قال اللواء الشامي الظاهري، الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، إن المملكة تمد يدها للسلام في اليمن منذ اليوم الأول لعاصفة الحزم وفقا للمبادرة الخليجية والحوار الوطني والقرار الأممي 2216.
وأوضح الظاهري أنه "على مدار خمس سنوات تراوغ إيران والحوثيون، لكنني أرى أن الحل بات قريبا، بعدما ظهرت علامات الإنهاك والتخبط داخل طهران وبالتالي في صنعاء".
وأكد الظاهري في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك" اليوم الاثنين، أن عملية أرامكو وبعض العمليات العسكرية الأخرى لن "تغير في المملكة صاحبة الجذور العميقة ودعواتها للسلام نابعة عن التفكير في صالح الأمة والمنطقة، ولم تكن يوما هي البادئة بإطلاق النار في أي مشكلة تواجهها".
وأضاف الخبير العسكري "إيران تعاني أشد المعاناة في هذا الوقت نظرا لأنها وضعت نفسها في أكثر من مأزق في لبنان والعراق وسوريا واليمن، هذا بجانب المشاكل الداخلية الكبيرة جدا، لذا هي تشعر أن خلاصها ربما يكون في تفجير المنطقة، لذا فإن المملكة تفكر بكل هدوء لتفويت الفرصة على طهران الرامية لتفجير المنطقة".
وتابع الظاهري "بعد الضربات الأخيرة التي قامت بها المملكة على أهداف الحوثيين في صعدة وصنعاء، نرى الحوثيين اليوم يسيرون بكل قواهم من أجل إيقاف الحرب بتقديم المبادرات وغيرها"، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية لن توافق على مثل تلك الأمور إن لم يكن هناك بوادر من الحوثيين بالابتعاد عن مدار إيران.
وأشار الخبير العسكري إلى أن إيران في "الرمق الأخير من حياتها، وقادتها يتخبطون في قراراتهم، ولذا فإن المملكة العربية السعودية كما كانت ومازالت تمد يدها بالسلام، وعلى الحوثيين أن يمدوا يدهم خالصة بالسلام، ولا يأتون للسلام وبيدهم خنجر يضربون به ظهورنا، وعلى كل الأحوال أرى أن السلام في اليمن بات قريبا لأن إيران سوف تندثر، ويبقى الإيرانيين أسياد في بلادهم، فالسلام بات قريبا".
وتدور على الساحة اليمنية، منذ قرابة 5 سنوات معارك عنيفة بين جماعة الحوثي وقوى متحالفة معها من جهة، وبين الجيش اليمني مدعوما بتحالف عسكري يضم دولا عربية وإسلامية تقوده السعودية من جهة أخرى.
ويسعى التحالف وقوات الجيش الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لاستعادة مناطق سيطرت عليها الجماعة.
وبات اليمن، بفعل العمليات العسكرية المتواصلة، يعاني أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم، فبحسب بيانات الأمم المتحدة، قتل وجرح مئات الآلاف من المدنيين والعسكريين نتيجة للنزاع في اليمن؛ كما يحتاج نحو 22 مليون شخص، يشكلون 75 بالمئة من السكان، إلى المساعدة والحماية الإنسانية.