خارطة مسار اعادة بناء شكل الدولة تحت ضروف مختلفة كالسلام، النزاع المسلح، الحرب الاهلية، الحرب بالوكالة كما هو الحال في "اليمن"، حرب العصابات، التدهور الاقتصادي، عدم الاستقرار والخ... دائما تواكب تغييرات غالبا ما تكون مقلقة ومربكة ولاكنها حتمية خصوصا عندما تكون الدولة ذات موقع جيوستراتيجي حيوي، بالتالي تكثر التدخلات الخارجية وذالك لضمان تأمين مصالحهم.
(اليمن مثالا):
اعتقد انه لابد من مسايرة التغيير وجعله ايجابياً للصالح العام تحت مسمى "الشرعية" او للصالح الخاص تحت مسى "الاقليم او المحافظة" وهنا اقصد ان تركز اعمال المجالس المحلية وقيادات المحاور في المحافظات بالشكل الذي يوحي بأن هذه المؤسسات دولة بحد ذاتها، تهتم بمصالحها دون التدخل بشؤون المحافظات المجاورة "بنسبة عالية" ...
لا اقصد هنا التمرد على الشرعية، هناك امثلة كثيره يمكن لتعز على سبيل المثال دراستها وتطبيق الانسب بما يتناسب مع بيئتها التي تعتبر خاصة.
ففي نهاية المطاف ستتم تسوية سياسية وسيذوب مسمى الشرعية التي عرفناها الى اليوم وسيتم تشكيل حكومة فيدرالية ونظام اقاليم جديد والذي سيضمن ممارسة كل اقليم لصلاحيات ذات حدود معينة باالتالي فإن تاخير التفكير بمصلحة الاقليم في كل المجالات يعتبر تراجع وعدم مواكبة في الوقت الذي يتحرك وينشط فيه بقية الاقاليم.
اذا ماتمعنا في النظر الى امثلة ابتدائا ب:
١ حضرموت - اقليم حضرموت
والتي بدأت تضهر وكأنها دولة مصغرة لديها دعم خارجي متمثل بالمملكة العربية السعودية، حضرموت اليوم تحاول ان تعتمد على ذاتها وكذالك ضهور النزعة الحضرمية في عدة محافل منفردة يدعمها جانب اصحاب رؤوس الاموال المغتربين الذين تعود اصولهم الى حضرموت والذب بات ملحوظا.
كذا العمل على تأهيل شباب حضرموت في اغلب المجالات تعتبر خطوة متقدمة وايجابية الى جانب غرس المؤهلين في عدة قطاعات حكومية او خاصة بهدف التدريب واكتساب الخبرات وهو جانب يمكن ان اسميه "ماقبل الاقلاع".
٢ مأرب - اقليم سبأ
والتي تمثل الشرعية ولاكن هذه المحافظة بدأت باكرا في التطوير من ذاتها ويمكن للجميع ادراك ماوصلت اليه هذه المحافظة من بناء وتشيد عمراني وبنية تحتية وخدمات كل ذالك لانها تقدم مصالحها و تمهيدا لخدمة المحافظة. فالشرعية كأسم قد يتبخر عما قريب وبمجرد ذالك تصبح مأرب وماجاورها جاهزة لمواصلة عملية التنمية في كل المجالات والقطاعات، طالما دعم الشرعية الحالي لها سخي وكذالك توقع دعم السعودية في المستقبل بحكم موقعها الجغرافي المحادد لها. فالمحافظة تعتبر الاوفر حظا و تستحق الازدهار بعد عشرات السنين من الحرمان.
٣ عدن - اقليم عدن
والذي اصبح وضعها وما جاورها جاهزة في خدمة ذات الاقليم والاهتمام بمصالحهم، فوضع عدن يعتبر مماثل لوضع صنعاء الى حدٍ كبير مع فارق تواجد معين عبدالملك في كيلومتر مربع، والى جانب دعم الامارات.
