دشّن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، جهودا هادفة لإحياء مسار الكويت للسّلام في اليمن، في وقت لاحت فيه الأجواء الإقليمية مهيّأة أكثر من أي وقت مضى لإطلاق عملية سلام جادّة تنهي الحرب اليمنية المتواصلة منذ أكثر من خمس سنوات.
وبحث غريفيث، الثلاثاء، في العاصمة الكويتية “فرص السلام في اليمن مع مساعد وزير الخارجية الكويتي السفير أحمد ناصر الصباح”.
وقال مكتب المبعوث الأممي في تغريدة عبر حسابه على تويتر إن غريفيث عقد لقاء مع السفير الصباح ناقش فرص السلام في اليمن. وعبر غريفيث في اللقاء عن تقديره لدور الكويت كمؤيد للسلام في المنطقة.
وكانت الكويت قد أبدت مؤخّرا استعداداها لاحتضان محادثات جديدة بين الفرقاء اليمنيين في تطوّر لافت في موقفها، بعد أن كانت تقول في السابق إنّها مستعدّة فقط لاحتضان التوقيع النهائي على أي اتفاق يتوصّل إليه هؤلاء الفرقاء.
وجاء هذا القرار الكويتي بعد انهيار محادثات احتضنتها الكويت، ولمس الوسطاء الكويتيون أثناءها عدم جدية الفرقاء اليمنيين في التوصّل إلى سلام.
وكان مندوب الكويت لدى مجلس الأمن، منصور العتيبي، قد قال خلال جلسة مجلس الأمن حول اليمن في نوفمبر الماضي إن بلاده “مستعدة لاستضافة الأطراف اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة للوصول إلى اتفاق نهائي وشامل لهذه الأزمة”.
واعتبر متابعون للشأن الخليجي أن الكويت تريد أن تحيي مسار السلام الذي بدأته في السابق، لكن التقاطعات الخارجية منعت الأطراف اليمنية من التوصل إلى حل سياسي شامل كانت الكويت تريد أن تحظى بشرف التوصل إليه.
وأشار هؤلاء إلى أن قطار السلام في اليمن انطلق بصفة جدية بعد توقيع اتفاق الرياض، وخاصة بعد الرسائل السرية والعلنية التي أرسلت بها إيران إلى السعودية طلبا للتهدئة في ظل عقوبات دولية مشددة عليها وأزمات داخلية متصاعدة، ومخاوف أذرعها في المنطقة من خسارة نفوذها تحت وقع الانتفاضات في العراق ولبنان.
وانتقل عرض التهدئة الذي تقدمه إيران للسعودية من دائرة التصريحات العامة الهادفة إلى الالتفاف والمناورة وربح الوقت، إلى الجدية، وهو ما جاء في تصريحات للرئيس الإيراني حسن روحاني أمس.
وقال روحاني، الثلاثاء، إنه لا مانع لدى طهران من استئناف العلاقات مع السعودية، في إطار حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة. جاء ذلك خلال استقبال روحاني، لوزير خارجية سلطنة عمان، يوسف بن علوي، الثلاثاء، في طهران، في اليوم الثاني من زيارته لها.
وتقول مصادر “العرب” إن يوسف بن علوي نقل شروط السعودية للتطبيع مع إيران وأولها تغيير السلوك الإيراني في اليمن، وأن الرياض تريد أفعالا وليس مجرد كلام.