برعاية كريمة من السفارة اليمنية بماليزيا ، نظم اتحاد الطلاب اليمنين بماليزيا ندوة بعنوان 14 اكتوبر الهوية والمسار، حيث تناولت الندوة اربع محاور رئيسية، وبتشريف من وزير الاوقاف والارشاد الدكتور أحمد عطية.
وفي الندوة التي استضافتها جامعة الUTM وقدمتها الاعلامية اكرام العكوري,تناولت الورقة الاولى التي قدمها الدكتور احمد عطية وزير الاوقاف والارشاد، ثورة اكتوبر وجذور الهوية الوطنية، مشيرا الى واحدية الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ، ومؤكدا أن هذه الثورة جاءت لإيقاف ممارسات الاحتلال الراديكالية، وتحقيق استقلال يفضي إلى استقرار جنوب اليمن آن ذاك، والذي يعتبر مقوما من مقومات الوحدة الوطنية لاحقا.
وفي الورقة نفسها هنأ عطية القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي، مشددا على ضرورة الالتفاف نحو الشرعية الدستورية، واماتة النعرات السياسية ، والعرقية ، والطائفية ، و الالتفات إلى العدو الواحد الذي يريد انهاء الجمهورية في الشمال والجنوب.
وتطرق البروفيسور عبدالله الذيفاني المستشار الثقافي في السفارة اليمنية في ورقته نظرة تاريخية للثورة، تحدث عن مدى التواصل الفكري والجغرافي لرواد الثورة ،واستعرض الذيفاني جميع محطات الثورة والمراحل المتعاقبة التي شهدتها اليمن، وشهدت خلالها حركات ثورية امتدت منذ ثورة 48، مشدداً على أن المشكلة اليمنية تتمثل في الإدارة وليس الموارد ، وأكد على ضرورة التمسك بأهداف الثورة اليمنية التي وضعت في نصب عينيها محددات بناء الدولة اليمنية الحديثة .
تسلسل الذيفاني في قراءة الأهداف وما تلاها من أحداث كانت تدلل بشكل واضح إلى أن المسار الوطني يمضي قدما نحو زرع قيم الثورة . حيث أكد أن أهداف الثورة اليمنية جاءت انتصارا وانصافا لكل الآمال والتطلعات اليمنية على مر المراحل.
الدكتور عبدالله باحميد وهو باحث قانوني وحقوقي، تطرق في ورقته دور الوعي القانوني في تحقيق اهداف الثورة، مؤكدا ان القانون هو الحامي للثورات، ووسيلة النخبة المنظمة، وسلاح الجماهير الواعية، مشدد على ضرورة الوعي القانوني الذي يعتبر الفيصل في بناء الدولة.
وقد أكد باحميد أن النتائج التي اظفرت بفعل نجاح ثورة اكتوبر ، انما هي ناتج للوعي القانوني للثوار، ومشاركتهم في تشريع وتنفيذ مبادئ الثورة واهدافها ، وأن ما يحدث في هذه الاثناء لليمن جنوبه وشماله سببه غياب الالتزام بالقانون والوعي به، مما جعل المصالح الشخصية والاقليمية مقدمة على الوطن ودستوره وشعبه.
وفي ورقته، الثورات اليمنية ومقاومة المطامع الخارجية ، استطلع الدكتور علي عبدالباقي الخارطة الجغرافية لليمن، وحروبها ضد المطامع الخارجية على مر العصور، حيث استعرض أيضا الدول الإقليمية والدولية التي أرادت تقويض ازدهار ونهضة اليمن قديما وحديثا، و الخصائص الجيوسياسية لليمن، مؤكدا أن ثورة ?? اكتوبر تعد نموذجا سامي لمقاومة كافة الاطماع الإقليمية والدولية.
وقد اشار عبدالباقي في كلمته، أنه مثلما قاوم اليمنييون هذا الاطماع قديما، ستبقى مقاومتهم في الحاضر والمستقبل، مشددا على ضرورة النضال من أجل بناء الدولة الضامنة للمواطنة المتساوية ، والتخلص من الارتهان لاملاءات الأجنبي ، إضافة الى الالتفاف حول مخرجات الحوار الوطني التي تعد الخلاص الأول والاخير لليمن.
الأمين العام لاتحاد طلاب اليمنيين بماليزيا رمزي قاسم في كلمته الترحيبة ، قال أن الحركة الطلابية اليمنية ولدت من رحم الثورة اليمنية المتمثلة في 26 سبتمبر و14 اكتوبر، وأن العمل الطلابي مستمر على نهج هذه الثورتين. مؤكداً على أن الحركة الطلابية ماضية في ثوريتها كامتداد لفكر الثورة الفكرية التي مثلها الزبيري والنعمان وعبد المغني ولبوزة والشعبي ، والتي استطاعت أن تقضي على فكر الكهنوتيين الثيوقراطي المتمثل في الحكم السلالي، وفكر الاحتلال المتمثل في المستعمر الغازي، من استبد اليمن ارضا وثقافةً وانسانا .
وشهدت الندوة التي حضرها عضو مجلس النواب أ. محمد الصالحي ، والدبلوماسي اليمني ، نائب وزير الخارجية سابق د. علي مثنى، ورئيس الجالية اليمنية بماليزيا الدكتور عبد الله الحجاجي وباحثون أكاديميون من مختلف التوجيهات والمكونات مداخلات مستفيضة.