في يوم بهيج وأجواء فرائحية احتفت مدينة تعز بزفاف ستين جريحاً من مبتوري الأطراف من جرحى الجيش والمقاومة الشعبية بحفل جماعي وفرحة شعبية شهدتها شوارع المدينة الرئيسية الخميس العاشر من أكتوبر.
العرس الجماعي برعاية ودعم قائد المقاومة الشعبية الشيخ حمود سعيد المخلافي وفاعلي خير وبتنظيم وتنفيذ مؤسستا شهيد التنموية وخطوات للتنمية الإنسانية بدأ مراسيم الزفاف من ساحة الحرية بكوكبة العرسان وذويهم وجموع المهنئين وفرقة برع ومكبرات الصوت بأغاني وطنية وأهازيج فرح.
انطلق موكب العرس والزفة في حشد مهيب من الساحة ثم جولة سنان وشارع المغتربين و شارع جمال وصولاً إلى قاعة نادي تعز السياحي حيث فعاليات الحفل الفرائحي تزامناً مع ذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
ستون عريساً على متن عدة باصات يلفها العلم الجمهوري كانت الزفة وعند الوصول التقط الحضور صور جماعية للجرحى باللباس الشعبي الموحد مع المشاقر والبسمة تعلو وجههم يزاحم ذلك عكاكيز الجراح التي لم تعق فرحتهم بل أصبحت تهتز رقصاً وطربا.
في قاعة الاحتفال ألقت الكلمات التي اختلطت بالزغاريد و الشعر وأغاني الطرب وصوت أيوب طارش عبسي ومنى علي وفقرات فنية متنوعة .
حضور رسمي لقائد محور تعز اللواء الركن سمير الحاج وقيادات عسكرية وأمنية ومدنية وفي الحفل كلمة لقائد المقاومة الشعبية القاها عنه الشيخ مهيوب المخلافي وكلمة السلطة المحلية القاها وكيل أول عبدالقوي المخلافي وأبيات شعرية لـ فؤاد الحميري وزفة وأناشيد ورقص شعبي وبمشاركة فرقة جيل الغد وكلمة للعرسان.
وأعلنت في الحفل جامعة العطاء للعلوم والتكنولوجيا عن ستين منحة دراسية مجانية للجرحى العرسان أو زوجاتهم في مبادرة مجتمعة نالت الإعجاب والإستحسان .
لجان وإعداد مسبق وجهود مبذولة
شكلت لجنة إشرافية قبل شهر للإعداد لهذا الحفل برئاسة عبده عماد وعزالدين سلطان والشيخ مهيوب سعيد المخلافي وعبدالكريم البعداني و محمد مرشد الحميدي و عبداللطيف الحميري وعبده علي سعيد والإعلاميين فهد المخلافي ومحمد الشرعبي وشارك باللجان مندوبين من الأمن والمرور والكشافة في المدينة .
رئيس اللجنة الإشرافية للحفل عبده عماد يصف العرس بالحدث الوطني والانساني النبيل واعتبره لمسة وفاء وجزء من واجب تجاه الجرحى الابطال.
ويضيف عماد أن الجرحى هم خلاصة الشرف الانساني والولاء الوطني والعطاء النقي والتضحيات فوق الخيال وواجب الحكومة والسلطات والمجتمع أكبر مما يتوقع البعض ويجب أن يكون الجميع عند مستوى تضحياتهم وحاجاتهم ومعانتهم .
إشادة وعرفان
د. خديجة الحدابي رئيسة مؤسسة شهيد تقول أن المشروع بدأ باعتماد 15 جريحاً و تزايد العدد حتى بلغ الستين وتعرقل التنفيذ عدة مرات وتم إعلان الخبر السعيد حينما رعى ودعم هذا العرس قائد المقاومة الشعبية الشيخ حمود المخلافي.
