يوم السادس والعشرين من سبتمبر اليوم الذي ليس كمثله يوم في تاريح اليمنيين ، يوم أن اعتلى الشعبُ اعلى مراتب النضالِ والتضحية ليبلغ َذرى العزة وقمتها ، و ينسجُ من تضحياتِ ابنائة وصمودِهم لوحات الحريةِ والكرامةِ التى غُيبت لردحٍ من الزمن على ايدي نظام ٍكهنوتي بائد.
فالثورة العظيمة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ، لم تكن وليدة َاللحظةَ بل كانت نتاج ٌلتراكماتٍ سياسيةٍ واجتماعيةٍ كبيره .عانى منها الشعب من ثلاثية الفقر والمرض والجهل حيث بلغت الفاقة مبلغا لا يطاق، فقد استأثر الحاكمون بكل خيرات البلاد وعمدوا الى تجهيل الشعب ، كي يسهلَ عليهم السيطرة والاستحواذ على السلطه فكانت الاميه المتمثلة بالقراءة والكتابه بلغت مستويات مرتفعه. حيث يحضى بالتعليم الا اولو المقاعد المقربه من سندة الحكم . حيث عاشت اليمن في جزءها الشمالي عزلة عن محيطها الاقليمي والدولي،،
فكان لزاماً على اليمنيين ان ينفضوا عنهم غبار الازمنة الداكنة وان يصنعوا يومهم المشهود،، وقد صنعوه ايما صنعة ورسموا المعالم الثورية الهادية الى سبل كرامتهم. وتمثلوها بأهداف سته كانت وستظل عنوان لما يصبوا اليه اليمنيين ويعملون على تحقيقها.
ونتيجة لكل المآسي التي عانا منها الشعب ، كان من الحتمية بمكان تحديد يوم الخلاص فكان صبيحة يوم الخميس السادس والعشرين من سبتمبر من عام 62 ففي هذا اليوم كان علي عبد المغني ورفاقه من الضباط الاحرار قد اعدوا عدتهم ليعيدوا أبجدة التأريخ ، وترتيب حروفه ليتناغم و سيمفونية النضال التي صاغوا الحانها على اوتار الكرامة الابدية ،بحروف يمنية خالصة ، وبأيدي عظماء من ابناء اليمن الذين كان لهم فضل السبق في ازالة الكابوس الذي جثى على صدر اليمن ،اذ نادى منادي الثورة ان لاعاصم لك اليوم من امر الشعب ولا جبل سيأويك من امر ثورتنا، ولا منجي لك من ارادة الشعب احد،،،
ما إن انفجرت شرارة الثوره في صنعاء ، و بعام يتلو الحدث العظيم ، وتحديدا في الرابع عشر من اكتوبر من عام 63 عانق (نقم صنعا شمسان عدن ) واتفقا على ان المستعمر عليه ان يرحل مذموما مدحورا وانه لا مكانة لمستبد في بلادي ، ،
فأوقد جذوة الثوره من ردفان الشهيد راجح لبوزه ليشعل بذلك ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيده. التي حظيت بإهتمام بالغ من كل ابناء اليمن شماله وجنوبه.
اطمئنت ثورة الرابع عشر من اكتوبر الى ركن شديد ،والى صرح عتيد، متمثلابإ كتمال الربيع الاول للثوره السبتمبريه، فاتسعت رقعة النضال الثوري ليشمل كل المناطق التي تخضع لسلطة الاحتلال البريطاني..
فحمل الثوار هناك ارواحهم على اكفهم ليقدومها قربانا لحرية ارادوها ولعزة وكرامه تشرئبُ اعناقهم اليها ، فكان نضالاً منقطع النضير لا شبيه له ولا منافس، اذا انهم يقاومون القوة التي لا تغرب عنها الشمس ،لكنهم جعلوها تتوارى خلف شمسهم التي صنعوها بأيديهم واضاؤا بها كل الروابي والسهول. وقبل ذاك اشرقت في قلوب ابناءها.. وبنضال الشرفاء أُجبرت بريطانيا على ان تأخذ عصاها وترحل ،
فكان تتويجا لهذا النضال الجلاء البريطاني من الجزء الغالي من اليمن في الثلاثين من نوفمبر 67 ويُعلن من على عيبان وردفان ومن عدن ثغر اليمن الباسم وكل الشوامخ هناك
ان الارض ارضي ولا مكانة لمستعمر فيها ،،،
هكذا هما إذاً
يبدأ النظال في سبتمبر فيهب عاشقين الحرية والكرامه من عدن الحبيبه وما جاورها للدفاع عنها وقد دافعت عدن من قبل اذ كانت المدينة التي تأوي الثوار القادمين من صنعاء راحلين من بطش النظام الكهنوتي.
بالمقابل تتعالى اصوات الحرية والنظال في عدن فيسمع صداه في صنعاء فتلبي بقوافل من خيرة الرجال وبرموز وطنية كانت لها ادوار بارزة في ثورة اكتوبر وفي صنع ملاحم نضالية كان لها بالغ الاثر في إحداث تغيير ثوري كبير،،
لقد تلازمتا الثورتين معاً اهدافا ورؤى ومعالم ثورية ليشكلا قدس الاقداس لليمنيين والحدث الذي لا يمكن تجاهله او تجاوزه.
اليوم تمر ذكرى الثورتين العظيمتين والوطن يعاني و قد مسته نفثات الحرب اللعينه وتكالب الجميع على جسده الطهور،،،
لكن وعهدا للوطن اننا سنحمي حماك وسنرفع لواءك عاليا
وسيردد الجميع
لن ترى الدنيا على ارضي وصيا ....