٤ صنعاء - اقليم ازال
والتي هيمنت على اليمن بشكل شبه كامل في ٢٠١٤ ولاكن لم يدم ذالك الزخم كما كان فمن المحتمل ان تكون مدعومة سعوديا في المستقبل القريب وهذه توقعات حاضرة في الوقت الراهن وذالك لنفس الاسباب التي تتطلب دعم مأرب وحضرموت، ذالك سيتم بعد قلب موازين السياسة السعودية تجاه الحوثيين وجعلهم حليف مدعوم بسخاء! بالرغم ان معرفة وجهة الحوثثين الذين لن يتخلوا عن اهداف حليفهم الوفي "ايران" واضح للغاية، وان الجماعة لن ترضى عن السعودية مهما دعمتهم بسخاء كما حصل لهم و للامارات في ٢٠١٤ عندما دعموا الحوثيين ومكر الاخير باتفاقه معهم مقدما شهوة الرغبة في حكم اليمن بالحديد والنار وتمثيل وتقمص شخصية حسين نصر الله في لبنان. في نهاية المطاف تراجع نفوذهم من كامل المحافظات اليمنية الى عدد محدود ومحصور بالاضافة الى تقليص السيطرة على ١١ ميناء تقريبا ويبقى في نطاقهم الميناء الاخير وهو الشريان الوحيد والاخير.
٥ تعز - اقليم الجند
تعتبرتعز هي المدينة التي هيئة الفرصة لبقية المحافظات لاصلاح وضعها وتخفيف وطأة الحرب على ابنائها وذالك من خلال مقارعة الحوثيين الذين حاولوا جاهدين السيطرة على كامل المدينة ما قادهم الى ان تكبدوا خسائر فادحة وانهكت قواتهم بشكل ملحوظ وليس له مثيل في كل جبهات الجمهورية اليمنية.
ولاكن تعز بالمقابل نست نفسها تماماً حيث كان جهد تعز يبذل للعامة ويمثل شكل الدولة وذالك من خلال مساندتها للشرعية بالشكل المطلوب بل واكثر. برغم فارق الدعم الذي قدمته الشرعية لعدن ومارب بالذات، الى ان تعز كانت السباقة في دعم الشرعية سوائا على الصعيدي السياسي او العسكري،
بالنسبة لجاهزيتها ودعم ذاتها بالشكل الذي قدمته مأرب على سبيل المثال او كما هو حال عدن او كحد ادنى حضرموت. اعتقد انه حان وقت الاهتمام بالذات والنظر الى مصالح تعز بعين الاعتبار والتي تتمحور في استكمال تحرير الاقليم وليس المدينة فحسب! الى جانب بسط النفوذ خصوصا باتجاه ميناء المخاء امتدادا حتى مضيق باب المندب. ولن يتم ذالك الى عبر تحركات ذاتية بمساندة الجميع للجميع وترك الخلافات جانبا. في نهاية السطور اضع اهم نقطة وهي الدعم الخارجي، تعز لاتمتلك حليف او داعم خارجي كبقية الاقاليم فعلى قيادة تعز ايجاد ضالتها وعلينا ان ندرك جميعا انه وبدون الدعم الخارجي لن تتمكن تعز من تحقيق مصالحها.
اجزم القول بان تعز بحاجة الى حليف وداعم متواجد عسكريا في البحر الاحمر مع استبعاد مجرد التفكير لايجاد حليف خليجي ايا كان نوعه سوائا سعودي اماراتي او قطري.
هناك تواجد عسكري للخليج وتركيا والصين كماهو حال ايران ودول اخرى في البحر الاحمر. وعلى تعز ايجاد الانسب في نطاق توسيع العلاقات على اساس تبادل مصالح ولاكن دون جعله تحالف بدون قيد او شرط...
٦ الحديدة - اقليم تهامة
لاتزال في نطاق سيطرة الحوثيين