وتشير الحدابي أنها ليست هذه هي المرة التي يقف فيها الشيخ حمود سعيد المخلافي إلى جانب الجرحى عبر مؤسسة شهيد التنموية فلطالما لبى نداء استغاثة الجرحى وكان من ضمن ما قدم مساهماته في مشاريع دعم جرحى الشلل والبتر بتوفير مبلغ لشراء وسائل النقل سيارتين وموتور، وكذلك اعتماد مصاريف لجرحى في مصر قبل عام .
أنيسة اليوسفي رئيسة مؤسسة خطوات ترى أن العرس هو تحدي وفرح لتعز في وجه الحرب والحصار ولفتة إنسانية تعيد الأمل وتزرع الإبتسامة .
ووصفت الحدث بقصة وفاء بكل ماتعنيه الكلمة شاكرةً طاقم العمل واللجان والمتعاونيين الذي بذلوا جهداً استثنائيا لإنجاح العرس الكبير.
فرحة العرسان
وليد مثنى راشد الخطابي أحد العرسان الجرحى والذي أصيب قبل عامين يقول إن الحفل " أعاد لنا الامل من جديد وبث في قلوبنا الفرحة و اشعرنا بقوة انتماءنا بهذا المجتمع الذي نفخر به.
ويردف " أنتم يا جرحى خيرة الشباب لا تيأسوا فمهما عانيتم فإن قضيتكم ستنتصر وأن إهمال الشرعية للجرحى شيء لا يغتفر وخاطب الشيخ حمود المخلافي بقوله " أنت أيقونة المقاومة المغوار ولن ننسى مواقفك النبيلة.
حمود المخلافي .. مسؤولاً بلا تكليف
لم يمضِ سوى أقل من عام على قيام الشيخ حمود المخلافي بتسفير 150 جريحاً مبتوراً من أبطال تعز إلى الهند للعلاج حتى أكمل مشواره هذا بتزويج 60 عريساً من دفعة الجرحى ذاتهم.
وفي نفس الاتجاه الشيخ المخلافي لم يغض الطرف عن معاناة الجرحى بالخارج كما تفعل الشرعية على الرغم أنه لايملك أي صفة حكومية لكنه يحمل ضميراً حياً وقائد بلا تكليف فجرحى تعز في مصر أمدهم مرتين وأخرون في الهند أكثر من مرة أغاثهم بمساعدات ومبالغ عاجلة لتخفيف المعاناة وتكفل بأعداد أخرى عبر مؤسسات خيرية.
مؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي هي لفتة أخرى أنشئت حديثاً لخدمة شريحة التضحيات التي تستحق الإكبار أسر الشهداء والجرحى، إنه الوفاء في أبهى صوره .
لم ينته الحديث عن همة القائد وإنجازاته رغم المعوقات فمركز صلالة الطبي بسلطنة عمان بصمة دائمة من بصمات الشيخ المخلافي والذي يعمل حاليا على تجهيزه سيبقى يداوي الجرحى ويطبب المرضى اليمنيين ككل .
الخاتمة
مايحدث هي مبادرات ذاتية وخيرية وإنسانية ويبقى الدور الأكبر على الحكومة الشرعية التي يقول الجرحى إنها لم تقم بواجبها، فالكثير من الجرحى في الخارج "الهند ومصر" يعانون ومرميون بلا علاج ولامصاريف وجرحى آخرون في الداخل يناشدون .
لجنة الجرحى الحكومية في تعز أكثر من مرة ناشدت الرئاسة والحكومة ولا مجيب، فمن يتحمل الإهمال في ملف لايحتمل التأخير بتاتاً بل أن التقصير فيه نتيجته الحتمية الموت أو تفاقم الجراح وتضاعف المخاطر .
وخلاصة القول الجرحى من ضحوا بجزء من أجسادهم في سبيل الانتصار للوطن والجمهورية على الجميع أن يقوم بدور الوفاء تجاهم والتاريخ لن يرحم.