أعلن الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي المتمردة في اليمن ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبدالسلام، عن لقاء المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، بزعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي، يوم أمس الثلاثاء، دون أن يحدد مكان اللقاء وعما إذا كان لقاء وجهاً لوجه أم عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة كما كانت تجرى في السابق.
وقال عبدالسلام في سلسلة تغريدات على حسابه الرئيس في موقع «تويتر»: «التقى السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يومنا هذا الثلاثاء، الموافق 1 / 10 / 2019، بالمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث». وأوضح أن عبدالملك الحوثي ناقش مع غريفيث أفق التسوية السياسية الشاملة المحتملة وسبل التوصل إلى حل عاجل للحرب الراهنة في اليمن، مشيراً إلى أن عبدالملك الحوثي أكد خلال لقائه غريفيث على الجهود المستمرة لتحقيق السلام في اليمن.
وأعلنت قناة «المسيرة»، لسان حال جماعة الحوثي أن عبد الملك بدر الدين الحوثي ناقش مع المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، الذي يزور صنعاء حالياً، «أفق التسوية السياسية الشاملة المحتملة في هذه الظروف المواتية وسبل المعالجات الإنسانية والاقتصادية وكل ما له صلة بمعاناة الشعب اليمني الذي يعاني من الحصار وما ترتب عليه من تداعيات».
وأوضح الحوثي لغريفيث أن «المبادرة التي قدمها رئيس المجلس السياسي الأعلى (التابع للحوثيين) تدل على حرص اليمنيين على الاستقرار والحوار السياسي الشامل». وقال إنه «من المهم أن يستفيد الطرف الآخر من هذه المبادرة وذلك بالكف عن العدوان ورفع الحصار».
وأوضح عبد الملك الحوثي أن «الخطوات الإنسانية الأخرى التي قدمتها لجنة الأسرى والمعتقلين (التابعة للحوثيين) في صنعاء مؤخراً من مبادرات متكررة بالإفراج عن مئات من الأسرى ومن طرف واحد تثبت عملياً أننا نسعى إلى إنهاء هذه المعاناة التي نتجت بسبب العدوان (السعودي)».
شكوك حول إطلاق الأسرى
وطالب الحوثي بضرورة أن «تُقابل هذه الخطوة بخطوات إنسانية مماثلة تؤدي إلى تحريك شامل للملف الإنساني وصولاً إلى التبادل الكامل لكل الأسرى والمعتقلين وبما يؤدي إلى إنهاء هذا الملف الإنساني».
وأشارت إلى أن الحوثي ناقش مع مبعوث الأمم المتحدة أفق التسوية السياسية الشاملة المحتملة في هذه الظروف المواتية وسبل المعالجات الإنسانية والاقتصادية بكل ما له صلة بمعاناة الشعب اليمني، الذي يعاني من الحصار وما ترتب عليه من تبعات.
وكانت جماعة الحوثي أعلنت، أمس الأول، عن إطلاق سراح 350 من الأسرى الحكوميين لديها، دون تنسيق مع جانب الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، وهو ما دفع برئيس لجنة الأسرى في الحكومة اليمنية إلى التشكيك في صحة هذا الإعلان الحوثي وهويات المفرج عنهم من قبل الانقلابيين الحوثيين.
وأوضح رئيس لجنة الأسرى في الحكومة الشرعية، هادي هيج، أنه «لا توجد حتى الآن الأرقام التي صدرت عن الصليب الأحمر». ونسب موقع «المصدر أونلاين» الإخباري المستقبل إلى هيج قوله إن «جماعة الحوثي سبق وأن قالت إنها ستفرج عن 350، وتراجعت وقالت إنها أطلقت سراح 50 أسيراً سابقاً، ثم قالت 9 أيضاً أفرجت عنهم سابقاً، ثم قالت إنها أطلقت شخصاً واحداً، حتى قال الصليب إن جماعة الحوثي قامت بالإفراج عن 290 شخصاً، حسب ما أورده بيان الصليب الأحمر».
تبادل جزئي
وذكر المسؤول الحكومي عن ملف الأسرى والمختطفين في مشاورات ستوكهولم أن «الشخص الذي أفرجت الجماعة عنه بالإضافة لآخرين تم إطلاق سراحهم ضمن تبادل جزئي». مؤكداً أن «كل من أطلق سراحه حسب قوائم الصليب هم خطفوا من منازلهم وعادوا إليها».
وأضاف أن الحكومة الشرعية والتحالف السعودي «سبق وأن أطلقوا سراح أكثر من 110 أطفال كانوا يقاتلون في صفوف الحوثيين كان تم أسرهم من قبل قوات الجيش في العديد من جبهات القتال، وتم تسليم هؤلاء الأسرى لذويهم عبر الصليب الأحمر الدولي، دون ضجيج إعلامي».
وكان رئيس لجنة الأسرى لدى جماعة الحوثي، عبدالقادر المرتضى، أعلن أمس الأول عن الإفراج عن أسرى من الجانب الحكومي، وقال: «بمبادرة من طرف واحد أفرجنا عن 350 أسيراً ومعتقلاً ممن شملتهم كشوفات السويد كجزء من تنفيذ اتفاق السويد، وأشرفت الإمم المتحدة والصليب الأحمر عليها، ومنتظرين خطوة مماثلة من قوى العدوان (السعودي)».
إلى ذلك، قال محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة (بمثابة الرئاسة في المناطق التابعة لسيطرتها): «تفاؤل محمد بن سلمان بوقف الحرب إيجابي، وكان من المفترض أن يكون حاضراً من قبل إعلان عدوانهم على اليمن». وجاء ذلك في تصريح نشرته وكالة «سبأ» في نسختها الحوثية، مساء الإثنين. وأضاف: «تحويل المناقشة إلى تفاوض يحتاج إلى جديتهم (السعوديون) والتعامل بواقعية بعيداً عن أي إملاءات». وتحدث بأن «عدم الجدية والاستماع للإملاءات لن تجدي؛ بل تصنع العوائق في طريق إيقاف العدوان والوصول إلى السلام الدائم».
وطالب بن سلمان في حوار مع برنامج «60 دقيقة»، في شبكة «سي بي إس» الإخبارية الأمريكية، الإثنين، بأن توقف إيران دعمها للحوثيين. وأعرب عن أمله في أن يؤدي وقف إطلاق النار على السعودية، الذي أعلنه الحوثيون من جانبهم، إلى حوار سياسي وإنهاء الحرب في اليمن. وتابع بن سلمان: «نفتح جميع المبادرات لحل سياسي في اليمن، ونتمنى أن يحدث هذا اليوم قبل الغد».