جدد مجلس الأمن الدولي ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم تنفيذ إتفاق الحديدة غربي اليمن.
وتبنى المجلس بالإجماع الاثنين، مشروع قرار حمل رقم (2505) الذي تقدمت به المملكة المتحدة لتجديد ولاية بعثة (أونمها) لدعم الأطراف اليمنية في تنفيذ التزاماتها وفقا لاتفاق الحُديدة، لمدة ستة أشهر تنتهي في منتصف يوليو المقبل.
ورعت الأمم المتحدة في ديسمبر 2018، جولة مشاورات بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وتم التوصل الى إتفاق ستوكهولم والذي يعد ملف الحديدة ابرز ملفاته.
وتشكلت البعثة عقب إنتهاء المشاورات وفقا للقرار (2452)، بهدف مساعدة الأطراف اليمنية على ضمان إعادة انتشار القوات الموجودة في مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
وتضم البعثة التي يرأسها حاليا الجنرال الهندي ابهيجت جوها، 55 فردا منهم 35 مراقبا عسكريا وشرطيا و20 موظفا مدنيا.
ونجح اتفاق ستوكهولم في وقف العمليات العسكرية في الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، الا أن خروقات شبه يومية تشهدها المحافظة تخلف قتلى وجرحى من الجانبين ومن المدنيين وخسائر مادية.
وفي أكتوبر المنصرم، نجحت البعثة الاممية بإشراف الجنرال الهندي جوها، في نشر خمسة مراكز لمراقبة وقف اطلاق النار في مناطق التماس العسكرية في مدينة الحديدة، يشارك فيها ضباط من الحكومة والحوثيين، وتحت اشراف من البعثة.
لكن البعثة الاممية تعثرت في انجاح عملية إعادة انتشار القوات (انسحابها وفقا للاتفاق) من مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وترى الحكومة اليمنية ان البعثة الأممية في الحديدة تعثرت في دعم تنفيذ الاتفاق ولم تحقق أي تقدم.
وقال اللواء محمد عيضة رئيس وفد الحكومة اليمنية في لجنة التنسيق الاممية لتنفيذ اتفاق الحديدة، إن البعثة الأممية في الحديدة لم تتقدم خطوة واحدة خلال الفترة الماضية.
وأوضح عيضة لوكالة انباء ((شينخوا))، أن البعثة أتت لتنفيذ إتفاق ستوكهولم والذي يتضمن إخراج القوات من الحديدة خلال 21 يوما، لكنها لم تتقدم خطوة واحدة خلال عام كامل.
واضاف "جاءت البعثة كذلك لمنع تدمير الحديدة، فأصبحت مباني الحديدة آيلة للسقوط نتيجة إستمرار الحوثيين في حفر الخنادق والانفاق" مشيرا الى أن جماعة الحوثي ضاعفت من حجم قوتها في الحديدة خلال فترة تواجد البعثة.
وتابع "البعثة جاءت بهدف فتح ممرات إنسانية، الا أن المعاناة الإنسانية تضاعفت".
ومضى قائلا "جاءت البعثة لفك الحصار على المدنيين فأصبحت البعثة نفسها محاصرة وتحت رحمة الحوثيين".
من جانبها اعتبرت جماعة الحوثي، أن التمديد للبعثة الأممية يؤمل أن يشكل فرصة أخيرة لتنفيذ إتفاق الحديدة.
وقال علي أحمد قشر وكيل محافظة الحديدة المعين من قبل الجماعة، إن اتفاق الحديدة وبعد عام من عمل البعثة الأممية في المحافظة لا يزال يراوح مكانه.
وأوضح قشر لـ ((شينخوا)) أن تمديد مجلس الأمن لفريق الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة يأتي في حين لا يزال الاتفاق يراوح مكانه، وفي ظل تزايد الخروقات المستمرة التي يقوم بها الطرف الاخر، في اشارة للقوات الحكومية.
واضاف أن رئيس البعثة الأممية حاليا الجنرال الهندي ابهجيت جوها هو الرئيس الثالث للبعثة منذ تشكيلها، واستطاع ان يحدث إختراقا ولو ضئيلا وذلك بتشكيل لجان لمراقبة وقف إطلاق النار في خمس نقاط تضم مراقبين من الطرفين وضباط إرتباط من الأمم المتحدة.
وعبر المسؤول في جماعة الحوثي عن أمله في أن يشكل هذا التمديد للبعثة الأممية فرصة أخيرة لتنفيذ إتفاق الحديدة من قبل كل الأطراف وبشكل كلي ودون تجزئته.
ويرى محلل عسكري يمني أن التمديد للبعثة الأممية في الحديدة يضمن بشكل مباشر وقف العمليات العسكرية في المحافظة وعدم اندلاعها مجددا.
وقال المحلل العسكري علي الذهب، لـ ((شينخوا))، إن التمديد للبعثة الاممية والتي تناوب على رئاستها ثلاثة ضباط أممين، يؤكد انه لا مؤشرات بتحقيق أي تقدم في عملها، خاصة وأن كل طرف (الحوثيين والحكومة) لا يريد أن يتراجع عن مكانه.
واضاف "القوات التي تقدمت (الحكومية) رغم فقدانها العزم على تحقيق النصر والحسم لكنها تحاول التشبت بما تحقق" فيما "يحاول الحوثيون اختراق مناطق تلك القوات مرارا".
وبحسب الذهب، فان البعثة الاممية أثمر بقاؤها في الحفاظ على استقرار الحديدة ومنع إندلاع أي مواجهات.. كما ساهم وجودها في دعم الجانب الإنساني حيث تدفقت المواد الغذائية والدوائية ولو بشكل معقول.
لكن الذهب اشار الى أنه ليس متفائلا الى حد كبير في تحقيق البعثة الاممية أي نجاح كبير على مستوى اعادة الانتشار من المدينة وموانئها، معتبرا انها لا يمكن أن تقدم أكثر مما قامت به خلال السنة الماضية من عملها في الحديدة.
وسيطرت جماعة الحوثي على محافظة الحديدة الاستراتيجية في اكتوبر 2014، دون قتال، ومنذ ذلك الحين تسيطر على المدينة عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته والتي تضم ميناء الحديدة الشريان الرئيسي للواردات في البلاد.
وشنت القوات الحكومية مدعومة من التحالف العربي في العام 2017، عملية عسكرية في الساحل الغربي للبلاد، وتمكنت من الوصول الى اطراف مدينة الحديدة، الا ان جهودا اممية ودولية نجحت في ايقاف المعارك في نهاية العام 2018.