كشف القيادي الجنوبي، محمد علي أحمد، ولأول مرة، قصة خروج قيادات الجنوب وماكان يعرف بـ”الزمرة“، قبل الوحدة، من اليمن كشرط لقيادات الحزب الاشتراكي”الطغمة“ لتوقيع اتفاق الوحدة.
وكتب محمد علي أحمد شهادته، حول اشتراط خروجهم من صنعاء من قبل رفاقهم في عدن عام 1990م، رداً على تساؤل قدمه وكيل وزارة الشباب والرياضة شفيع العبد.
وأمس الأول، أثار الصحفي شفيع العبد الموضوع في صفحته على ”فيسبوك“، وقارن اشتراطات ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي“، بإخراج الوزيرين الجنوبيين صالح الجبواني وأحمد الميسري، بإشتراطات الحزب الاشتراكي بإخراج، خصومهم ماكانوا يعرفون بـ”الزمرة“، من صنعاء واليمن ككل كشرط اساسي لتوقيع اتفاقية الوحدة.
وفي شهادته، قال ”محمد علي أحمد“، ”لقد دعانا الرئيس علي عبدالله صالح للقاء قبل سفره إلى عدن، بيوم واحد من اعلان الوحدة (احمد مساعد حسين، وعبدربه منصور هادي، ومحمد علي احمد)، وطرح علينا الخروج من الوطن، وكان اللقاء بحضور الاخ علي محسن صالح الأحمر، وشرح لنا ما تم في مجلس النواب من قرارات“.
وخاطب الرئيس صالح الحاضرين بقوله: ”انا مسافر الى عدن اليوم، وأنا جهزت لكم التذاكر وحق الإقامة، وإذا عندكم أي مشاكل من أجل جماعاتكم من الحراسات بحلها لكم وانتم ستغادرون صنعاء الان الى أي دولة، وسنرتب أوضاعكم في سفاراتنا، وذلك بسبب اشتراط سلطات الجنوب خروجكم، وكانت هذه شروطهم من أجل نوحد الوطن“.
وأضاف القيادي الجنوبي: ”وأثناء حديث علي عبدالله صالح، رحمه الله، كان تركيزه علي شخصياً حيث كنت أجلس جواره مباشرة على الكنبة، بينما كان الأخوة احمد مساعد حسين وعبدربه منصور يجلسان على يساري على كرسيين منفردين، يقابلهم الأخ علي محسن الأحمر منفرداً على الجهة اليمنى، حيث كان اللقاء في قاعة الاستقبال الطويلة في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة التي كان صالح يستقبل فيها السفراء ويؤدي فيها الوزراء اليمين الدستورية، وكان يتواجد في القاعة على بعد منا الأخ عبد العزيز عبد الغني رحمه الله يجلس وحيداً“.
ومضى قائلا: ”وبعد انتهاء الرئيس من الحديث، باشرته بالقول: أنت أخرجت علي ناصر قبل 6 شهور ونحن تواطئنا معك في ذلك، وتريدنا أن نخرج من الوطن في عيده وغايته، لذا من المستحيل أن نغادر ونحن الذين حققنا الوحدة ودفعنا الدم في سبيلها ثلاثة عشر الف شهيد في 13 يناير 198?6 لقد ضحينا بأفضل الرجال من أجلها، وتريد اليوم أنت وعلي سالم البيض أن نخرج من اليمن، وانت وهو بترفعون العلم بالكرفتات، ونحن الذين دفعنا الثمن نخرج مطرودين من الوطن فهذا هو المستحيل بعينه، ولن نخرج من صنعاء إلا أشلاء ولن نخرج كما تريدون“.
