية في اليمن تؤثر سلباً على الصحة الجسدية والعقلية للسكان .
* كاتب وسفير في الخارجية اليمنية
سواء كان مصادفة او خططا له بأن تحل ذكرى مرور عام على اتفاق استوكهلوم متزامنا مع مرور شهر واكثر على توقيع اتفاق آخر ما سمى باتفاق "الرياض" والذي ولد ميتاً لأنه اول تفاوض يجى بدون التقى المتفاوضين انفسهم وانما عبر الوسيط السعودي مجبرين لا مخيرين .
وطبيعي ونتيجة لتلك المقدمات كانت النتائج متوقعة فلم يتحقق شئ من بنود ذلك الاتفاق اليتيم باستثناء ارسال رئيس الحكومة لصرف مرتبات الميلشيات التي تداب على طرد الحكومة الشرعية وكل ما يتعلق بالدولة اليمنية . وبمجرد اتمام مهمة المرتبات طلب من رئيس الحكومة الرحيل ووصفه بأنه بقائه غير "شرعي" على اعتقاد بأن اتفاقهم المضحك قد منحهم الشرعية .. تماما مثل ذلك المخبول الذي يقول النكته البايخة ثم يضحك لها !
ما سمى ب " اتفاق الرياض " كما هو سابقه في السويد وقبلهما اتفاق السلم والشراكة الذي وقع غداة سقوط صنعاء قبل اكثر من خمس سنين ولم نرى لا اتفاق ولا سلم ولا شراكة بل اسقاط مدن ومن ثم مناورات على الحدود السعودية وكأنهم يستدعون التحالف لثبيت حكمهم لانه حركة الحوثي هي المستفيد الاول من ما يسمونة ب " العدوان" لانه ببساطة كلا منهما أي حركة ميشليا الحوثي وتحالف السعودية والامارات كلا منهما يسوغ للاخر للتنكيل باليمن فالاول تحت مسمى استعادة الشرعية ومحاربة "الفرس المجوس" ، والحوثي تحت مسمى "مقارعة العدوان والصمود" ..
نستنتج من ذلك بأن أي اتفاق تحت ضغوط محلية او إقليمية بدون قناعات لكل الاطراف يزيد القضية تعقيدا وكأنه ترحيل للصراع لجولات محتملة تنتظر اقرب شرارة لاندلاعها .
استدرجت الشرعية لمارثون التفاوض الخادع بداء بمفاوضات جنيف الاولى والثانية ومفاوضات من حرب تلد أخرى الى اتفاق يلد آخر ومرجعية تفرز مرجعيات .. كسبنا مرجعيات واتفاقات وخسرنا وطن وتدمير بلد وانتهاء حلم بنا دولة مدنية.
ولا يستبعد ان يأتي وقت بتفاعل تداعيات كل هذه المرجعيات والاتفاقيات لتصنع واقع جديد آخر لازال في علم الغيب !
اثببت يوميات المشهد اليمني خلال بضعة سنوات مضت بأن أي اتفاق يتم التوصل اليه بقوة السلاح وعلى اسنة الرماح وبلا قناعات وطنية وضغوطات محلية او اقليمية لا يثمر سلاما بل يؤسس لصراع قادم لا محاله ويكون بمثابة اعادة تموضع فأذا كان اتفاق السلم والشراكة بمباركة خليجية وضوء اخضر لإسقاط صنعاء فأن اتفاق الرياض وعلى خلفية الوضع الهش للدولة اليمنية المرتهنة في الخارج فالمشهد أذا كان قبل الاتفاق طرف في الداخل فرض سيطرته بالقوة ويسير في اتجاه شرعنته فأن الطرف الأضعف وهي الشرعية ستزداد ضعفا بتقاسم هذا الوهن مع طرف اكسر ارتهانا للاقليم من الطرف الانقلابي الاول.
وهكذا بدون قناعات ولا رضاء شعبي يغدو أي اتفاق مفترض وفق هذه الرؤى نموذجا يقتدى لمن تسول له نفسه مستقبلا خلق واقع مضاف ليشرذم اليمن لبراكين قد تقذف حممها ليس لليمن فحسب بل والمنطقة بأكملها ، فاليمن قادم على انفجار كبير قادم لامحالة وفق هذه المسوغات.
إذا كان خروج الرئيس ومعاونية من صنعاء لعدن بغرض استعادة الدولة فلماذا غادر اليمن اصلا وكان بالامكان البقاء في أي بقعة يمنية حتى بعد وصوله للمنفى .
معلوما بأنه ومنذ اكثر من اربع سنوات أي غداة ما سمى بتحرير 80% وهو نحو ثلثي اليمن بعيدا عن اجواء الحرب بل وحتى الحراك الانتقالي الانقلابي ليس مسيطرا حتى اليوم على كل محافظات الجنوب لكن الحكومة الشرعية عاجزة عن اتخاذ أي نقطة او مدينة جنوبية مقرا لها ليس خشية من ميلشيا الانتقالي بل ان التحالف نفسه لا يحبذ ذلك لمزيدا من امتهان الشرعية واضعافها للتأكل شعبيتها شمالا وجنوباً!
اتفاق الحديدة لم يحقق أيا من بنوده حيث سجلت المحافظة سقوط أعلى حصيلة للضحايا منذ توقيع اتفاق ستوكهولم بين الحكومة الشرعية والحوثيين.
وفي بيان مشترك وقّعت عليه منظمات العمل ضد الجوع، وكير الدولية في اليمن، والمجلس الدنماركي للاّجئين، ومنظمة هانديكاب الدولية، والإغاثة الإسلامية، وهيئة الإغاثة الدولية. ورد فيه :
إنّ محافظة الحديدة الواقعة على الساحل الغربي لليمن، شهدت سقوط أعلى حصيلة للضحايا منذ توقيع اتفاق ستوكهولم بين الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وجماعة أنصار الله الحوثية الموالية لإيران قبل عام.
كما وقّعت على البيان المشار اليه منظمة انترسوس، ومنظمة أطباء العالم الفرنسية، والمجلس النرويجي للاجئين، وأوكسفام، والطوارئ الدولية الأولى، وسيفرورلد، ومنظمة رؤيا أمل، ومنظمة زُوَا.
وقال البيان إنّه بعد مرور عام على توقيع اتفاق ستوكهولم “تظلُّ الحُديدة أكثرالمحافظات خطرا بالنسبة للمدنيين في اليمن و خلال 2019 وسقط فيها ربع من قتلوا في أنحاء اليمن كما تم تهجير 395 ملف خلا العام نفسه.
وفي هذا السياق قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه بعد مرور عام على توقيع اتفاقية ستوكهولم، لا يزال الوضع الإنساني في اليمن كارثياً، ويحتاج أكثر من 24 مليون شخص من بين 30 مليون شخص إلى المساعدات، أي ما يقدر بنحو 80 % من السكان.
وحسب اللجنة الدولية أن الصراع الواسع النطاق والتدهور الاقتصادي الحاد وانعدام الأمن الغذائي وانهيار الخدمات العامة الأساسية في اليمن تؤثر سلباً على الصحة الجسدية والعقلية للسكان .
* كاتب وسفير في الخارجية اليمنية
إضافة تعليق