يكشف عدد من الإسرائيليين الذين يعتقلون في مطارات العالم لحيازتهم أوراق «القات» المحظورة في دول أوروبية كثيرة عن سعة ظاهرة تربية هذه النبتة اليمنية في إسرائيل بدوافع تجارية. وتقول صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن إيتي ملاحي (28 عاما) رجل إسرائيلي يعرف نبتة «القات» منذ أن ولد لأن عائلته تملك مزرعة للقات وتدير شركة «قات أفيغدور» لتسويق أوراق النبتة المخدرة التي جيء بها من اليمن للمنطقة المحيطة في مدينة «رحوفوت» القائمة على أنقاض قرية زرنوقة الفلسطينية المدمرة.
ويوضح مدير الشركة أوفك أفيغدور أن الشركة باتت امبراطورية اقتصادية نتيجة إقبال واسع من الإسرائيليين على اقتناء أوراق القات لاسيما أنها بديل للمخدرات الخطيرة وتستخدم في عمليات فطام المدمنين، زاعما أن تعاطي أوراق القات في إسرائيل ساهم في فطام الكثير من المدمنين على المخدرات ومنهم والده. وبالنسبة له فإن هذه الأوراق الخضر هي أكثر من نبتة يمضغها يهود اليمن ممن جلبوها معهم من اليمن. ويتابع «في أوراق النبتة تكمن طاقة توفر التهدئة لمن يمضغها وقد عانى والدي من صدمة ما بعد الحرب وتورط في تعاطي المخدرات لتسكين مخاوفه ولم ينج منها إلا بعدما تعرف على ورق القات قبل عشر سنوات وفي المرحلة الثانية بادر لتأسيس مزرعة لهذه الشجرة اليمنية وشركة لتسويق أوراقها».
ويقول إن والده يتمتع بإحساس تجاري متطور وقد أدرك سريعا أن عددا قليلا من الإسرائيليين يعرفون هذه النبتة خاصة المسنين اليهود المهاجرين من اليمن ممن كانوا يمضغونها خلال قراءتهم التوراة. ويشير إلى أن الكثير من المدمنين على المخدرات يقتنون أوراق القات من شركته وبعضهم من الفنانين البارزين ولاعبي كرة القدم.
وتوضح «يديعوت أحرونوت» أن القات تحولت من نبتة للمضغ إلى أحد أنواع المخدرات الأكثر رواجا في البلاد خاصة في حفلات الطبيعة وفي النوادي الليلية لا سيما أن القانون لا يحظرها بخلاف نبتة «القنب» التي تطالب أوساط واسعة بتشريعها اليوم في إسرائيل. وتشير أيضا لرواجها في أوساط نسوية للاعتقاد بأنها مفيدة في تخسيس الوزن.
لكن الشرطة الإسرائيلية تحذر من مادة «الكاثينون» المخدرة الموجودة في ورق القات. وردا على سؤال حول منع القات في دول أوروبية والسماح بها في إسرائيل رغم حملها مادة «الكاثينون» المحظورة تنقل الصحيفة عن الناطق بلسان شرطتها القول إن تعاطيها بدأ قبل عقود بعدما اصطحب يهود اليمن هذه النبتة مما جعل الظاهرة طبيعية واعتيادية بينما هذا التقليد مفقود في أوروبا ولذا فهي محرمة وغير قانونية في دول كثيرة.
وعلى خلفية انتشار حفلات الطبيعة بادرت السلطات الإسرائيلية قبل عامين لحظر استخدام كل ما يحتوي «الكاثينون» سواء في أقراص أو كمادة سائلة فيما بقيت ورقة القات ذاتها مسموح تعاطيها خوفا من تجريم عدد كبير من الإسرائيليين خاصة من أصل يمني ممن يحافظون على تقليد متوارث بتعاطيهم القات ولا يستخدمون مخدرات أخرى. ولذا فإن تعاطي القات مسموح في إسرائيل اليوم فقط في حالتها الطبيعية كأوراق أما المواد المستخرجة منها فهي محظورة.
هذا على الورق أما على الأرض فهناك انتشار واسع لمستخرجات القات الممنوعة خاصة تلك التي على شكل سائل وهناك عائلات إجرام إسرائيلية مختصة بتسويقه وبعضها يحاول الاختباء خلف عنوان «عصير القات» الذي يسوق بوسائل عدة منها الانترنت.
وتكشف الصحيفة أن هناك 700 عائلة إسرائيلية تسوق أوراق القات بشكل رسمي في البلاد والعالم مما تسبب بمواجهات بين بعض جهات العالم السفلي المتصارعة على سوق القات في البلاد وفي أوروبا خاصة في ظل تدفق عشرات آلاف المهاجرين من الشرق لها ويبحثون عن أوراق القات. وتتابع «عائلات إجرام إسرائيلية تستغل الطلب على القات من قبل شباب وطلاب ومشاهير وحولت عملية مضغ أوراقها لتجارة تدر أرباحا كبيرة وعلى حساب تجار صغار والشرطة لا تتدخل رغم وجود صراعات واعتداءات وتهديدات ضمن هذه المعركة على بيع الذهب الأخضر، القات». وتنقل عن باحثين وأطباء تحذيرهم من أن مضغ القات من شأنه أن يتسبب بأمراض نفسية وبإدمان وينفون خواصه المزعومة في تعزيز القدرات الجنسية.