وتابع: ”عند ذلك قفز علي عبدالله صالح من جواري خطوتين إلى الأمام في القاعة بصورة عدوانية وهو واضع يده على جراب مسدسه، ووجه لي عبارة قال فيها: انا علي عبدالله صالح ولست مثل علي ناصر ولا علي سالم البيض تهددهم. وبدوري وقفت من مكاني عندما نهض هو ولم يكن لدي سلاح، وكأنه يخوفني بتهديده وسلاحه، وكنت متهيأ للإمساك به في حالة اقدامه على اخراج مسدسه كوننا كنا قريبين من بعض وكنا متواجهين بقلوب سوداء ومستعدين لبعض، وقلت له رافعاً يدي أمامه: وانا لست مثل عبدالعزيز عبدالغني ولا العرشي تهددهم، انا محمد علي أحمد“.
وقال: ”تلك اللحظات كانت في غاية الخطورة، فقدنا فيها التوازن، ولوكنت املك سلاح لتطور الأمر، لكن الأخ علي محسن الأحمر رجل شجاع، قفز من مكانه ليجلس بيننا، وارغمه على الجلوس معاتبا له بالقول: هؤلاء ضيوفك وبلا سلاح ومن العيب عليك مافعلت. واعاده إلى الكرسي وعدنا لاكمال الحديث، وعلي عبدالله يقول: ماذا أقول لهم وهذا يوم عظيم ما بيدخلوا صنعاء وانتم فيها؟..“.
ويتابع القيادي الجنوبي سرد القصة قائلا: ”كان يمسك بيده دفتر ورق لون غلافه ازرق سحبته منه بغضب، وقلت له: قول لهم هذا الرد هو ردنا على طلبهم اخراجنا من صنعاء، وكتبت له الأسماء مبتدءا بقائدهم
. علي سالم البيض
. حيدر العطاس
. فضل محسن عبدالله
.سالم صالح محمد
. محسن عبدالله الشرجبي
. سعيد صالح "رحمه الله“
. صالح عبيد احمد.
هؤلاء كجنوبيين ومن الطرف الثاني (حوشي) ومنهم:
جار الله عمر الله يرحمه
. الشامي . الهمزه
. احمد علي السلامي.
وبعدها قلت لعلي عبدالله صالح اذا هم يريدونا نخرج، هذه شروطنا نحن اخراج هؤلاء ايضا من جهتهم، وأنا موقع عليها وحدي، رغم أن رفاقي لم يتحدثون بشيء، وكأنهم موافقين مسبقاً، الله يعلم بما في القلوب“.
وزاد قائلا: ”الجدل والنقاش كان بيني وبينه، وقلت له: قل لهم وانتم يريدون منكم هذا الشرط بالمثل، اذا تريد تتخلص منا ومنهم طلعنا طائرة واحدة وفجرها، نحن لا يمكن نخرج من صنعاء، ثم نظر علي عبدالله صالح لعلي محسن، وقال انا بكلف علي محسن يجلس معكم بعد بهذه المهمة وتعاملوا معه، وهذا ماتم اثناء اللقاء وهي شهادة لله لمن ماتوا، والبقية مازالوا أحياء احمد مساعد وعبدربه منصور وعلي محسن صالح“.
ولفت إلى أنه وبعد بعد خروجهم من القيادة العامة عادوا إلى بيوتهم، وتولى علي محسن المهمة ووزع القيادات في اليوم الثاني، منهم عليوه واحمد مساعد، وبا جميل، وعلي الأحمدي، ومعهم ناصر العولقي وزير الزراعه ارسلهم الى صعده، وأرسل عبدربه منصور هادي الى حجه، واحمد عبدالله الحسني الى الحديده، ثم استدعاه وطرح عليه فكرة الخروج من صنعاء إلى أي محافظة أخرى، حتى يمر هذا اليوم ويلبي شرط جماعة عدن“.
