اليدومي والمقاربات الخاطئة
الساعة 04:16 ص

 

منذ تسعة وعشرين عاما واليدومي على رأس حزب الإصلاح يشكله بالطريقة التي تحلو له ويتعامل معه كأحد أولاده والوصف هنا لأحد القيادات الإصلاحية الشابة، قرب منه من يوافق هواه وأزاح من لا تحلو له أفكاره ورؤاه، حاصر الحزب بهواجسه ومخاوفه الأمنية المكتسبة من عمله كضابط استخبارات سابق، اعتقادا منه أنه بذلك يحميه ويحافظ على مكتسباته، ولم يتعامل معه كقائد سياسي يرى النجاة في ركوب المخاطر وتطويع الظروف وتحويل الأزمات إلى فرص وصولاً إلى تحقيق الأهداف المنشودة...

يعشق اليدومي حياة الظل والابتعاد عن الأضواء الأمر الذي يتناقض كلياً مع طبيعة عمله كقائد سياسي يفترض أن يكون حاضرا في كل المواقف والأزمات بخطاب واضح وصريح وبسيط بعيدا عن الاستعارات والكنايات واللغة المنمقة الممجوجة التي لا رواج لها في عالم السياسة 
ولا تتناسب مع الظرف الحرج الذي تمر به البلاد...

ليس واضحاً متى سيكتشف اليدومي أن جميع مقارباته تقريباً كانت خائبة وكل تحالفات حزبه لم تحقق الأهداف المنشودة، بل ولم تكن إلا عبارة عن حب من طرف واحد سواءً تحالفاته السابقة مع علي صالح أو مع أحزاب اللقاء المشترك أو محاولاته المستمية اليوم للتحالف مع الاشقاء والتي يظهر من خلال منشوراته الفيس بوكية أنه يلهث وراء وهم وسراب مهما نمق وأجزل في العبارات والألفاظ، وآخر هذه التحالفات تحالف القوى الوطنية والسياسية الداعم للشرعية الذي تم الإعلان عنه مع انعقاد الجلسة اليتيمة لمجلس النواب في مدينة سيئون إلا أنه من الواضح ومن خلال منشورات اليدومي عنه أنه تحالف تائه مهما حاول دفعه بمنشور بعد آخر إذ لا هم لقيادته إلا تحقيق المزيد من المكاسب الشخصية...

و حتى محاولاته أي اليدومي مزج الدعوة بالسياسة كانت مقاربة خائبة كذلك كون الأولى تقوم على قيم ومبادئ الثقة وحسن الظن فيما الثانية ترتكز على نقيضتها كالتوجس والتحوط وسوء الظن..

الناظر اليوم لكل التجارب التي خاضها الإصلاح بقيادة اليدومي ورفيق دربه الآنسي يخرج بنتيجة أن هذا الحزب صاحب القاعدة الجماهيرية الصلبة لم يكن سوى مطية لحفنة من المتسلقين والمتزلفين وحارس لمجموعة كبيرة من السرق والفاشلين سواء كانوا من اعضائه أو ممن أجادوا التقرب من قيادته لتحقيق مصالح شخصية صرفة...

متى يدرك اليدومي أنه يغرد خارج السرب وبعيدا عن هموم وقاضايا الناس وأن الأمر الوحيد الذي مازال بمقدوره أن يصنعه هو أن يسلم هذا الحزب لقيادة جديدة تعمل على الخروج من حالة الفشل هذه التي أصابته بسبب هذه القيادة المتصلبة في مواقعها منذ نحو ثلاثة عقود لا فرق بينها وبين الديكتاتوريات العربية التي انتفضت الشعوب ومازالت تنتفض لخلعها رغم كل التضحيات وحالة الانسداد التي تشهدها المنطقة..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن