حذر خبراء ومختصون في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات من استمرار سيطرة مليشيات الحوثي على قطاع الاتصالات والانترنت في اليمن ومخاطرها على كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.
معتبرين الاتصالات والإنترنت من أهم القطاعات الحيوية الذي يعد سلاح الشرعية الذي لازال تحت سيطرة المليشيات الحوثية.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مركز العاصمة الإعلامي اليوم الخميس، بالتعاون مع مركز ميديا برو في مدينة مأرب بمشاركة خبراء ومختصين في مجال الاتصالات والانترنت وبحضور نخبة من الاعلاميين والصحفيين والتي ناقشت وضع قطاع الاتصالات والانترنت تحت شعار" الاتصالات والإنترنت.. سلاح الشرعية بيد الحوثيين ".
الخبير في مجال الاتصالات المهندس محمد المحيميد استعرض في ورقة العمل التي قدمها بعنوان "قطاع الاتصالات والإنترنت.. سلاح الشرعية بيد الحوثيين" وضع قطاع الاتصالات في اليمن والآثار المترتبة على استمرار سيطرة مليشيات الحوثي على هذا القطاع الحيوي والذي يعد من الجانب الاقتصادي من أهم القطاعات الايرادية التي تستغله مليشيات الحوثي لتمويل حربها.
مؤكداً ضرورة سحب قطاع الاتصالات من سيطرة الحوثيين لما في ذلك من تعزيز لسلطة الحكومة الشرعية سياسيا واقتصادياً وأمنياً، وسحب القائمين على المؤسسات في صنعاء ومخاطبة الجهات الدولية من خلال تعيين قيادات في مؤسسات الاتصالات الحكومية يدينون بالولاء للشرعية.
وكشف المحيميد عن الإيرادات التي تجنيها ميليشيا الحوثي من أبرز ثلاث شركات اتصالات يمنية وهي (يمن موبايل وسبأفون وإم تي إن) حيث بلغت 305 مليار و316 مليون ريال يمني خلال خمس سنوات تحت بند (الضرائب والزكاة).
كما لفت الى جملة من التوصيات تتضمن تفعيل الكادر البشري التابع لوزارة الاتصالات ومؤسساتها وفروعها خصوصا في المناطق المحررة والربط عبر المسارات البديلة، والسماح بنقل شركات الاتصالات إلى المناطق المحررة .
أما مهندس الاتصالات رائد الثابتي فقد أكد في ورقة العمل التي قدمها تحت عنوان "حلول مشاكل الاتصالات والانترنت في اليمن"، على إمكانية نقل الشركات الرسمية والخاصة المزودة لخدمات الاتصالات والانترنت من صنعاء وتحريرها من قبضة مليشيات الحوثي.
مؤكداً على إن ذلك يتطلب قراراً سياسياً فقط ومخاطبة الجهات الدولية المختصة بسحب الأكواب من الانقلابيين وتفعيلها بعد نقل المؤسسة العامة للاتصالات والشركات المزودة للخدمة الى مناطق سيطرة الشرعية.
وأوضح أن استمرار سيطرة مليشيات الحوثي على قطاع الاتصالات يمكنها من استخدامه في التجسس على خصوصية المستخدمين واستخدامه في حربها ضد اليمنيين بالإضافة الى الموارد الضخمة التي يدرها هذا القطاع على الخزينة العامة.
مدير مركز العاصمة الاعلامي عبدالباسط الشاجع، لفت إلى أن الندوة تأتي في ظل انقطاع شبه كلي للإنترنت في اليمن وتحكم ميليشيا الحوثي بهذا القطاع الهام واستغلاله لصالح مشروعها التدميري من خلال قطع الخدمة عن محافظة الجوف مؤخرا وبعض المحافظات والتجسس وتعقب المكالمات وحجب المواقع الالكترونية وتقنين استخدام منصات التواصل عن المواطنين.
من جهته أشار مدير ميديا برو للإعلام عبدالله المنصوري الى أن الشرعية مطالبة بمكاشفة الرأي العام عن اسباب تعثر تحرير هذا القطاع وشركة عدن نت.. داعيا الى العمل الجاد بما تقتضيه المسؤولية الوطنية والأخلاقية وفرض خنق اقتصادي على ميليشيا الحوثي واستكمال استعادة الدولة.
حضر الندوة العديد من الصحفيين والأكاديميين والنشطاء الذين أثروها بمداخلات ونقاش أكدوا من خلالها على ضرورة تحرير قطاع الاتصالات والانترنت من ميليشيا الحوثي وإعادة تفعيل شركة عدن نت التي تعثرت منذ بدايتها الأولى.