وخاطب محمد علي أحمد، على محسن الأحمر بعد استدعائه قائلا: ”هم يدخلون صنعاء وانا بدخل عدن، مادام نحن موحدين“، فرد عليه: ”صعب خيارك هذا، هل في خيار ثاني“، فأجابه: ”يدخلون صنعاء وانا بدخل مكيراس لودر أمشعه قريتي“، فقال: ”صعب هل فيه خيار ثالث“، فرد أحمد: ”يدخلون صنعاء، وانا بجلس في بيتي وأذا انتم خائفين نتحرك، هات لي من حراستك معي وانا باعطيك من حراستي مثلهم عندك اذا عندكم شك ان نعمل شي مخل بالأمن“، فقال على محسن ”ممكن تجلس في البيت وما تخرج حتى لا تسبب لي احراج مع الرئيس“، فرد عليه: ”وجب ابشر“، ووافق على ذلك.
واستطرد قائلا: ”وبعد الغداء من يوم الوحدة عندما رفعنا الأعلام على سطوح المباني، وفي الساعه ?? يوم ??/ ? / ?? اتصلت بعلي ناصر، وهنأته بيوم الوحده، وقلت له أنت اولى من يستحق التهنئة بهذا اليوم العظيم هذا اليوم غايتنا، باعتبارك صاحب الفضل لهذه الوحدة، اهنئك واهنئ شعبنا الجبار يحيا اليمن الموحد، لكنهم للأسف شوهوا الوحدة بسلوك قادتها وممارساتهم ضد الشعب وأفقدوه الغاية بسبب سلوك الأفراد، وبعد الغداء ذهبت إلى بيت محمد سليمان ناصر وخزنا مع بعض وكنا نشاهد السير من عدن الى دخول صنعاء والمهرجان وكلمات الترحيب وكلمة البيض العاطفية مكرر عبارة الوحدة الى الأبد ثلاث مرات“.
وأضاف: ”استدعاني علي محسن صالح إلى بيته بعد انتهاء الحفل وتوزعوا جماعة الزمرة في الفنادق والشقق يوم ?? مايو ??، اتصل علي محسن للبيت معتقداً وجودي في البيت ولكن العكس كان غير ذلك، قالوا له الحراسه بانشعره وبعدها اتصلوا بي وابلغوني اتصال علي محسن، فاتصلت به وسأل عن مكاني فقلت له انا في خمر، فاستغرب وقال متسائلا: بخمر!؟، فقد انزعج من ذلك الخبر، فقال لي ”اذا يدك بالماء فلا تجف إلا عندي“، فقلت له ابشر يا سيد القوم.
وتابع ”ثم تحركت من عند محمد سليمان إلى عنده لكونهم متجاورين في السكن، وماهي إلا دقائق ودخلت عليه، فاستغرب، وقال لي كيف قطعت المسافة بهذه السرعة، قلت له الله معنا وحليف لنا، وبعد جلوسنا قلت له انني كنت عند محمد سليمان، وشرح لي ماكان يفعل ويكذب على علي عبدالله صالح بتقارير الموقف للعمليات انني في الحديدة، حتى لايغضب عليه، وقال الحمدلله الأمور مشت كما نحن نريدها، والان هذه التذاكر حقكم للسفر، مزقهن بنفسه ورماهن في كيس القمامة، وقال لي هذه مائة الف دولار لك شلها من عند المحاسب تستحقها تكريم لمواقفك والله انا معجب كثير بمواقفك“.
وختم القيادي الجنوبي شهادته بالقول: ”بدوري شكرته (اي على محسن)، وخزنا قليل نتبادل الرأي نصف ساعة، روحت البيت حقي ووزعت المبلغ بيننا بالتساوي انا واحمد مساعد وعبدربه منصور واحمد عبدالله الحسني و عبدالله عليوه وعشره مع المحاسب، ورفعت له كشف باستلامهم، فقال انا اعطيتك اياها لك وليس للتوزيع وقلت له انا عملت كذا والمال بيكمل وهذا كان باسم المجموعة لو نجحت الخطة. فالمال لله والكرامة والشرف باقيين“.